الخدمات الصحية في الدولة من أكثر القطاعات تعرضا للهجوم.. فالمستشفيات بلا امكانيات والعيادات بلا أطباء والعلاج علي نفقة الدولة جزء من العذاب إلي اخر هذه الاتهامات التي لا يخلو بعضها من صحة ولا يخلو معظمها من مبالغة. ولكن الصورة الاخري اكثر اشراقا وتألقا من كل ما يقال.. وأنا أعني هنا منظومة التأمين الصحي غير الشامل أو المنظومة بشكلها الحالي.. والتي تقدم نموذجا شديد التميز لا يلقي عليه أحد من المهاجمين المزمنين الضوء. قبل أيام قمت بزيارة مستشفي مدينة نصر للتأمين الصحي لمقابلة أحد الاستشاريين فوجدته في العيادة يستقبل مئات المرضي.. ولم أتمكن من لقائه.. وذهبت في يوم تالي فوجدته يستعد للتعقيم قبل دخول غرفة العمليات.. وقابلني أمام مسرح العمليات ليعتذر.. وأخيرا وبعد عدة محاولات التقيته لاستمع منه إلي ما يستحق وصف الحقائق المذهلة. قال إن منظومة التأمين الصحي غير الشامل تغطي جميع أصحاب المعاشات وهم من كبار السن الذين يحتاجون إلي رعاية صحية فائقة.. وهي تغطي ايضا جميع طلاب المدارس من الروضة إلي نهاية الثانوية العامة بالإضافة إلي قطاعات كبيرة من المؤسسات والشركات المشتركة في الخدمات التأمينية.. أي أن هذه المنظومة تقدم العلاج لما يقرب من نصف شعب مصر. قال: لدينا في مستشفي مدينة نصر كمثال لمستشفيات التأمين الرئيسية.. أقسام متطورة لجراحات القلب المفتوح وزرع الكلي وعلاج الأورام.. نحن نجري في المستشفي جميع الجراحات الكبري بما في ذلك جراحات زرع قوقعة الاذن لمرضي الصمم وجراحات العظام الكبري كزرع المفاصل وتقويم العمود الفقري وغيرها الكثير.. وكل ذلك يقدم مجانا.. بعض العمليات الجراحية المجانية التي تقدم للمستفيدين تتكلف ربع مليون جنيه.. مشكلتنا الوحيدة هي "الفندقة".. وللحديث بقية أن كان في العمر بقية.