السرقات الدرامية والمسرحية قضية خطيرة جداً وتتجاوز حدود مفهوم السرقة لتسكن رحم الفضيحة وتمزيق الأحشاء الأخلاقية. إذن فقضية السرقات هي اشكالية أخلاقية في المقام الأول والمعني بها الوهم التجريبي صاحب الأفكار الصبيانية فمنذ الدورة الأولي لهذا التخريبي وقد رسخ لكل أشكال الهدم والسرقات المسرحية وأول جريمة ارتكبها التجريبي هو قتل المؤلف المسرحي المصري وبخاصة الكاتب المسرحي المفكر ومن هنا الغيت كلمة مؤلف أو كاتب من قاموس المسرح المصري. والجريمة الثانية أجهز علي مصطلح المسرح المصري تماماً ومن هنا سلب واغتصب شخصيته وهويته المصرية. ورغم وجود زخم مسرحي. الا أنه لا يوجد مسرح مصري بكل تفاصيله البيئية والأصولية. مسرح يتلاحم ويتعارك مع قضايا الوطن داخلياً وخارجياً ومن خلاله تم إعلان الحرب علي التراث المصري والعربي وأول ضحاياه وأد ملتقي المسرح العربي رغم نجاح دورته الأولي. وبعد موت المؤلف المسرحي علي أيدي التجريبي بواسطة زبانية جهنم من اللوبي القذر بزعامة "...." لا سامحه الله حيث ظهرت مصطلحات شيطانية مثل سيناريو مسرحي وكتابة مسرحية والعروض الراقصة التي تخلو من الحوار الدرامي إلي ان ظهر مصطلح ابليس وهو "الدراماتورجي" الذي أجهز تماماً علي المسرح والمؤلف المسرح هو جريمة ترتكب أمام الجميع. ولا أتصور ان يكتب نص من نص وهي مضاجعة غير شرعية فمثلاً يجي "عيل" يأخذ نصا لشكسبير أو الحكيم ويعيد كتابته ثم يكتب دراما تورج فلان. والدراما تورج هو مؤلف فاشل ومصطلح خبيث. والأصل فيه هو "تصليح" نصوص الكتاب المبتدئين دون وضعپاسمه علي النص المعدل. كارثة أخري صنعها التجريبي الميمون وهي "سرقة الصورة المسرحية" وأقول ان هذه الجريمة ارتكبها المسرحيون الصغار والكبار. فبعد مشاهدة العروض المسرحية الأجنبية يقوم المخرج فلان بنقل الصورة المسرحية بالتفصيل وحرفياً في عرض يخرجه والتجريبي كان ومازال يمثل الوباء والنكسة علي المسرح المصري.. انتشرت هذه الأيام السوداء أمراض السرقات المسرحية وكأن الأمر أصبح عادياً دون مراعاة القوانين الدرامية والقوانين الأخلاقية والسرقة ليست سرقة نص فقط ولكن سرقة النصوص بعناوينها فالسارق يأخذ النص ويغير فيه بعض الشيء ثم يكتب عليه تأليف وهذه بجاحة وسرقة لأنه ليس ابداعاً خالصاً. ويأتي - كلب - يقول توارد خواطر. أو المصطلح المطاط "رؤية درامية" أو تأليف فلان وكتابة فلان. السرقة أصبحت ظاهرة ومن خلالها ظهرت أجيال مسرحية خربة. وأذكر مرة اني شاهدت شاباً يمسك في يده نصاً لشكسبير. فسألته أين ستقدمه. قال بمنتهي البساطة "أنا هعمله دراما تورج" شاب في العشرينات لا يملك أدني الخبرات. ناهيكم عن السرقات الخالصة. أي يسرق النص برمته لحماً وعظماً. وبالنظر لعروض السوق هذا الموسم والموسم الماضي سنجد نموذجاً صارخاً لممثل فاشل افيهتجي جاء من إحدي الجامعات المصرية وطل علينا من نافذة التأليف والإخراج. السؤال من المسئول عن "التفويت" فعندما قدم النص الأجنبي واضعاً اسمه عليه كمؤلف. فكيف وافقت الجهة الإنتاجية علي ذلك. خاصة انه سيحصل أو حصل علي أجر تأليف. والله لو حول النص الأصلي "لقرد" لا يكتب عليه تأليف. والجريمة هنا مزدوجة منه أولاً لكتابة اسمه علي مصنف ليس تأليفه ثم الادارة وجهة الإنتاج.. ماذا يحدث في المسرح المصري؟!.. نزعت هويته وشخصيته ووجوده مع بداية التجريبي. ثم من خلال اللوبي القذر وإذا أردتم معرفة ماهية المسرح المصري ارجعوا لمسرح الستينيات كنموذج وكتنوع لنري فيه المسرح التراثي والشعبي والمسرح الغنائي والملحمي وازدهار فن الاوبريت وكل الألوان والأشكال المسرحية التي تحافظ علي الشخصية والهوية والروح المصرية فكراً وزيا وتراثياً وكافة أسباب الحفاظ علي البيئة المصرية بكل تفاصيلها بالاضافة إلي الحفاظ علي "الريادة" المغتالة بفعل فاعل من خلال اللوبي المتنامي ومرتزقة المهرجانات العربية وما يسمي بالهيئة العربية للمسرح والتي كانت ومازالت نكبة علي المسرح العربي وبخاصة المسرح المصري. وفكرة الريادة المصرية تؤرقهم ولذلك نجحوا في تجنيد بعض الهلاميين في الداخل للنيل من الريادة ونسوا أننا الذين علمناهم. ما هو المسرح؟.. وكما يقول المثل "أول الرقص تحنجل".. قضية السرقات المسرحية هل طرحها المهرجان التجريبي في محاوره التقليدية. أم يتفرغ لبدع الورش المسرحية وبث السموم المسرحية في عقول شباب المسرح البريء الغلبان.. قضية السرقات أصبحت ظاهرة أيها الأغبياء من كهنة مسرح اليوم. ومن هنا أدعو واقترح: تخصيص الخمسة أعوام القادمة للمؤلف المسرحي المفكر وان نلغي تماماً كلمة الدراما تورجي من حياتنا المسرحية وان نهتم بالتراث. وعودة ملتقي المسرح العربي. والكلام للوزيرة الفنانة ان تعيد الملتقي ليقام بالتبادل عاماً بعد عام مع التجريبي بعد ازالة كلمة التجريبي ليصبح المسمي مهرجان القاهرة الدولي للمسرح. قضايا كثيرة نطرحها أمام الوزيرة وعلي رأسها السرقات المسرحية؟!!..