يبدو أن الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية تتجه نحو التهدئة الدائمة. واستبدال الهدنة بين الكوريتين بإتفاق سلام دائم وإنهاء حالة الحرب الكامنة تحت الرماد لنحو 63 عاما. هذه الاجواء الايجابية نابعة من عدة إشارات. أولها استعداد الجانب الكوري الشمالي إجراء مباحثات مع جارته الجنوبية. ثانيا ترحيب الجانبين الأمريكي والمتمثل في الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بعقد لقاء قمة لبحث الملفات الخلافية وعلي رأسها ملف الاسلحة النووية. وفي هذا الصدد كشف الرئيس ترامب انه أرسل مايك بومبيو. مدير المخابرات المركزية الأمريكية والمرشح لتولي وزارة الخارجية إلي بيونج يانج ولقائه مع كيم جونج أون في نهاية شهر مارس الماضي لبحث القمة المرتقبه. وتقدم زيارة بومبيو أقوي إشارة حتي الآن بشأن نية ترامب لأن يصبح أول رئيس أمريكي يجتمع مع الزعيم الكوري الشمالي علي الإطلاق. ثالثا وهي أحدث الاشارات. ما كشفه مسئول أمني رفيع المستوي من كوريا الجنوبية ان بلاده تدفع لعقد اتفاق سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية من المحتمل أن يتضمن الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين. بهدف استبدال الهدنة القائمة منذ عقود. وإنهاء الحرب الكورية. تصريحات المسئول الكوري الجنوبي تأتي في إطار الاستعداد للاجتماع المرتقب في ال 27 من الشهر الجاري بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي- ان والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون. كشف المسئول الكوري حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال. أن مسألة نزع السلاح النووي سوف تتصدر المحادثات. لكنه لم يكشف الا عن قليل من التفاصيل حول ما سيعرضه أو يقترحه الرئيس الشمالي لاقناع كيم جونج أون للتخلي عن أسلحته. تأتي هذه التصريحات بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه "يبارك" مناقشة معاهدة سلام تنهي رسميا حالة الحرب بين الكوريتين خلال قمة كيم جونج اون ومون جاي-ان. ولا يزال البلدان نظرياً في حالة حرب. في حين تحيط المنطقة منزوعة السلاح بينهما تحصينات وحقول ألغام. نظرا لان الحرب الكورية انتهت باتفاق هدنة في 1953 وقعته الولاياتالمتحدة والصين وكوريا الشمالية. لكن كوريا الجنوبية لم تفعل. لهذا فإن التوصل إلي اتفاق نهائي تحيط به كل هذه التعقيدات يتطلب اعترافاً متبادلاً. ومساهمة ودعم الآخرين. المسئول الأمني أكد أن مثل هذه الامور شديدة الحساسية والتي تحيطها الكثير من التعقيدات. لايمكن حلها بشكل ثنائي بين الكوريتين. فمن المحتمل أن يكون هناك تنسيق بين 4 دول لاتمام مثل هذا الاتفاق. لكن الرئيس الأمريكي صاحب التصريحات المثيرة للجدل فاجأ الجميع بقوله: "إذا لم نعتقد أن اللقاء سيكون ناجحا فلن نعقده. إذا رأيت أنه اجتماع لن يكون مثمرا فلن نذهب. إذا لم يكن اللقاء مثمرا فسوف أغادره باحترام وسوف نكمل ما نفعله. لكن شيئا سيحدث".