أكد الخبراء أن التنمر مشروع مجرم في المستقبل فرضه اختفاء القيم الدينية وغياب الدور التربوي بالمدرسة بالاضافة إلي التفكك الاسري وغياب دور الاسرة الاجتماعي والتواصل المستمر مع ابنائهم كذلك انعدام دور الاخصائيين الاجتماعيين في العملية التعليمية وندرة وجود اخصائي نفسي في المدارس. يقول الدكتور حسن شحاته الخبير التربوي إن التنمر سلوك دوائي سواء بالضرب أو باللفظ في محاولة للسيطرة وفرض الوجود داخل المدرسة وخارجها حيث انتشرت الظاهرة بشكل كبير في المجتمع المصري خاصة بعد ظهور الكثير من الشائعات والاعمال الفنية التي تشجع علي البلطجة. ويوضح أن التنمر تقع مسئوليته في المقام الأول علي الأب والأم في غرس التسامح والحب والقيم الاخلاقية والدينية لدي ابنائهم وتعريفهم بالعادات والتقاليد التي تساعدهم علي تكوين شخصية سوية ذات سلوك قويم.. ويأتي في المقام الثاني المجتمع الخارجي والمدخلات المختلفة التي يتلقي منها الابناء المعرفة فيجب الحرص علي ابعادهم عن الأفلام والعدوانية واصدقاء السوء. ويشير شحاته إلي أن المؤسسات الدينية "الجامع والكنيسة" عليها ايضا دور كبير في مساعدة الاسرة لتربية الطفل وتنشئته منذ الصغر علي التعاليم الدينية الصحيحة وأن تزرع القسم والأخلاق داخله لبناء انسان قادر علي التفرقة بين الحرية والبلطجة ولا نغفل الدور الاعلامي لتوعية الشباب وارشادهم للطريق السليم وهذا لن يحدث إلا بتطبيق ميثاق شرف الاعلام وعرض مسلسلات وأفلام هادفة تناقش مشكلة وعرض حلها كما كان يحدث في الماضي والابتعاد عن الابتذال والألفاظ السيئة والمشاهد الدموية التي تنطبع في ذهن الطفل ويقوم بتقليد البطل في الشارع والمدرسة. ويري الدكتور جمال فرويز استاذ علم النفس ان ظاهرة التنمر هي مشروع مجرم في المستقبل واذا لم يتم معالجته سيصل لمرحلة خطر في الجامعة ويمكنه ايذاء الآخرين نفسياً وبدنياً فالسلوك العدواني أن أن يكون لفظيا أو ماديا وأن الابناء هم ضحايا لمجتمع تفشي فيه التنمر وخاصة داخل الاسرة بوجود مشاكل بين الاب والأم وتلفظهم فيما بينهم بألفاظ نابية أمام ابنائهم ومحاولة سيطرة كل منهم علي الآخر فيلتقطها الابن ويخزنها في عقلها الباطن ويستخدمها ضد اصحابه داخل المدرسة. ويرجع فريوز انتشار السلوك العدواني "التنمر" إلي العديد من الاسباب منها اختفاء القيم الدينية في المجتمع وغياب الدور التربوي في المدرسة والتفكك الاسري بجانب مشاهدة الافلام عبر الفضائيات التي تدعو إلي الرذيلة والفساد وتجارة المخدرات مما يؤدي إلي ارتفاع الأيدي وخروج الألفاظ الخارجة ويطالب بمنع الخلافات بين الوالدين أمام ابنائهم ومناقشتها وحلها بعيداً عنهم وعلي المجتمع بكل مؤسساته دور في رفع الوعي الثقافي والتربوي في الأسرة المصرية للقضاء علي الظواهر العدائية التي قد تصيب الابناء في حياتهم. وتؤكد هبة هاشم خبير تربوي أن حالة التنمر بين التلاميذ داخل المدارس موجودة منذ قديم الازل وتزداد حدة وتعقيداً في الفترة الاخيرة وترجع إلي الظروف الاسرية الاجتماعية والاقتصادية فالأهالي أصبحوا في واد والابناء في واد آخر مع انعدام الدور الارشادي لابنائهم وغياب الدور التربوي داخل المدارس بجانب ارتباط الابناء بالانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي ابعدتهم عن الواقع. وتضيف أن آلية القضاء علي هذه الظاهرة تتمثل في تفعيل دور الاسرة الاجتماعي والتواصل المستمر مع ابنائهم والتقرب منهم لمعرفة مشاكلهم بالاضافة إلي عمل حملة توعية علي كيفية استخدام الوسائل الالكترونية الاستخدام الأمثل والابتعاد عن المواقع التي تسيء لهم كما يجب تفعيل دور الاخصائي الاجتماعي داخل المدرسة لتوعية الطلاب وتعديل سلوكهم وتقويمهم بعمل برامج لتأهيلهم سلوكياً عن طريق برامج وانشطة تربط الطلاب ببعضهم حتي يكون بينهم لغة للحوار الجاد والهادف وكذلك لابد من وجود اخصائي نفسي داخل كل مدرسة وعمل برامج علاجية علي حالات التنمر التي تظهر علي الطلاب للحد منها في مهدها كما يجب علي المعلم ألا يقتصر علي تلقين الطالب المواد الدراسية فقط بل يمتد إلي تقويمهم وارشادهم أولاً بأول. وتقول الدكتورة إنشاد عزالدين استاذ علم الاجتماع العائلي والمشكلات الاجتماعية جامعة المنوفية أنه يجب العمل علي حل أي مشكلة للطفل وعلاجها في مرحلة الحضانة قبل الوصول إلي مرحلة التعليم الابتدائي حتي يكون طفلا سويا وطبيعيا غير معقد والقضاء علي أي علامة من علامات التنمر في مهدها ومن أهم الشروط التي يجب توافرها للقضاء علي السلوك العدواني "التنمر" وجود ادارة حازمة داخل المدرسة بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب واختيار مدرسين اكفاء علي قدر كبير من المسئولية لايجاد لغة حوار بين المعلم وتلميذة ولابد من وجود اكثر من اخصائي اجتماعي داخل كل مدرسة ليتماشي مع اعداد الطلاب.