ما فعله جمهور الأهلي مع وليد سليمان نجم الفريق عند خروجه من الملعب في لقاء الحرية الغيني في دوري أبطال أفريقيا يعبر عن المكانة التي وصل إليها اللاعب من حب وعشق في قلوب الجماهير التي لا تعترف بالمراوغة والكذب ويدخل قلبها فقط من يؤدي عمله الكروي بإخلاص وتفاني ولا يساوم ناديه وقت الضيق ويعطي كل العطاء قبل أن ينتظر المقابل. فالتاريخ يسجل دائما اللاعبين الذين يعشقهم الجمهور من القلب لأن تلك الجماهير هي دائما الميزان الحساس الذي يقاس به العطاء. والمثال علي ذلك المكانة التي وضعتها تلك الجماهير لبعض اللاعبين الذين أعطوا للكرة المصرية أمثال الخطيب وحسن شحاتة وأبوتريكة وحسن الشاذلي ومصطفي رياض وغيرهم ممن لم يضعوا شروطا لأنديتهم وكانوا دائما يعملون في صمت. لم يضعوا الحسابات والمال شرطا للعطاء فمنحهم هذا الجمهور الحب الذي لا يقدر بمال. وأعود إلي وليد سليمان الذي سألت عنه بعض الجماهير خلال بعض المباريات فقال الأغلبية إنهم يعشقون هذا اللاعب لأنه يعتبر بالنسبة لهم في. عصر سادت فيه المادة. رمزا للعطاء دون الالتفات للمادة وأنه عاش منذ انتقاله للأهلي موسم 2011 - 2012 قصة من العشق للفانلة مثلما حدث لعظماء الكرة المصرية السابق ذكرهم والذين اتصفوا بتلك الصفة الرائعة. وليد سليمان سجل الهدف الأول في مباراة بطل غينيا وصنع الهدفين الثاني والثالث بإنكار ذات منقطع النظير. فخرج من الملعب بتعبير الحب الذي شمله به الجمهور عند خروجه من الملعب قبل النهاية بدقائق. وليد سليمان لم يشكو يوما للإعلام أو لمسئول أنه يجلس علي الدكة وقد كان جليسا لها في العديد من المباريات في عصر حسام البدري فنال حب الجميع. وكنت أري أن الإعلام لم ينجح في ترسيخ فكر العطاء لدي اللاعبين في السنوات الأخيرة وكان دائما يعطي العذر للاعب الذي يختار حفنة من الجنيهات أو الدولارات الأكثر للرحيل إلي مكان اخر وكانت المعلومة التي تصل للاعب دائما أن تفضيله لمكان سيتقاضي فيه 10 ملايين أكثر من البقاء في مكان سيحصل فيه فعلي 8 فقط. دون النظر لأن هذا الفارق سيؤدي إلي فقدان حب الجماهير الذي لا يقدر بمال. والنموذج الشهير لتلك القاعدة ضربه عبدالله السعيد نجم الأهلي السابق ليس لأنه وقع للزمالك. فقد سبقه الكثيرون ممن لعبوا للكبيرين وأعطوا لكليهما ومن بينهم أشهر توأم في الكرة المصرية حسام وإبراهيم حسن. وإنما لأنه ناور وخدع الجماهير من أجل المادة ففقد حب الجماهير وفقد فرصة البقاء متألقا في الملعب في أزهي وآخر سنوات عمره. عندما جاء موعد التجديد لوليد سليمان لم يصرح ولم يفاوض ولم يتردد في التوقيع علي بياض لأنه كان أذكي من الكثير من اللاعبين لأنه اشتري الحب أكثر مما اشتري المال. فكافأه الجمهور ووضعه في قلبه في سجل العظماء. [email protected]