تصاعد الوضع في بحر الصين الجنوبي مرة أخري بشكل حاد بين الولاياتالمتحدةالامريكيةوالصين حيث أصبحت قضية بحر الصين الجنوبي كمقبض في يد واشنطن لاحتواء بكين من الناحية الاستراتيجية. كشف مقال لمدير المعهد الروسي للابحاث السياسية سيرجي ماركوف في "إكسبرت أونلاين" بعنوان "الأمريكيون باعوا مساعدتهم لشركائهم " انه في أكثر البحار سخونة في العالم. بحر الصين الجنوبي. فستظهر قريبا حشود بحرية أمريكية بريطانية فرنسية في البحر ضد بكين لضمان الملاحة الحرة التي تهددها الصين. وفق رأيهم او بالأحري وفق رأي واشنطن. وقد استغلت الصين انشغال المجتمع الدولي في الأشهر الأخيرة بشبه الجزيرة الكورية وبالحرب التجارية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد كثير من البلدان بمن في ذلك حلفاؤه الأقربون. وخروج الولاياتالمتحدة بصورة أحادية الجانب من الاتفاق النووي الإيراني. استغلت الصين ذلك كله لزيادة عسكرة الجزر الصناعية والطبيعية في بحر الصين الجنوبي. يبدو أن الأمريكيين فوتوا اختراق بكين مرة أخري. هذه المرة في بحر الصين الجنوبي.. الآن. العديد من كبار المسئولين العسكريين الأمريكيين. علي سبيل المثال. الرئيس الجديد لقيادة المحيط الهادي والهندي. الأميرال ديفيدسون. يقرّون متأسفين بسيطرة بكين علي مياه بحر الصين الجنوبي بأكملها. ولا يبقي أمام واشنطن سوي التعبير عن غضبها من بكين بسبب أعمالها العدوانية وتعزيز دورياتها في بحر الصين الجنوبي ما يزيد من خطر وقوع اشتباكات عرضية أو متعمدة بين القوات العسكرية الأمريكية والقوات الصينية سواء علي سطح المياه أو في العمق أو في الجو. إضافة إلي ذلك. سحب البنتاجون بشكل استعراضي دعوة الصين للمشاركة في مناورات المحيط الهادئ البحرية السنوية الأكبر في العالم.. وتمت دعوة فيتنام بدلا منها. وتتنازع الصينوفيتناموالفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي. السيادة علي مناطق بحر الصين الجنوبي منذ وقت طويل. لكن حدة التوترات تزايدت في الفترة الأخيرة خاصة بعد بدء الصين في إنشاء جزر صناعية في تلك المنطقة لتعزيز وجودها العسكري. كما اندلعت مواجهات عدة في السنوات الأخيرة حول هذه الادعاءات المتباينة والمتقاطعة. كان اخطرها بين الصينوفيتنام. كما اندلعت مواجهات بين الفلبينوالصين لم تتدهور اي منها الي اطلاق نار او عنف خطير. وتتهم أمريكاالصين بأنها تسعي إلي عسكرة بحر الصين الجنوبي. وهي الاتهامات. التي تنفيها الصين. بينما تقول واشنطن إنها ترسل سفنها الحربية إلي المنطقة ضمن ما تطلق عليه "حرية الملاحة الدولية". مؤكدة أنها لن تتدخل في النزاع بين الدول المحيطة بالمنطقة المتنازع عليها. وبدأت أمريكا منذ سنوات بحشد نحو 60% من قواتها البحرية بالقرب من بحر الصين الجنوبي. بالإضافة إلي سياسة التطويق التي انتهجتها لإشغال بكين بقضايا في مجالها الإقليمي لتبعدها عن منافستها عالمياً. يذكر أن تصاعد النفوذ الصيني بات يخيف الكثير من قادة أوروبا. ومع ارتفاع الاستثمارات الصينية بشكل حاد يزداد تخوّف الأوروبيين من أن الرئيس الصيني تشي جي بينج يعمل علي تحويل الثقل الاقتصادي الصيني إلي قوة سياسية وذلك من خلال التوسّع في قطاعات حساسة في الاقتصاد الأوروبي من بينها الموانئ والطاقة والتكنولوجيا الحديثة. وتأتي أهمية هذه المنطقة نتيجة عبور ثلث الشحنات البحرية العالمية بمياهها. ويُعتقد أنها تحتوي علي احتياطات هائلة من النفط والغاز الطبيعي تحت رمال قاعها. ويعد بحر الصين الجنوبي أكبر بحر في العالم "هو والبحر المتوسط" بعد المحيطات الخمسة. كما أنه من أهم مناطق صيد الأسماك في العالم. الخلافات في بحر الصين الجنوبي هي أساسا خلافات حول السيادة علي مياه البحر وجزر باراسيل وسبراتلي وهما سلسلتان من الجزر تدعي عدد من الدول السيادة عليها.