رغم استمرار العرض المسرحي "قواعد العشق الأربعون" علي خشبة المسرح منذ بداية العام الماضي 2017 إلا أن من شاهد العرض في بداية اسابيع عرضه ثم يشاهده الآن. يدرك كيف تطور اداء الفنانين المشاركين فيه إلي درجة عالية من التألق بسبب الاقبال الجماهيري الكبير الذي لقيه العرض خلال عام ونصف وهو ما يجعل القائمين علي البيت الفني للمسرح ووزارة الثقافة مصرين علي استمرار العرض جماهيريا والوصول به إلي محافظات مصر في الوادي والدلتا وكذلك في مسرح المدينة الجامعية لجامعة القاهرة قبل شهرين. شاهدت لك "قواعد العشق الأربعون" علي مسرح قصر ثقافة الفيوم مؤخرا في حضور وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم ومحافظ الفيوم د. جمال سامي وقيادات وزارة الثقافة وسط حضور جماهيري كبير ملأ قاعة الشهيد صلاح حامد عن آخرها. وذلك في إطار خطة جديدة للتعاون بين جهات الإنتاج الثقافي والوصول بالخدمات الثقافية والانتاج الإبداعي والفني إلي ارجاء ومحافظات مصر وهي خطة طموحة بدأت مع تولي عبد الدايم لوزارة الثقافة وتقوم علي تنفيذها الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت قيادة المخرج د. أحمد عواض والبيت الفني للمسرح بقيادة الفنان اسماعيل مختار. يتميز العرض المسرحي "قواعد العشق الأربعون" -وهو من إنتاج مسرح الشباب- بعدة خصائص فنية اهمها الايقاع الموسيقي والغنائي المصاحب لكل مشاهد العرض. ثم النص الصوفي المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتبة التركية "اليف شافاق" تصدرت مبيعات الكتب في العالم العربي والاسلامي خلال عام 2016. ثم "الدراماتورج" حيث نجحت الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم في صياغة سياق دراما مسرحي شيق ومتماسك جدا. وألهمت خيال المخرج الشاب المجتهد بامتياز عادل حسان لكي يقدم عرضا متناغما سلسا تستطيع كل الفئات من جمهور المسرح ان تستمتع به وتستقبل رسالته عن صفاء القلوب كمرحلة اولي لتذوق الحب الصوفي والدنيوي وحلاوة العشق الإلهي في المراحل المتقدمة لهذا الإخلاص. پتنافس الفنانون ابطال العرض المسرحي "قواعد العشق الأربعون" لتقديم افضل ما لديهم من أداء تمثيلي مبهر حظي باعجاب الجمهور واعطاهم الثقة في مواصلة النجاح بعد أن اقترب عدد مشاهدي العرض في مصر وبعض الدول العربية خلال عام ونصف اكثر من نصف مليون مشاهد حتي الآن. أتي في مقدمة المبدعين في فريق "قواعد العشق" الفنان المتميز "بهاء ثروت" الذي لعب دور "شمس التبريزي" الدرويش المتجول الذي يخطب في الناس هاديا لهم في الاسواق والحانات وتكية الدراويش وقصر السلطان دون ان يمل من نصحهم وتوجيههم لقيم المحبة والإخلاص وعبادة الله من القلب وترك الرياء والمحاباة والتشدد في الشعائر إلي درجة عبادتها من دون الله. وتتصاعد الأحداث بين حب الناس ومكائد الحاقدين علي شهرة شمس ومكانته حتي يلتقي بالشيخ الروحاني والقطب الصوفي جلال الدين الرومي. توائمت روحا المحبين سريعا وألهم شمس الرومي بقبس من انوار محبته وفيض من فيوض معرفته. وأهداه الرومي تلميذته وابنته الروحية "كيميا" حبيبة وزوجة له وقد ذابت في عشقه ومحبته وأبدعت في تجسيد دورها الفنانة الجميلة وملكة جمال مصر السابقة "فوزية محمد". إلي جانب باقي نجوم العرض دينا احمد في دور وردة الصحراء الغانية التي اعلنت توبتها وهجرت المبغي علي يد شمس التبريزي واستقبلها في بيت الرومي والفنان الشاب صاحب الأداء الرائع في دور بيبرس قائد الأمن المتحفز ضد شمس ويريد قتله أو اخفاءه لأنه في حقيقة الأمر يخاف علي المدينة من فتنته ويعشق الغانية وردة في الخفاء كما تميز الثنائي الغنائي في تقديم وانشاد الابيات الصوفية لتضفي علي العمل المسرحي حالة من النشوة الروحية والابداع الموسيقي والغنائي الجميل. شارك في كتابة العرض ياسمين إمام وخيري الفخراني. موسيقي وألحان محمد حسني. ديكور مصطفي حامد. أزياء مها عبدالرحمن. إضاءة إبراهيم الفرن. بطولة بهاء ثروت. عزت زين. فوزية. أميرة أبو زيد. المنشد سمير عزمي بمشاركة فرقة المولوية العربية للتراث الصوفي. وإخراج عادل حسان. يمكنكم مشاهدة العرض حاليا علي مسرح السلام بالقصر العيني حتي بداية رمضان.