يعتبر التعليم أحد أهم أعمدة الدولة للانطلاق نحو الأمام وبناء المستقبل وتكوين أجيال جديدة تساهم في بناء مصر الحديثة وخرجت منذ أيام الملامح الأولية لقانون التعليم الجديد الذي يحاول به وزير التعليم الدكتور طارق شوقي إحداث طفرة حقيقية في مجال التعليم الذي يمثل قاطرة التقدم في أي دولة وثار جدل واسع في جميع الأوساط بعد تداول بعض التفاصيل غير الواضحة حول هذا القانون الجديد الذي سيبدأ تطبيقه العام المقبل في المدارس وأبدي البعض تخوفه من بعض النقاط في القانون الجديد الذي لا يعلم عن تفاصيله الكثيرون. لاشك أن تطوير التعليم بات ضرورة حقيقية في ظل التقدم التكنولوجي الكبير في كافة المجالات ويمثل التعليم قاطرة أي تقدم لأنه يوفر العناصر الأساسية للتنمية الشاملة التي تستهدفها الدولة وخلال الأيام الماضية دار العديد من المناقشات عن بعض نقاط قانون التعليم الجديد الذي سيكون نقلة حقيقية ننتظرها منذ عشرات السنين التي عاني فيها النظام التعليمي من سلبيات متعددة تسببت في الكثير من المشاكل والأزمات خلال الفترات الماضية خاصة أن التعليم بمثابة أولي الخطوات الحقيقية والأساسية للبناء من أجل المستقبل. في كل الدول المتقدمة تقوم العملية التعليمية علي أسس واضحة تعتمد علي التقييم الحديث الذي لا يرتبط بالأساليب القديمة التي عفا عليها الزمن كأعمال السنة والبرامج التي تزيد من تركيز وابتكار الطلاب بشكل ينمي من قدرات الأطفال والشباب في مراحل التعليم المختلفة بالإضافة إلي استخدام التكنولوجيا بشكل واسع في معظم المجالات التعليمية التي تقوم علي البحث والموضوعات التي يساهم الطالب في إعدادها بشكل يزيد من استيعابه وتركيزه وأيضاً قدرته علي الابتكار. علينا أن نقف بجوار وزارة التربية والتعليم في هذه الخطوة التي طال انتظارها وفي نفس الوقت علينا أن نستمع أيضاً إلي جميع الآراء من جانب الخبراء والتربويين وأولياء الأمور ومناقشة العديد من النقاط في حوار مجتمعي بناء يحدد الأولويات ويناقش السلبيات ويساهم في تحقيق هذه الطفرة التي يحلم بها كل مصري ولكن علينا أن نضع أمامنا أيضاً التحديات التي تواجهنا وعلي رأسها تطوير البنية التحتية لمعظم المدارس الحكومية في كل المحافظات والاستماع إلي متطلبات كل إدارة تعليمية قبل بداية التطبيق كما لا يجب أن ننسي البرامج التدريبية للمعلم الذي يعاني من الكثير من المشاكل سواء في الدخل أو البرامج التأهيلية.. لاشك أن تطوير العملية التعليمية سيمثل نقطة إنطلاق حقيقية نحو بناء مصر والمستقبل ويجب أن يشارك الجميع في هذا القانون الذي لا يخص فئة معينة.. علينا أن نتذكر دائماً مقولة الدكتور طه حسين "التعليم كالماء والهواء" فهو أحد الحقوق الأساسية للشعوب بالإضافة إلي أنه من أهم الأدوات القادرة علي تحويل الأمم وتفتح أمامها أبواب المستقبل ليصبح أكثر إشراقاً وازدهاراً.