أنا نورهان.. شابة في مقتبل العمر.. حاصلة علي الشهادة الاعدادية. ولم اتمكن من اتمام تعليمي للظروف التي سوف اسردها عليكم.. الحمد لله ربنا رزقني بقبول لدي الجميع لأنه برغم كل الظروف السيئة التي اعيش فيها إلا أن الابتسامة لا تفارقني لانني اعلم بأن الفرج قريب.. فكرت كثيراً وكثيراً وتراجعت أكثر من مرة في كتابة هذه الرسالة نظراً للحياء المفرط خاصة أنني لم أتعود علي ذلك من قبل أملا في ايجاد حل لظروفنا لكن كل شي يتراجع للأسوأ تزداد الأمور تعقيداً فكان هذا هو الحل الوحيد امامي. تقول: نشأت في اسرة رقيقة الحال فوالدي لم يولد مدللاً ولم يكن في فمه معلقة ذهب.. فتح عينيه علي الدنيا ليجد نفسه داخل منزل ريفي متواضع معروش من عيدان الحطب البلدي* لا شيء يملؤه من متاع الحياة سوي سرير اكل الدهر عليه وشرب وحصيرة تفترش الأرض الترابية.. ظل والدي يعمل في الأرض الزراعية وهو يدرس في التعليم حتي بعد حصوله علي المؤهل وعندما اراد أن يتزوج ويفتح بيتاً رفض جدي زواجه حتي يتم الثلاثين عاماً ولم نعلم ما سبب اصراره علي ذلك وحدثت خلافات بين جدي ووالدي بسبب اختيار والدي لوالدتي التي تنتمي إلي أسرة مشابهة لاسرتنا في الفقر بل وتزيد فتزوج والدي دون ارادة جدي وهو في سن 28 عاماً وبعد اسبوع من الزواج ثار جدي علي والدي لعدم اطاعة اوامره وقام بطرده من الحجرة التي كان متزوجاً بها وهي عبارة عن حجرة معروشة من البوص لأن وقتها والدي لم يكن يملك اي مال فتزوج زواجاً تقليدياً علي سرير وكنبة خشبية فقط ولم يقم حفل زواج حيث قامت بمساعدته سيدة مسنة كان لديها منزل فارغ ورقت لحال والدي وتركت له هذا المنزل ليقيم فيه حتي أنها رفضت أخذ اي ايجار من والدي. كان هذا المنزل وش السعد علي والدي. حيث ضحكت الدنيا له وعمل في احدي الشركات الخاصة وتدرج في المناصب حتي اصبح في منصب مرموق ويشيد به الجميع في الشركة علي ادائه المتفوق وزاد دخله. وحياتنا تغيرت تماماً وكنا وقتها اطفالاً صغاراً وكان والدي يلبي كل طلباتنا.. وصل إلي علم جدي ان والدي اصبح في منصب مرموق داخل الشركة واننا نعيش حياة ميسورة. طالب جدي من كبار القرية التدخل لعودة والدي إلي المنزل وبناء شقة خاصة معه في البيت الذي يقطنه.. فرح والدي جداً بعودته إلي منزل العائلة وبالفعل بني شقة وقمنا بتحويل اوراق مدارسنا إلي هناك وعندما وصل شقيقي إلي الصف الثالث الاعدادي تبدلت حياتنا تماماً وأفلست الشركة التي كان يعمل بها والدي.. ولآن المصائب لا تأتي فرادي اصيب والدي بفيروس سي والذي نهش جسد والدي بسبب فقدان المناعة لديه وظل يخضع للعلاج لسنوت ثم اصيب بحساسية مزمنة ربوية علي الصدر وتضخم بالجيوب الأنفية. واخيراً شاءت ارادة الله أن يتعرض لحادث فقد فيه السمع. واضطر شقيقي للعمل كمبيض محارة للمساعدة علي مصاريف العلاج التي فاقت الحدود.. علماً بأن والدتي تخضع لعمليات كثيرة بسبب اخطاء الأطباء حتي اصبحت حقل تجارب.. تراكمت علينا الديون واصبحنا عاجزين عن التسديد. اضافت: في وسط كل هذه المعاناة فإن والدي مطالب بالوفاء بالوعد الذي اعطاه إلي أهل خطيبي بإتمام زفافي خلال عامين وحاولت كثيراً انهاء الخطبة. ولكن والدي كانت حالته النفسية تزداد سوءاً هو ووالدتي. وامام دموع والدي العاجز عن تجهيزي للزواج بعد أن احتلت الامراض جسده وفقدانه السمع ووالدتي العاجزة طريحة الفراش هل اجد من يساعدنا علي دخول بسمة أمل إلي اسرة معدمة الحال ودخول الفرحة إلي قلوبنا بمساعدتي في تجهيزي واتمام زاوجي رحمة بي وبأسرتي.