لم تكن انتخابات ولاية بافاريا الألمانية أكثر من انتخابات محلية ولكن أصداءها وصلت إلي العاصمة برلين, وقد تنعكس نتائجها علي الحكومة الائتلافية التي تقودها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. والتي قد تشهد رحيل وزير الداخلية "هورست زيهوفر" الذي سبب كثيراً من الأزمات للمستشارة منذ توليه منصبه. شهد حزب "الاتحاد المسيحي الاجتماعي" الحليف المحافظ الأساسي للمستشارة الألمانية. تراجعا تاريخيا في انتخابات برلمان ولاية بافاريا. إذ فقد الأغلبية المطلقة التي كان يتمتع بها منذ عقود ورغم هذا التراجع. حافظ "الاتحاد المسيحي الاجتماعي" شقيق حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" بزعامة ميركل. علي المركز الأول ب 37,3% من الأصوات. لكن هذه النتيجة تعتبر هزيمة سياسية. بحسب النتائج الأولية التي أعلن عنها الإعلام الألماني فالحزب الذي حكم بافاريا بأغلبية مطلقة في معظم الأحيان منذ تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية. سيكون عليه أن يواجه للمرة الأولي واقعاً جديداً في ولايته. ورغم أنه يبقي في طليعة الأحزاب الأخري. فإنه سيكون عليه التحالف مع أحزاب للاستمرار في الحكم. وبالنسبة لكثير من المحللين. فإن تحالف الحزب المسيحي البافاري مع الخضر الذي حصل علي المرتبة الثانية ويعتبر الرابح الأكبر في هذه الانتخابات, سيكون شبه مستحيل بسبب الخلافات الجوهرية بين الحزبين حول معظم القضايا. من الهجرة إلي البيئة والاقتصاد ونجح حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف في الدخول إلي برلمان ولاية بافاريا للمرة الأولي. وحصل علي 11 في المائة من نسبة الأصوات. ومن الواضح أن حزب الخضر تمكنوا من جذب الناخبين الذين خاب أملهم من "التحالف الكبير" بين المحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين في السلطة منذ مدة ستة أشهر. ولم يتمكن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف من استغلال هذا الوضع لصالحه كما كان متوقعا خسارة الحزب الشقيق لميركل. قد تعني استقالة زيهوفر البالغ من العمر 69 عاماً. من زعامة حزبه ومن منصبه في الحكومة الفيدرالية. وهو سيناريو رغم أنه سيؤدي إلي عدم استقرار في حكومة ميركل. فإنه قد يمنح المستشارة أيضاً تنفساً من وزيرها. وتتوجه الأنظار حاليا إلي العاصمة برلين. حيث يتساءل الألمان عن تأثير هذه النتائج علي السياسة الوطنية للبلاد. وسؤال واحد يبقي مطروحا حول مصير زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي هورست زيهوفر. الذي يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة ميركل بعد هذه الصفعة. وليس من شأن هذه النتائج أن تطمئن المستشارة الألمانية وحزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي سيواجه اقتراعا صعبا آخر في 28 أكتوبر في ولاية "هيسن" التي يحكمها حزبها المحافظ ضمن ائتلاف مع حزب الخضر. وقالت أليس فايدل. رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب البديل اليميني: "من صوت لمصلحة البديل لألمانيا في بافاريا, صوّت أيضا لرحيل ميركل". والسؤال الذي بات المراقبون يرددونه بعد هذا الزلزال الانتخابي البافاري.. إلي متي سيصمد الائتلاف الكبير في برلين برئاسة ميركل. خصوصا بعد تراجع مكانة الحزب الاشتراكي وخسارته في بافاريا. وكذلك فقدان الاتحاد الاجتماعي المسيحي لاغلبيته المطلقة في الولاية؟.