يتبني الرئيس الامريكي دونالد ترامب سياسة واضحة في مواجهة ايران. ملخصها العقوبات ثم العقوبات وكانت آخر جولاتها في الاسبوع الاول من اغسطس الجاري ومع ذلك. فإن الضغط الاقتصادي ليس الأداة الوحيدة التي تستخدمها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لوقف جرائم نظام الملالي في المنطقة. تعمل في الأشهر الأخيرة إدارة ترامب بهدوء علي تشكيل تحالف أمني جديد يضم الدول العربية الكبري لمواجهة ما يعتبره التوسع الإيراني العدواني في المنطقة. يجري مناقشة فكرة الناتو العربي تحت اسم مبدئي هو "التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط " (MESA) وبحسب ما يروج له المسئولون الأمريكيون والعرب فإن التحالف يجري التخطيط له في محاولة لتوسيع التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والدفاع الصاروخي والتدريب العسكري لمعالجة التحديات الأمنية التي تشكلها إيران ووكلاؤها. يري تحليل نشرته وكالة انباء رويترز أن المفهوم الأساسي للحلف العربي يعاني من عيب بنيوي وليس أمامه سوي فرصة ضئيلة للنجاح. خلافا لأعضاء منظمة حلف شمال الأطلنطي "الناتو الغربي" التي أنشئت علي أساس المصالح المشتركة و"الثقافة الاستراتيجية" المشتركة إلي حد ما في مواجهة التهديد السوفياتي المشترك. فإن الدول العربية تعاني من الاختلاف حول المسائل الأساسية. بما في ذلك السؤال الحاسم حول أفضل السبل لإدارة العلاقات مع إيران. ففي حين تنظر دول الخليج إلي طهران علي أنها أكبر عدو لهما . وهي تخوض حربا مطولة ضد الحوثيين المنحدرين من إيران في اليمن كما تتمتع سلطنة عمان تاريخيا بسلام وفترات تعاون وثيق مع إيران وقد سهلت مسقط المفاوضات السرية بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين التي أسفرت في نهاية المطاف عن الاتفاق النووي التاريخي. هناك عائق أكبر أمام تشكيل وعمل فعال لحلف شمال أطلنطي عربي وهو الخلاف الخليجي مع قطر حيث اندلعت الأزمة في يونيو 2017. عندما قررت الرياض وأبو ظبي والمنامة قطع علاقاتها مع جارتهم الصغيرة. بما في ذلك التجارية والدبلوماسية مزاعم دعم الإرهاب والعلاقة مع النظام الإيراني. تم طرح هذه الفكرة لأول مرة من قبل ترامب خلال رحلته إلي الرياض عام 2017. ويبدو أن فكرة إقامة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" هي محاولة في ما أصبح معروفًا في العلاقات الدولية علي أنه "تمرير" او بعبارة أخري من خلال اتباع سياسة خارجية "أمريكا أولا" تحاول إدارة البيت الابيض الحالية تمرير مسئولية تحمل إيران إلي حلفاء الولاياتالمتحدة العرب. يبدو أن الإدارة الأمريكية عازمة علي استخدام الخطة كمحفز لمبيعات الأسلحة المربحة لتلك البلدان ايضا. فبعد ساعات من وصول الرئيس الأمريكي إلي الرياض في العام الماضي. وقع ترامب والملك سلمان عددا من الاتفاقيات . بما في ذلك صفقة أسلحة تبلغ قيمتها نحو 110 مليارات دولار. بالإضافة إلي 350 مليار دولار أخري علي مدي العقد القادم. لكن عملية ال "تمرير" نفسها هي خطة العرب حيث يأملون في إقناع الولاياتالمتحدة وحتي إسرائيل بالقيام بهذه المهمة الثقيلة اي مواجهة ايران عسكريا. وكما يقول أحد المحللين بشكل واضح. تسعي المملكة العربية السعودية لمحاربة إيران "لآخر أمريكي". بإغرائها إلي دخول حرب مع النظام الايراني. ويفسر هذا التصادم الجوهري بين التصورات والتوقعات ظهور ثقب واسع في صميم مشروع إطلاق الناتو العربي.