كتبت - رشا أحمد - نهي أبوالعزم: علي الرغم من الجهود التي تقوم بها الدولة للارتقاء بالمنظومة الصحية إلا ان ظاهرة الاستخدام العشوائي للدواء تنتشر بصورة كبيرة بسبب ارتفاع "فزيتة" الاطباء وأسعار الأدوية أو النقص الحاد في بعضها ومع ظهور طرق جديدة وسريعة لتبادل التجارب والخبرات عبر مواقع التواصل والصفحات والجروبات التي تصف الدواء من مسكنات ومضادات وفيتامينات دون خضوعها للرقابة زادت فوضي استخدام الدواء وحذر الخبراء من خطورة ما يحدث إلي الطبيب وتناول الدواء بالجرعات والمواعيد تبعا للسن والحالة العامة للمريض والتشخيص الصحيح. علي ابراهيم - بالمعاش - الاستخدام العشوائي للدواء كارثة خاصة في حالة الخطأ في التشخص أو الافراط في تناول اصناف دوائية تؤخذ بجرعات محددة تحت اشراف طبي ولكن مع ارتفاع فزيتة الاطباء وأسعار الادوية اصبح لا يتسني للمريض البسيط زيارة الطبيب مما يدفعه للأخذ بالنصائح والتجارب. يتفق معه خالد عطاالله - محاسب - قائلا كثيرا ما يلجأ المرضي للأخذ بتجارب الآخرين أو تكرار الدواء من تلقاء نفسه ومتابعة صفحات التواصل دون الرجوع إلي الطبيب مطالبا بالرقابة علي ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية مع التوعية خاصة للفئات البسيطة لتحذيرها من مخاطر فوضي استخدام الدواء والحث علي تناول الادوية الآمنة بوصف الطبيب. مروة حسني - موظفة - للأسف اتسعت دائرة الجهات التي أصبح يستعين بها المريض في غياب الرقابة فالأمر لم يعد مقتصرا علي الصيدلي ولكنه امتد إلي مواقع التواصل والفضائيات التي تصف الدواء بمجرد الوصف دون مراعاة للحالة الصحية العامة للمريض وسنه والكارثة التجارة بالدواء فيتم الترويج لأدوية من انتاج بير السلم وشركات وهمية غير مسجلة الملكية. ويضيف أحمد زايد - محام - انه في حالة حدوث مشكلة للمرض جراء استخدام دواء مغشوش أو بصورة خاطئة لن يحصل علي أي تعويض من هذه المواقع أو الشركات ولكن مع انتشارها بهذا الشكل يجب أن تتناول مواد القانون هذه النقطة وتضع لها العقوبة المماثلة لعقوبة الغش في الدواء. وائل جمعة - مهندس زراعي - من وجهة نظري لا يوجد ضرر إذا كان العلاج بوصفات الطب البديل بالأعشاب فعن تجربة كنت أعاني من حصي بالكلي وتوجهت لأكثر من طبيب دون جدوي ولكن من خلال وصفة طبيعية تخلصت منها تماما. ويضيف محروس عبدالرحمن - عامل - عن تجربة شخصية اشتركت أنا وزملائي في أحد الجروبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمسئول عنها أطباء متخصصون وبالفعل كانت التجربة ناجحة فدائما يتم الرد علي معظم استفساراتنا بشكل ايجابي ولكن اكتشفت ان هناك بعض الجروبات وهمية للتجارة فقط يديرها اشخاص ليسوا متخصصين ويتم الرد فيها بشكل عشوائي دون التشخيص الصحيح للحالة ويشترك بها اعداد كبيرة فلابد من الرقابة علي هذه المواقع. ويوضح مجدي شنودة - موظف - شاركت بأحد جروبات الواتساب للرد علي الاستفسارات الطبية لاصابة ابني بصداع شديد وقيء مفاجيء ونظرا لغلاء فزيتة الاطباء لجأت إلي التواصل معهم وبالفعل افادوني بالعلاج المناسب وبالجرعات والتوقيت وبالفعل تحسنت حالة نجلي. ويروي محمد بركات معاناة والدته مريضة الضغط والتي تتناول دواء معينا وفوجئنا بحدوث نقص شديد به فنصحها البعض بتناول بديل ولكنها اصيبت بأعراض جانبية خطيرة تم نقلها علي اثرها للمستشفي وبالكشف عليها تبين ان ما تناولته يخص الضغط المرتفع بينما هي مريضة ضغط منخفض فكانت التجربة سيئة تعلمت منها عدم الأخذ بالتجربة فيما يخص الداء والدواء. أما شيماء حمزة - ليسانس آداب - وتقول نعيش عشوائية في كل شيء حتي الدواء فالجميع أصبح "يفتي" بدون علم ويصف الدواء بالجرعات والمواعيد دون النظر إلي الحالة العامة للمريض فأصحاب الأمراض المزمنة السكر والقلب والضغط يجب أن يتم التعامل معهم بدقة في التشخيص ووصف العلاج كما انتشرت صفحات للطب البديل وعن تجربة هي الأنسب فالمنتج الطبيعي ان لم يكن مجدا لن يضر حيث اصيبت بوجع شديد في الركبة وتوجهت لأكثر من طبيب بدون جدوي وعن طريق وصفة طبيعية من العطار شعرت بتحسن. تشير نفيسة محمد - موظفة - إلي أن أغلب صفحات مواقع التواصل أصبحت أما "اسأل طبيبك" و كيف تقضي علي السكر نهائيا وعلاج تساقط الشعر وهذه العشبة تشفي من كل امراض السرطان والمشكلة ان الانتكاسة من استخدام هذه المستحضرات تختلف من مريض لآخر ويمكن ان تظهر علي المدي الطويل بسبب الجرعات العشوائية المستخدمة وتأثيراتها الجانبية. أما سعاد أحمد - ربة منزل - فتقول أنا مريضة سكر واستخدم الديماكرون لخفض نسبة السكر بالدم ومع الشعور بعدم التحسن اتجهت لاحدي الصفحات التي نصحني روادها بتناول كوب من مغلي ورق زيتون مع ماء علي الريق وخلال اسبوع لاحظت تحسنا وانخفاضا بنسبة السكر. دكتور هشام الشخيبي رئيس المركز القومي للسموم سابقا ان تناول الدواء يجب أن يتم تحت اشراف طبي وبروشتة فالعشوائية في استخدام الدواء كارثة صحية فمن الشائع استخدام أنواع مختلفة من خافض الحرارة خاصة للأطفال والرضع دون استشارة الطبيب وأحيانا تكون لها أعراض جانبية خطيرة مع العدوات الفيروسية فالأدوية بعضها يعتمد علي السن وحالة الكبد والكلي والحالة العامة للمريض فمن الوارد ان يأخذ مريضا علاج للبرد وفي حالة وصفه لآخر يصيبه بالنزيف كما ان هناك بعض الأدوية تتفاعل مع بعضها والتفاعلات الدوائية يحددها الطبيب وحده ويصف الدواء الكامل علي أساسها والخلل بها يحدث مشاكل صحية تصل إلي الفشل في وظائف الكلي والكبد مضيفا ان الافراط في الفيتامينات مثل فيتامين "د" و"أ" يحدث مشاكل بالكلي والكبد. ويؤكد الشخيبي ان ما يتم تداوله ببعض المواقع من مستحضرات تحت مسمي أدوية يتحمل مسئوليتها من يقبل علي تناولها فهي غير مرخصة وغير معروفة خاصة الادوية الخاصة بالتخسيس والمنشطات التي تؤخذ بالجيم والتي قد تودي بحياة من يتناولها.