كنا أطفالاً عندما وقعت نكسة 67. عشنا الرعب من أصوات الطائرات الفانتوم والميج والميراج. التي كانت تحلق علي ارتفاعات منخفضة. أزيزها يهز القلوب. خائفون من لغة الحرب ومفردات الصواريخ والدبابات. والبيانات التي تحذر. وصفارات الإنذار وخطر الغارات. شهدنا الانكسار. فكان مذاق النصر عظيماً مختلفاً. وليس من سمع كمن عرف واغترف. فجاءت حرب أكتوبر لتزيل عنا نحن الصغار الخوف. وتطهر الأرض والعرض. وتنهي أسطورة الجيش الذي لا يقهر. وتعيد للعرب عزتهم وكرامتهم. ليس هذا فقط بل إن السلام كان نتيجة الانتصار. وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي. إن حرب أكتوبر لم تكن فقط من أجل استرداد أرضنا. وإنما كان السلام أيضاً نصب أعيننا. ومصر لا تخشي لومة لائم. وأثبتت في السلام نفس مقدرتها في الحرب. وأنها عندما تقرر فإنها تستطيع. وانتفض المصريون وراء قواتهم المسلحة في 1973 ليعلنوا للعالم أن مصر عصية علي الإنكسار. ستظل حرب أكتوبر معجزة وإعجازاً بكل المقاييس. لكنها لم تأخذ حقها من التوثيق. ولم تخرج أعمال أدبية وفنية تناسبها. ومازال الكثير من أسرارها مخبوءاً. رغم مرور هذه السنين. ولذا أرجو أن تأخذ الدولة زمام المبادرة. وتوثق شهادات الأبطال الذين شاركوا في المعارك. وليس الاكتفاء ببعض اللقاءات التليفزيونية. إن الأجيال التي لم تشهد هذه المفخرة بحاجة إلي معرفة المزيد عن أسرارها وبطولاتها وتضحياتها غير المسبوقة في التاريخ العسكري. بل حتي الذين عاصروا الحرب يريدون أن يعرفوا المزيد عنها وهو كثير جداً. وشرف لابد أن يعلن. الذين ساهموا في الحرب وانتصاراتها آلاف مؤلفة. علي رأسهم الزعيم الشهيد أنور السادات. وصولاً إلي أصغر جندي. كلهم يستحقون التقدير والاحترام. لذا أتمني من المنصفين ألا يتجاهلوا دور الرئيس الأسبق حسني مبارك وما قامت به القوات الجوية بقيادته في هذه الحرب. ولا نتناسي ذلك بما حدث من أخطاء في فترة حكمه. رحم الله شهداء أكتوبر وشهداء مصر علي مر التاريخ. وحفظ الله أرض الكنانة. ووفق قيادتها. ومن نصر إلي نصر وتنمية وبناء ورخاء. وكما انتصرنا علي العدو نكمل الانتصار في المعركة علي الإرهاب.