انطلاقا من الدور الدعوي للأزهر الشريف الدعوي والتوعوي مسئوليته تجاه المجتمع وعمله الدائم علي وضع الحلول المناسبة لمشكلاته انشأ مركز الأزهر العالمي للفتوي الالكترونية وحدة "لم الشمل" لمواجهة هذه الظاهرة وحماية الأسرة المصرية والحفاظ عليها من التفكك. دورها.. دراسة الظاهرة نظريا بالاضافة إلي الدور العملي والذي يتمثل في زيارة المراكز والقري لنشر الوعي ولم الشمل والصلح بين المتخاصمين لذا خصص المركز رقم 19906 للفتوي الالكترونية. انتقلت عدسة ال "الجمهورية" إلي مشيخة الأزهر بالطابق الثاني لزيارة مركز الفتوي لمعرفة طريقة عملها مع الحالات التي تتلقاها عبر الخدمة الالكترونية ومعرفة كيفية التواصل معها وحلها للقضاء علي هذه الظاهرة. الدكتور خالد سالم - منسق البحوث بمركز الفتوي يقول: ان فكرة "لم الشمل" منذ بحث فضيلة الإمام الأكبر والقائمين علي قضية الطلاق واثره علي الاسرة لذا تم إنشاء المركز لعلاج المشكلات التي تتم في المجتمع سواء خلافات اسرية أو ميراث أو ثأر وغيرها من المشكلات التي تؤثر بالسلب علي المجتمع. ويشير سالم إلي أن العمل بدأ بالمركز في 16 ابريل الماضي وخلال هذه الفترة القصيرة التي لم تتجاوز الأربعة شهور قد بلغ عدد القضايا 260 حالة صلح ميداني حيث انتقل بعض افراد المركز للحالات وتم التواصل معهم ومعرفة اسباب المشكلة وبالتالي استطاع الفريق عمل اللازم وعودة المياه لمجاريها مرة أخري ومن خلال الاتصال الهاتفي حوالي 257 حالة وفي هذه الحالة قد يستمر الاتصال أكثر من ساعتين علي أن يتم الحصول علي بيانات كل من الزوج والزوجة واحد افراد الاسرتين للتوصل للحل بسرعة وبذلك يكون له الاثر البالغ في القضاء علي مشكلة الطلاق وبالفعل قام المركز بالتواصل مع الجامعات عن طريق الندوات للمقبلين علي الزواج لتوضيح الاسس السليمة للاختيار السليم منعا لحدوث انفصال. ويضيف خالد ان المركز يحتوي علي 120 مفتيا ومفتية يشتركون في العمل بالوحدة ويتم التعامل مع كل محافظة عن طريق المقيمين بها لمعرفتهم التامة بطباع واخلاق بلادهم وقراهم. يلتقط طرف الحديث الدكتور ابراهيم جاد الكريم مسئول وحدة لم الشمل عن الوجه القبلي قائلا ان مهمة المركز حصر الاسباب الرئيسية للطلاق حيث ان النسبة من 60%- 70% أسبابها التعثر في النفقة اضافة إلي المشاكل الاسرية الأخري التي يسعي المركز لحلها بالحل الاكاديمي العلمي ويكون الحل دائما بناء علي أولويات المشكلة فمثلا تعرضنا لحالة طلاق كادت ان تتم خلال ايام وبمجرد تلقي الاتصال تم التواصل مع اطرافها ومساعدتهم في اذرية حا المشكلة ولم الشمل. زيارات منزلية ويضيف جاد الكريم ان المركز يقوم بزيارة الحالة التي لديها مشكلة في الحضور لوجود لجان بالفعل بالكثير من المحافظات كالاسكندرية والمنوفية والوجه البحري والصعيد وسوف يتم ارسال لجان اخري بعد العيد إلي سوهاج والفيوم والمنيا مشيرا إلي أن تدخل الاهل وغضب الزوج الذي يؤدي إلي الضرب والاهانة أهم الاسباب التي تؤدي إلي الطلاق وهدم الاسرة. يشير ابراهيم إلي أن اصعب الحالات التي تعرضت لها الوحدة هي انفصال زوجين من أكثر من خمس سنوات ونظرا لوجود أولاد فكان تدخل المركز للإصلاح وليس الحصول علي حقوق الزوجة وأولادها المادية والحمد لله استطاع المركز التوفيق بين الكثير من الحالات داخل وخارج مصر. ويتفق معه الدكتور احمد حسن عضو بوحدة لم الشمل ومشرف الوجه القبلي مؤكدا ان المركز انشيء علي رؤية وهدف الوحدة القضاء علي الأسباب الرئيسية والحد من ظاهرة الطلاق أما الهدف فهو حل المشكلات ليس الانفصال فقط بل قطيعة الرحم والجحود وغيرها وبالفعل تقوم حاليا الوحدة بتوزيع كتاب علي الوزارات وقطاعات الدولة ليكون مرجعا للجميع في المعرفة والتوعية الدينية والحياتية لتجنب أي مشكلة ووأدها قبل خروجها للمجتمع واتخذت الوحدة شعار الدكتور اسامة الحديدي المنسق العام ان يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما. ويقول حسن ان بعض الحالات تكون عنيدة جدا في التفاهم وحل المشكلة ولكن عمل الوحدة يعتمد علي الليونة والصبر إلي أن نصل بالمركب لبر الأمان وفي نفس الوقت يكون الطلاق الحل الامثل وفي هذه الحالة يتم التعامل مع هذه المشكلة علي حقوق المرأة خاصة في حال وجود اطفال علما بأن دور المركز ممتد فيما بعد الصلح أو الانفصال والحمد لله هناك حوالي 99% من الحالات تم الإصلاح فيها وقد خصصت الوحدة رقم 19906 لاستقبال الحالات اضافة إلي بوابة المركز علي المواقع الالكترونية وبمجرد الخروج من الوحدة التقينا ببعض الحالات التي كادت تقع في الانفصال وهدم الاسرة. خلافات مادية تقول أ.ع - سيدة متزوجة من اكثر من 7 سنوات وانجبت ثلاثة من الابناء ونظرا لضيق يد زوجي واكتفائه بالعمل الصباحي وغلاء الاسعار أدي ذلك إلي نشوب الخلافات الكثيرة وتدخل الأهل الأمر الذي كاد يطيح بالاسرة ولكن بالاتصال بوحدة لم الشمل تم التوصل مع الزوج وحل المشكلة متعهدا بالبحث عن عمل في الفترة المسائية لحين بلوغ ابنائي والنزول للعمل للمشاركة في معيشة. ويوضح س.م - أعمال حرة مشكلته الكبري مع زوجته اسرافها في الانفاق المبالغ فيه وعدم تحمل مسئولية الاسرة والاهتمام الزائد بشخصها فقط وشراء أشياء خاصة دون النظر لاحتياج الاسرة لكل قرش ونظرا لتفاقم المشكلة وعدم التفهم تم الانفصال واستمر اكثر من عام إلي ان تدخل احد الاصدقاء وقام باستشارة لجنة الفتوي التي قدمت يد العون علي الفور وقامت بالاصلاح وعودة الحياة الاسرية مرة أخري.