جاء إعلان وزير الصحة الدكتور عادل العدوى عن انخفاض فى نسب الاصابة بفيروس سى إلى 7% بعد ان كانت 10% عام 2008 وقالت منظمة الصحة العالمية فى تقريرها ان مصر على قائمة الدول الرائدة فى التعامل مع الفيروسات الكبدية بمثابة ثورة ناجحة فى القضاء على الالتهاب الكبدى الوبائى الذى كان تحقيقه حلما بعيد المنال .. وكانت نسب الشفاء التقريبية فى البروتوكول الاول للعلاج حوالى 80% وعلى الرغم من حدوث بعض المضاعفات لبعض الحالات التى انتهت بالوفاة الا ان هناك الالاف يوميا يسجلون للحصول على العلاج الذى اصبح لهم طوقا للنجاة تحقيقات «الاهرام» فتحت هذا الملف ورصدت حالات أنعم الله عليها بالشفاء وحالات اخرى اصابتهم الاثار الجانبية .. وكان هذا التحقيق: محمود علم الدين كان مريضا بفيروس سى الكبدي وتم شفاؤه تماما من الفيروس يقول: كنت اعانى منه ما يقرب من 10 سنوات وعندما سمعت عن الدواء لم اكن اصدق نفسى وكنت مترددا فى التسجيل ولكن عندما سمعت عن ان نسب الشفاء مرتفعة وخاصة عندما شفى بفضل الله وبهذا الدواء احد اقاربى قررت التسجيل والحصول عليه بعد انطباق المعايير على والحمد لله اصبح كبدى خاليا من اى فيروس. اما امال عثمان فتروى مأساتها فى وفاة والدتها التى طالما عانت من الالتهاب الكبدى الوبائى لسنوات طويلة وجاء السوفالدى كبادرة امل بالنسبة لهم فقالت عندما سمعنا عن ان هناك دواء يقضى على المرض اللعين كنا غير مصدقين ولكن والدتى رحمها الله كانت تصر على التسجيل والحصول على الدواء بالرغم من توسلاتى لها بعدم المجازفة طالما ان الفيروس غير نشط ونحن نتعامل بالادوية التى تتناولها منذ فترة الا ان والدتى اصرت على التسجيل واجراء الفحوصات اللازمة وجاءت النتيجة بانطباق الشروط عليها لصرف الدواء وانتظرنا شهرين تقريبا وتم صرف الدواء وبعد تناولها جرعتين واجراء الفحوصات ثبت أن الكبد اصبح به نسبة تليف عالية وكان يجب أن تتوقف ثم دخلت والدتى فى غيبوبة كبدية لم يعرف تشخيصها غير طبيب التأمين الصحى بعد دخولنا اكثر من مستشفى، ولم يعرفوا تشخيص الحالة حتى تم احتجازها وافاقت وقتها من الغيبوبة الا ان طبيب طوارئ اعاد لها السوفالدى ومكثت شهرين فى العناية المركزة وأصيبت بعدة جلطات بعدها اثرت على المخ الى ان وافتها المنية. ولم يختلف الأمر كثيرا مع والدة سيدة اخري، حيث تقول: بعد اجراء الفحوصات والتحاليل لفترة طويلة واقرت لجنة مكافحة الفيروسات بانطباق المعايير لصرفها الدواء لم ننتظر حتى نصرفه مجانا وانما اشتريناه على نفقتنا الخاصة لاننا وجدنا اننا سننتظر شهورا حتى يتم الصرف وتضيف احتفلنا بعد تناول اول جرعة من السوفالدى انه استطاع ان يقضى على الفيروس تماما ولكن لم تدم فرحتنا كثيرا انتكست والدتى بعدها وجاءت اعراض تشبه النزلة المعوية الشديدة وكنت واخواتى نمزح معها ونقول «يعنى انتصرنا على فيروس سى ومش هنقدر على نزلة معوية»ولم نكن نعلم انها النهاية وتوفيت بعدها وبسؤال طبيبها المعالج قال لقد كنت اعلم انها ستموت لأن التحاليل اوضحت انه تم القضاء على الفيروس ولكن تم تدمير الكبد ايضا ، متسائلة لماذا يتم اخضاع المريض للفحوصات والتحاليل الكثيرة والتى تستغرق فترات طويلة اذن؟ الدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد ونائب رئيس جامعة القاهرة وعضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية يوضح أنه من الضرورى أن يدرك المرضى وأسرهم ان المشكلة من الإصابة بالفيروس الكبدى سى تتضاعف خاصة فى المراحل المتأخرة من الإصابة فالمتعارف عليه طبيا طبقا للدراسات أنه فى مرحلة التليف الكبدى المتكافئ وهى المرحلة الأخيرة من تليف الكبد فإن نسب الوفاة بين تلك الحالات هى 3% أما فى مرحلة التليف الكبدى غير المتكافئ وهو ما يعرف بتليف كبدى كامل وإصابة المريض باستسقاء وغيبوبة كبدية وغير ذلك من المضاعفات بسبب سوء حالة الكبد هذه المرحلة تكون نسب الوفاة بين المرضى 10%، وعلى ذلك فإن التدخل العلاجى الذى يتم بالأدوية الحديثة هو محاولة إنقاذ المرضى من شبح الموت ولذلك حرصنا بمجرد توافر الدواء فى مصر أن تكون الأولوية للمرضى الأكثر احتياجا له، لكن فى جميع الحالات لا يمكن القول علميا أن الدواء سينقذ كل المرضى لأن خفض نسب الوفاة أمر إيجابى لكنه فى جميع الحالات لن يصل إلى الصفر. إضافة إلى ذلك من الضرورى الفهم أن الدواء الجديد يعالج المريض من الفيروس وليس من التليف الكبدى ومضاعفاته. وفيما يتعلق بالأعراض الجانبية لدواء سوفالدى فإن الدراسات أثبتت أن للدواء أعراضا جانبية مع مرضى فيروس سى الذين يعانون من أمراض بالقلب ويتناولون دواء أميودارون للضغط هذا الدواء الأخير يتفاعل مع السوفالدى لذلك طالبت منظمة الصحة العالمية بضرورة عدم منح الدواءين للمريض لأنه قد يؤدى للوفاة بخلاف ذلك فلم تسجل أى أعراض جانبية للسوفالدى حتى الآن. إلى جانب ذلك فإن هناك أعراضا جانبية معروفة يسببها دواء ريبافيرين والذى يعطى مع السوفالدى ضمن برنامج العلاج الثنائى حيث يسبب الريبافيرين تكسيرا لكرات الدم الحمراء وحدوث فقر دم أما الإنترفيرون الذى يمنح مع الريبافيرين والسوفالدى فيسبب أعراضا جانبية عديدة مثل إضطرابات الغدة الدرقية وبعض المشاكل فى النظر والتنفس والسمع ويمكن حدوث هبوط بالقلب أو فشل فى الكلى ونقص كرات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية. ويوضح الدكتور جمال عصمت إنه لكل ما سبق فإنه من المهم إدراك أهمية المتابعة المباشرة لحالة كل مريض والتدخل الطبى بتعديل البروتوكولات العلاجية. فالسوفالدى جزء من العلاج وليس العلاج وحده إضافة لذلك فإنه مع اعتماد إدارة الصيدلة بوزارة الصحة لكل دواء جديد للاستخدام والتداول فى مصر يتم تعديل البروتوكولات العلاجية وهو ما يسهم فى تقليل الأعراض الجانبية وتحسين كفاءة العلاج ونسب المرضى الذين يستجيبون للعلاج. وعلى ذلك فإنه بالنسبة للحالات التى لم تستجب للبروتوكولات الدوائية المتاحة حاليا فسيتاح لها مع الأدوية الجديدة بروتوكولات دوائية أخرى منها ما يشمل السوفالدى وأدوية أخرى ومنها مالايشمل السوفالدى على حسب الحالة الصحية للمريض والأمراض الأخرى المصاب بها بخلاف الكبد مثل أمراض الكلى والضغط والسكر وما إلى ذلك حيث ستتيح الأدوية الجديدة التنويع فى الأدوية طبقا لحالة كل مريض والمؤكد أنه خلال الأشهر القادمة سيتم استبعاد ريبافيرين وإنترفيرون بشكل نهائى من برامج العلاج. الدكتورة مى محرز زميل أمراض الكبد بمعهد الكبد القومى قصر العينى وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية توضح كيفية الحصول على السوفالدى فى البداية وتقول على المريض غير الخاضع لنظام التأمين الصحى اولا التسجيل على موقع لجنة الفيروسات الكبدية اما بالنسبة للاشخاص الخاضعين لنظام التأمين الصحى فعليهم التسجيل على موقع التامين الصحي ويقوم المريض بتسجيل اسمه والرقم القومى الخاص به ومكان سكنه المدون ببطاقة الرقم القومى الخاصة به، وبعد تأكد المريض من صحة بياناته يتمكن من معرفة اسم المركز الذى سيتم الكشف عليه فيه وفقا لمكان سكنه ومواعيد العمل فيه ودوره وبعدها يتوجه المريض الى المركز الخاص به ويتم الكشف عليه مجانا بعد فحص الاوراق الشخصية والطبية الخاصة به وفى الموعد التالى بعد الاطلاع على التحاليل المطلوبة كتحليل سكر ووظائف كلى وصورة دم والخضوع لاشعة الفيبروسكان والتى توضح المرحلة المرضية التى يمر بها المريض وتحديد نسبة تليف الكبد ام لا ، وبعد استيفاء الشروط للمريض يصرف له السوفالدى على نفقة الدولة او يطلب المريض علاجه على نفقته الخاصة وهذه الحالة تكون اسرع فى الحصول على الدواء. وتضيف محرز ان هناك مرضى لا تنطبق عليهم المعايير لصرف الدواء كالحالات المتأخرة كحالات الاصابة باستسقاء بالبطن او الغيبوبة الكبدية او كانت فى تاريخ مرضها حدثت غيبوبة او دوال نازفة لا يصلح معها العلاجات الحالية مؤكدة ان هناك عقاقير اخرى مازالت تحت التجربة قد تناسب هذه الحالات فيما بعد. واضافت ان الفحوصات الموجودة فى بروتوكول العلاج للاطمئنان على انطباق المعايير لحصول المريض على الدواء ومن الممكن ان يتردد المريض شهورا كى نصل بالتحاليل على النسب المحددة فى البروتوكول والتى لا نستطيع الحياد عنها حتى نتفادى الاثار الجانبية للدواء ونعلم جيدا ان المريض قد يعانى من كثرة الذهاب والاياب ولكن فى النهاية تكون لمصلحته، مضيفة : بعض المرضى كى يتفادوا اجهاد التردد ومشقة عمل الفحوصات يحضروا تحاليل وفحوصات لا تعبر عن حالتهم بشكل دقيق وبعض هذه الحالات عندما يصرف السوفالدى يقضى بالفعل على الفيروس ويقضى معه على الكبد فتحدث مضاعفات وبعدها يتوفى المريض فلذا نناشد المرضى ان يتبعوا التعليمات بشكل دقيق فنحن نريد مصلحتهم ونريد نجاح الدواء وبالفعل هناك حالات كثيرة شفيت تماما من هذا الفيروس اللعين. واشارت محرز إلى أن اللجنة تقوم بتغيير بروتوكول العلاج عندما نكتشف مضاعفات حدثت مع المرضي ودائما فى تطوير فالدواء مازال جديدا ويوميا نكتشف