لا تخلو الصحف والفضائيات ومواقع "التفكك" الاجتماعي من أخبار حول ما يحدث في مجتمعنا الآن من ارتفاع معدلات جرائم القتل والبلطجة والعنف ضد الأطفال. نحن أمام مسلسل دموي يومي الأب يقتل أبناءه والابن يقتل أباه من أجل المال.. مشاجرات تنتهي بالقتل وخلاف في الرأي ينتهي بالقتل وتأديب وتعذيب ينتهي بالقتل حتي أصبح القتل سهلاً وفي تزايد مستمر مما يؤكد غياب التربية والدين والعقل بجانب انتشار المخدرات. انها ظاهرة غريبة علي المجتمع المصري الذي نشأ علي القيم والمبادئ والأصول والأعراف التي ماتت.. حتي بات سلوك المصريين شاذاً والصوت العالي والجعجعة بدون فهم غلبت مناحي الحياة.. في الشارع والمدرسة والعمل وحتي البيت.. سلبيات كثيرة نعيش فيها وتعيش فينا تعزز التدني والانحطاط الأخلاقي حتي شوهت مجتمعنا وأساءت للجميع. ومع انهيار التربية الأسرية والأخلاقية وغياب الوازع الديني عملياً في المجتمع المصري نجد كثيراً منا حريصاً كل الحرص علي أداء الصلاة في أوقاتها بالمسجد ومع ذلك لم يسلم جاره من لسانه ويده. كثير منا يصوم رمضان ويقرأ القرآن ويصلي التراويح لكن صلاته وصيامه لا يمنعانه من ارتكاب الفحشاء والمنكر والغيبة والنميمة فأني يستجاب له. يبيت الأب منكسراً أمام طلبات أبنائه التي لا تلبي لضيق ذات اليد وينفق كثير منا علي التفاهات والملذات ما يكفي لستر هذه الأسر. كثير منا يذهب للحج سنوياً وتصاحبه الصور السيلفي التي لا تتفق أبداً مع جلال الشعائر مع ان الرسول صلي الله عليه وسلم حج مرة واحدة في العمر وان المساهمة في أعمال الخير أفضل الأعمال عند الله من تكرار الحج والعمرة. كثير منا يضحي في العيد ويتباهي بما يقوم به ولا تذهب الأضحية لمن يستحقها وإن وزعت فالرياء حاضر من أجل التباهي. كثير منا إذا التزم بنصاب الزكاة علي ودائع البنوك سيسعد ملايين البشر وهذا أفضل عند الله من جميع الشعائر الدينية التي نمارسها بأجسادنا فقط دون جوارحنا إلا من رحم ربي.. وصدق الله حين قال "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين".