شهد الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد الذي بدأ السبت الماضي أحداثاً كثيرة ومواقف إيجابية وأخري سلبية شارك في ظهورها التلاميذ وأولياء الأمور.. وأيضاً المعلمون!! مع تطبيق النظام الجديد للصف الأول الابتدائي ورياض الأطفال ووضع جدول موحد علي مستوي الجمهورية لينتهي اليوم الدراسي في الثانية والنصف بعد الظهر اشتكي العديد من أولياء الأمور وأبنائهم الطلاب وأيضاً المعلمون من طول اليوم الدراسي.. وتعمد بعض المعلمين الإساءة لنظام الدراسة بنشر الصور والفيديوهات التي توضح تبرم الأطفال من الاستيقاظ مبكراً والاستمرار في الفصول والبقاء داخل المدرسة فترة طويلة حتي الإصابة بالتعب والإرهاق.. وحاول البعض من المعلمين والمعلمات أيضاً ومعهم بعض أولياء الأمور عبر جروبات الفيس بوك "اللمز والغمز" علي أنه قبل تطبيق النظام الجديد كان يجب علي الوزارة أن تبحث عن حلول واقعية لكثافة الفصول المرتفعة وتحسين أحوال المعلمين!! إلا أن أولياء الأمور العقلاء ومعهم خبراء التربية انتقدوا بشدة .هذه المحاولات للإساءة للنظام التعليمي الجديد مؤكدين أن تصوير الفيديوهات ونشر الصور عبر الفيس بوك خاصة فيما يتعلق بفيديو "الطفل الباكي" من إحدي مدارس الساحل الذي ظهر وهو يبكي ب "حُرقة" ويطلب من معلمته السماح له بالخروج من المدرسة طلباً للنوم.. يؤكد أنه للأسف كثير من المعلمين يفتقدون الأسلوب التربوي في التعامل مع التلاميذ وبدلاً من تهدئة الأطفال ومعاملتهم بإنسانية وتحببهم في المدرسة والتعليم تركت المعلمة الطفل يبكي وسط زملائه واكتفت بتصويره ورفع الفيديو عبر صفحات الفيس بوك لتحقق غرضها في المطالبة بتقصير اليوم الدراسي!! طالب خبراء التربية المعلمين بمساندة النظام الجديد للتعليم ودعمه من خلال العمل الجاد وتغيير أسلوب التعامل مع التلاميذ وإشراكهم في الأنشطة وممارسة الألعاب الترفيهية وغير ذلك بما يؤدي إلي ربط التلميذ بمدرسته ومدرسيه. بعض أولياء الأمور والمدرسين أيضاً تعمدوا نشر صوراً ارتفاع كثافة الفصول بطريقة مبالغ فيها ونقلوا صور من دول أخري نشرت من قبل في أكثر من موقع وادعوا انها من داخل الفصول المصرية الأمر الذي دعا الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لمخاطبة الرأي العام عبر صفحته الشخصية مطالباً أولياء الأمور والمدرسين بمساندة الوزارة لتحقيق الهدف الأكبر وهو التطوير الشامل للعملية التعليمية. قال الوزير عبر صفحته إنه بينما تشهد مصر أكبر محاولة جادة لتغيير نظامها التعليمي إلي مصاف الدول الكبري وبدعم كبير من القيادة السياسية وإيمان عميق بضرورة أن نسعي لإنقاذ أطفالنا من خطايا النظام التعليمي القديم فقد بدأت الدراسة منذ خمسة أيام فقط وأطلقت وزارة التربية والتعليم ما وعدت به من "نظام جديد متكامل" يبدأ من رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي. وحققت الوزارة مشروعاً عملاقاً في زمن قياسي واستكملت إطار المناهج الجديدة وأعدت الكتب الدراسية الجديدة وتمت طباعتها وتوزيعها في أرجاء الجمهورية مع تدريب أكثر من مائة ألف معلم استعداداً للنظام الجديد وإذا بحملة ممنهجة تنطلق في أيام معدودة تتحدث بنغمة "الكثافة في الفصول" وتتجاهل كل ما هو جديد وتحاول أن تلقي الضوء علي مشكلة أزلية ورثناها بعد سنوات طويلة من إهمال التعليم وكأن الآفة الوحيدة في التعليم المصري هي بعض الكثافة في بعض المدارس! أضاف إنه إمعاناً في محاولات إحباط التطوير فقد رأينا صوراً يتم تداولها علي مواقع التواصل الاجتماعي من "مدارس في مدينة كربلاء بالعراق" وكأنها في مدارسنا! ويقع في الفخ الكثيرون من المتابعين بما في ذلك مثقفون ونواب وأولياء أمور ويتم تداول صور قديمة من دول أخري. وأفلام لبرامج منذ سنوات. صور لكتب غير مصرية علي أنها كتبنا! وقالوا إن التابلت "فنكوش" وذهبت الكاميرات إلي مطار القاهرة لتسجل وصول 100000 تابلت علي الهواء مباشرة! قلنا إن التابلت مجاناً وقالوا إن المدارس تطلب 2000 جنيه تحت الحساب! ألا يستحي من يطلق هذه الأكاذيب ويشكك في عمل المخلصين؟ ويندفع البعض ليكيل السباب والتطاول علي أسرة التربية والتعليم التي تعمل ليل نهار لإصلاح ما تستطيع بعد سنوات عجاف علي التعليم المصري. أوضح الوزير أن حالة التربص لكل محاولات الإصلاح والاعتقاد بأنها بطولة أن نجد مصيبة نتحدث عنها أو خطأ لنكيل الاتهامات تستدعي أن نتأمل في أسبابها وأن نعلم أن هذا الطريق وهذه الحالة سوف تفسد فرص الإصلاح بعد أن مضينا قدماً وظهرت بشائر مستقبل أفضل.. ليتنا نسعد بما تحقق وأن نتعاون لنحقق الهدف ونصلح المسار بدلاً من معارك وسباب مواقع التواصل والتجاوز في حق الآخرين بلا دليل وبلا سبب وبلا إدراك أنه ذنب عظيم عند الله!! دعا الوزير المهتمين بالشأن التعليمي أن يتحققوا من مصادر هذه المعلومات وأن يطلبوا ممن ينشر معلومة أن يذكر "مصدرها وموقعها وتاريخ المعلومة" وكذلك أن يتفكروا في توقيت هذا الهجوم المنظم وكأن مشكلة كثافة الفصول ظهرت اليوم فجأة بسبب نظام التعليم الجديد! أليس غريباً ألا نتحدث عن فلسفة النظام الجديد وأهدافه ومستوي الكتب الجديدة ودليل المعلم في كل المواد وإعادة فرش أثاث المدارس وافتتاح المدارس اليابانية وافتتاح مدارس التكنولوجيا التطبيقية وتوصيل مدارسنا الحكومية بالألياف الضوئية إلخ إلخ وأن ننبري للصراخ ليل نهار نعدِّد مشاكل النظام القديم؟ قال إننا أول من صرح بأن نظامنا التعليمي يحتاج ثورة من الأساس وعددنا مشاكله المتراكمة منذ عقود وعرضنا خطة متكاملة لإصلاحه وشرحنا الزمن المطلوب والتكلفة الهائلة وضرورة أن نعمل معاً إذا كنا صادقين في محاولة إصلاحه.. نعلم مشاكل الكثافة والصيانة واختيار القيادات وأوضاع المعلمين والدروس الخصوصية والكتب الخارجية والمدارس التجريبية والخاصة ونعمل علي إصلاح كل هذا ونعلن ما ننجزه طوال الوقت!! إن التشكيك المتواصل وتثبيط الهمم والصراخ ليل نهار لن يسهم في تقدم الأمة. إن العمل والصبر والتخطيط وإيجاد الحلول وتشجيع المجتهد والاحترام المتبادل والتفاؤل هو السبيل إلي الأفضل والله الموفق والمستعان. سلبيات وعلي مدار الأسبوع الأول من العام الجديد وكالعادة سنوياً.. ظهرت العديد من السلبيات التي يمكن معالجتها بسهولة دون أن نسيء إلي العملية التعليمية ككل ويبذل المسئولون بالإدارات والمديريات التعليمية جهداً كبيراً لعلاجها. أهم السلبيات. عدم تسليم الكتب الخاصة ببعض الصفوف أو مواد للتلاميذ حتي الآن رغم الانتهاء من طباعتها.. وهو ما دفع بعض مديري المديريات التعليمية بطلب إحصاءات عاجلة من الإدارات التابعة لها بأعداد التلاميذ الذين لم يتسلموا الكتب حتي الآن والأسباب الحقيقية وراء ذلك مشددين علي ضرورة إرسال مندوبي الإدارات إلي مخازن الكتب للحصول علي احتياجات المدارس بأقصي سرعة. كثير من المدارس أيضاً شهدت خناقات ومشاحنات بين المعلمين بسبب الجداول المدرسية ومحاولة البعض الاستئثار بأكبر عدد من الحصص لفصول المدرسة لضمان الجزء الأكبر من "تورتة" الدروس الخصوصية.. والأغرب مساندة موجهي المواد لمدرسين بعينهم للفوز بالحصيلة الأكبر لينال هؤلاء الموجهون من الحب جانباً كما حدث في مدرسة العباسية الفندقية وتدخل موجهة المواد الفندقية بمديرية التعليم بالقاهرة أكثر من مرة لتعديل الجدول المدرسي وتشغيل مدرسين بعينهم دون غيرهم الأمر الذي اشتكي منه بقية المدرسين ووصل الأمر إلي الإدارة التعليمية بالوايلي ليقرر مجدي الجيار مدير عام الإدارة التحقيق مع المعلمة التي تحاول فرض سيطرتها علي مدير المدرسة وتساندها الموجهة بقوة!! نفس الأمر حدث في عدد من مدارس القاهرة والجيزة والبحيرة والإسكندرية واشتكي منه المعلمون الذين تعرضوا للظلم ورفض الموجهون إنصافهم محاباة للآخرين!! قام مديرو المديريات والإدارات التعليمية في جميع أنحاء الجمهورية بجولات ميدانية مفاجئة علي المدارس للكشف عن السلبيات وعلاجها وتنظيف المناطق المحيطة بأسوار المدارس وإزالة التعديات وإبعاد الباعة الجائلين الذين احتلوا الشوارع الملاصقة للمدارس. وخصصت وزارة الداخلية دوريات مكثفة حول المدارس في كثير من المحافظات خاصة مدارس البنات لحمايتهن أثناء الدخول والخروج ومنع المعاكسات.