المزيد عنه فنحن نريد افضل النتائج بأقل المضاعفات. وردا على أن عدم الخبرة الكافية لبعض الاطباء ممكن ان تودى بحياة مريض.. فإلى من يلجأ المريض، قالت اننا كأطباء تابعين للجنة نخضع لدورات تدريبية بشهادة معتمدة من اللجنة بالاضافة إلى دورات مصغرة نخضع لها شهريا بالاضافة إلى حضور مؤتمرات عالمية ومحلية خاصة بالجهاز الهضمى وهذا ينطبق على كل الاطباء الموجودين فى المراكز التابعة للجنة فهؤلاء لديهم الخبرة بالدواء وبأثاره الجانبية اكثر من غيرهم وايضا يجب على المريض او ذويه التوجه لطبيب مشهور وتعامل معه مرضى كثيرون تماثلوا للشفاء على يده فلابد من السؤال جيدا قبل التوجه الي اى طبيب مشددة على التوجه فورا لوزارة الصحة ان حدثت مشكلات فهناك مكاتب خاصة لتلقى الشكاوي فجميع العيادات تحت رقابة وزارة الصحة. مضيفة ان الدواء جديد حتى فى الخارج وهذا الكلام موجه لمن يقولون ان الدواء جاء للتجربة على المرضى المصريين وانهم حقل تجارب فهذا الكلام عار من الصحة، القصة ان مصر من اكثر الدول التى تعانى من مرض فيروس سى الكبدى وهذا الدواء تم تجربته على الجيل الرابع او _جين _ فى مصر واوروبا وامريكا وهو نوع الفيروس المنتشر فى مصر والمؤتمرات التى نحضرها بالخارج نعرض فيها المشاكل التى تعرض لها مرضانا وكذلك هم ويتم تطويره بناء على المضاعفات التى حدثت مع المرضى من هنا او هناك فمثلا كانت هناك مشاكل صحية حدثت مع المرضى الذين يعانون من مشاكل بالقلب عند تعاطيهم هذا الدواء وتم اكتشافها وتدخلت ادوية اخرى لتفادى هذه المشكلات لهؤلاء المرضي. اما بالنسبة للاطفال تحت 18 سنة والذين يعانون من فيروس سى فأفادت محرز بأن هؤلاء لم يتم تجربته عليهم خوفا من حدوث مضاعفات فيتناول الطفل الذى يعانى من التهاب الكبد المزمن دواء الانترفيرون وبعضهم يمن الله عليهم بالشفاء دون تناول ادوية. واشادت الدكتورة مى محرز بالنظام الحالى لصرف السوفالدى وتعتبره ناجحا وناشدت المرضى الالتزام بأخذ الجرعات والمحافظة على مواعيدها لانه من الممكن ان يتسبب فى تحور الفيروس من خلال مقاومة العقار واهم من كل شيء الوقاية وهناك برامج توعية تقوم بها وزارة الصحة لشرح الطرق الوقائية من هذا المرض وكذلك لابد من اجراء تحاليل كل 6 شهور للكشف المبكر عنه فى حال وجوده وخاصة ان ليس له اعراض. وعن طريقة تناول السوفالدي والجرعات المحددة تقول محرز السوفالدى متاح لكل مراحل المرض مضيفة ان السوفالدى يؤخذ ثلاثيا مع الانترفيرون وريبافيرين لمدة 3 اشهر وبالنسبة للمرضى الذين لم تسمح حالتهم بالانترفيرون يؤخذ السوفالدى ثنائيا مع الاوليسيو لمدة 3 شهور او ريبافيرين لمدة 6 شهور. ونصحت المرضى بالمتابعة فى الأوقات المذكورة والمحددة من قبل الأطباء، وإجراء الفحوصات الدورية فى مواعيدها ومراجعة الأطباء عند وجود أى أعراض غير متوقعة، حيث يتم إيقاف العلاج عند تدهور حالة المريض بظهور استسقاء أو ما قبل الغيبوبة الكبدية، حيث يكون هؤلاء فى حالات متقدمة من المرض.