التنمر هو شكل من أشكال العنف والإساءة والإيذاء الذى يكون موجهاً من شخص أو مجموعة من الأشخاص إلى شخص آخر، حيث يكون الشخص المهاجم أقوى من الشخص الآخر الذى قد يكون أضعف عن طريق الاعتداء البدنى، وتشير خبيرة الصحة النفسية للأطفال سهام حسن إلى أن الأشخاص المتنمرين يتبعون سياسة التخويف والترهيب والتهديد ويحدث ذلك بصورة كبيرة بين الأطفال والمراهقين فى مراحل دراسية مختلفة . وتشير حسن إلى أن أسباب التنمر تنحصر فى عدة أسباب، فالمتنمرون غالبًا ما ينتمون لأوساط فقيرة تعانى من مشاكل اقتصادية، حيث غالبًا ما يؤسس المتنمرون عصابات إجرامية أو ينضمون إلى عصابات إجرامية قائمة، لافتة إلى أن الأسر فى المجتمعات المعاصرة تميل إلى تلبية الاحتياجات المادية للأبناء مقابل إهمال الدور الأهم الواجب عليهم ألا وهو المتابعة التربوية وتقويم السلوك وقد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم أو هما معًا عن تربية أبنائهما. وترى خبيرة الصحة النفسية أن العنف الأسرى من أهم أسباب التنمر، فالطفل الذى ينشأ فى جو أسرى يغلب عليه العنف سواء بين الزوجين أو تجاه الأبناء، يصبح شخصًا متنمرًا، كما أن الألعاب الإلكترونية العنيفة تساهم فى خلق أطفال مدمنين على هذا النوع من الألعاب العنيفة فى تعزيز شعور التنمر بداخلهم. وتتابع: أنه بصفة عامة يقسم التنمر إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هى التنمر اللفظي، والتنمر الجسدي، والتنمر العاطفي، وهناك فرق بين التنمر والمزاح، فالمزاح يكون بهدف الفكاهة والمرح مع الحفاظ على حب وتقدير الآخر والحفاظ على شخصيته، أما التنمر فالهدف الوحيد من ورائه إذلال وتعنيف الآخر ورؤيته فى موقف ضعف واستهانة. وتشير إلى أن هناك فئتين من الأشخاص المتنمرين، الأولى تمارس التنمر المباشر الذى يتضمن الضرب والصفع والعض والخدش وغيرها من الأفعال التى تدل على الاعتداء الجسدي، والفئة الثانية تمارس التنمر غير المباشر الذى يتضمن تهديد الطفل بالعزل الاجتماعى مثل التهديد بنشر الشائعات ونقد الطفل من ناحية الملبس والشكل والأسلوب والتعامل وطريقة الكلام . وتؤكد حسن أن الأسرة تعتبر البيئة الأولى التى تؤثر فى سلوك الطفل، لذلك هى المدخل لعلاج التنمر وليكون التدخل الأسرى فعالًا، لابد من التروى وعدم العجلة فى الحكم على سلوك الطفل ووصفه بالمتنمر قبل أن تتضح الرؤية وتتم دراسة المشكلة من جميع الجوانب، واستشارة جميع المتدخلين فى حياة الطفل، بما فى ذلك بحث الصعوبات التى يمكن أن يواجهها الطفل فى المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسى والتى يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني. كما يجب على الآباء عدم اختلاق الأعذار للطفل والتبرير لأفعاله خاصة أمام المعلمين والزملاء، ومن جهة أخرى ، ينبغى التحكم فيما يشاهده الطفل فى التلفاز وتذكير الأطفال بوجوب احترام مشاعر الآخرين، وتشدد خبيرة الصحة النفسية للأطفال على ضرورة تعامل الوالدين مع الموضوع بجدية لأن الأطفال الذين يتنمرون على الآخرين عادة ما يواجهون مشاكل خطيرة فى حياتهم المستقبلية، وقد يواجهون اتهامات جنائية وقد تستمر المشاكل فى علاقاتهم مع الآخرين. وتقدم حسن مجموعة من النقاط التى من شأنها مواجهة ظاهرة التنمر لدى الأطفال فيما يلى: ■ ضرورة توعية المعلمين والأهالى والطلبة بسلوك التنمر وخطورته. ■ تشديد المراقبة واليقظة التربوية للرصد المبكر لحالات التنمر. ■ وضع برامج علاجية للمتنمرين بالشراكة مع المختصين النفسيين والاجتماعيين. ■ تشجيع الضحايا على التواصل مع المختصين فى حالة تعرضهم لسلوكيات التنمر. ■ إثارة النقاشات والحصص التربوية لتوعية الأطفال فى الفصل واستغلال اللعب من خلال لعب دور الضحية للإحساس بشعورها فى موقف التنمر.