تستحضرني هذه الأيام روح أكتوبر عام 73 وذكريات النصر العظيم الذي غير وجه المنطقة التي نعيشها وأتذكر ما عشته بعد عبور الجيش المصري العظيم خط بارليف وعبور القناة ومع أول بيان صدر عن القوات المسلحة المصرية بعبور القناة واجتياز خط بارليف المنيع. وكان وقتها عمري لا يتعدي ال 14 عاماً ومن حلاوة ما سمعته من خبر العبور كنت أمشي في شوارع بلدتي وأنا أردد صبرنا وعبرنا وربك نصرنا وبالبندقية رفعنا العلم. وليس هذا كان شعوري وحدي ولكنه كان شعور كل المصريين الذين التفوا حول المذياع في فرحة عارمة ليتابعوا البيانات العسكرية المتتالية وكان الجميع يهنئون بعضهم فقد عاشوا اليوم الذي استردوا فيه شرفهم وعزتهم بفضل جنودهم البواسل خير أجناد الأرض. وكانت الروح السائدة في ذلك الوقت هي روح الانتماء والاتحاد والتعاون والخوف علي مصر وأمنها والاعتزاز بجيشها العظيم وكان الحب سائداً بين الجميع. وبعد مرور السنين كنا دائماً نقول أين ذهبت روح أكتوبر العظيم؟ ونطالب باستحضارها مرة أخري ولكن جاء 30 يونيو وهب الشعب المصري لاسترداد مصريته ونزلت الملايين في شوارع مدن وقري ونجوع مصر ليعبروا مرة أخري بمصر إلي شاطيء الأمان ويلتف الجميع حول العلم المصري الذي عاد ليرفرف مرة أخري علي ربوع المحروسة والتي هي محروسة بعون الله وعنايته. وبعد ان ردد الجميع في أكتوبر 73 صبرنا وعبرنا - وعاش اللي قال للرجال عدوا القتال. ردد الجميع في 30 يونيو تسلم الأيادي. تسلم يا جيش بلادي. ومن هنا يتأكد لنا أن جينات الإنسان المصري واحدة عبر الأجيال وهي الخوف علي مصر والاتحاد والتلاحم في الدفاع عنها وان معدن الشعب المصري الأصيل دائماً يلمع ويظهر ويزداد متانة عندما يحس أن هناك خطراً علي أم الدنيا فكل شيء يهون في حبك يا مصر. حفظ الله مصر المحروسة