زينات صدقي هي فاكهة السينما المصرية في افلام الابيض والاسود.. ابهرت جمهور الشاشة بخفة دمها حيث كانت تتمتع بخفة ظل غير عادية وتمكنت من ان تقدم لوناً خاصاً في الكوميديا انفردت به عن بقية ممثلات الكوميديا.. اشتهرت ببعض التعليقات والافيهات مثل "كتاكيتو بني" و "ياختي ياجماله حلو" عندما كانت تخاطب عبدالسلام النابلسي في فيلم شارع الحب. وفي فيلم ابن حميدو العبارة الشهيرة "إنسان الغاب طويل الناب". لم تلعب زينات صدقي أدوار البطولة المطلقة إلا أنها كانت نجمة في أدوارها لدرجة أن الجمهور احتشد أمام محل جروبي عندما وجدها تدخل المحل مما دفع مدير جروبي الاتصال بالشرطة لفض التجمهر.. دخلت قلوب الملايين بالرغم انها كانت تعيش مأساة وتبكي كثيرا لتنكر عائلتها لها بسبب عملها في الفن. الجذور مغربية ولدت زينب محمد مسعد في 4 مايو 1912 بحي الجمرك بالاسكندرية من عائلة تعود جذورها الي المغرب. وعملت في بداية حياتها كمنولوجست في الافراح الشعبية لكن اسرتها اعترضت علي عملها في الفن فهربت منهم إلي لبنان بالشام مع صديقتها خيرية صدقي التي اعطت لها اسم عائلتها "صدقي" فأصبحت زينب صدقي. حققت زينات صدقي نجاحا في بلاد الشام حتي أن أحد اللبنانيين اعجب بصوتها فقام بتأليف اغنية لها كانت ترددها في حفلاتها تقول فيها: أنا زينات المصرية .. أرتيست ولكن فنيه.. أغني واتسلطن ياعينيا.. تعالي شوف المصرية.. وعندما عرفت بوفاة والدها عادت لمصر الا ان اعمامها تشددوا معها بسبب عملها بالغناء فحرموها من الميراث فغادرت الاسكندرية نهائيا الي القاهرة لتمارس عملها.. فكانت تغني مع كورس بديعة مصابني والتي دفعتها للرقص مع سامية جمال وتحية كاريوكا. التقت بالفنان نجيب الريحاني ورشحها لان تمثل لاول مرة في مسرحية "الدنيا جري فيها إيه".. وقام بتغيير اسمها من زينب إلي زينات صدقي حتي لايختلط اسمها مع الفنانة والممثلة المعروفة زينب صدقي.. واستمرت في المسرحيات: عاوزه أحب الكورة مع بلبل. جاءت بدايتها السينمائية ايضا مع الفنان نجيب الريحاني عام 1936 في فيلم "بسلامته عايز يتجوز" مع عزيزة أمير واخراج الكسندر فاركاش وفي العام التالي فيلم "وراء الستار" مع رجاء عبده والمطرب عبدالغني السيد وفي عام 1938 فيلم شئ من لا شئ مع نجاة علي واخراج أحمد بدرخان وفيلم "بحبح باشا" مع فوزي الجزايرلي اخراج ابنه فؤاد الجزايرلي و"ساعة التنفيذ" بطولة واخراج يوسف وهبي لتكون حصيلة عام 1938 ثلاثة افلام وتنقلت زينات في عالم السينما. قدمت زينات صدقي علي مدار اربعين عاما ما يقرب من 150 فيلماً وتعتبر فترة الخمسينات هي السنوات التي قدمت خلالها اكثر من نصف افلامها لتحقق رقماً قياسياً ب82 فيلماً كما يعتبر عام 1945 هي السنة التي شهدت غزارة في التمثيل فقدمت 19 فيلماً هي: عزيزة - الانسة حنفي - أربع بنات وضابط - عفريته اسماعيل يس وبنات حواء - الستات ما يعرفوش يكدبوا وليلة من عمري المحتال - حسن ومرقص وكوهين وعلشان عيونك ونور عيوني وانا الحب وشرف البنت وفالح ومحتاس وخليك مع الله والعمر واحد والناس مقامات واقوي من الحب. جاءت أبرز أفلامها مع اسماعيل يس التي انضمت لفرقته المسرحية بعد رحيل نجيب الريحاني.. ومن أشهر افلامها ابن حميدو وشارع الحب وحلاق السيدات واسماعيل يس في الاسطول واسماعيل يس في مستشفي المجانين.. وايامنا الحلوة ومعبودة الجماهير وكانت أشهر ادوارها المرأة العانس التي تبحث عن عريس للزواج. تزوجت زينات صدقي مرتين ولم تنجب الاولي في سن ال15 عاما من ابن عملها الطبيب ولم يدم الزواج أكثر من 11 شهر.. لتكره بعده الزواج والمرة الثانية عندما تزوجت لواء في الجيش - من رجال الثورة - وقد احبته بصدق الا ان الزواج لم يستمر ثلاث سنوات لانه كان سرا. تكريمات كرمها الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العلم وكرمها الرئيس انورالسادات في العيد الاول للفن عام 1976 بل ودعاها لفرح ابنته.. ومنحها معاشاً شهرياً قيمته مائة جنيه وكان مبلغاً كبيراً في ذلك الوقت ولكنها حصلت عليه ثلاثة شهور فقط وتوفيت في سنواتها الأخيرة تراكمت عليها الضرائب واضطرت ان تغير من أساس منزلها فتبيعه الغالي وتبدله بالاثاث الرخيص.. وكانت تسكن في أحد الشوارع الفرعية لشارع عماد الدين. الرحيل اصيبت زينات صدقي بتراكم المياه علي الرئة فطلب منها الطبيب الذهاب الي المستشفي للعلاج لكنها رفضت وظلت تعاني من المرض لمدة اسبوع حتي لفظت انفاسها في يوم 2 مارس 1978 عن عمر 66 عاما ويمر عليه 40 عاما علي رحيلها وكانت قد أنشأت مدفنا خاصا بها اسمته مدفن "عابر السبيل" فتحته لكل من لا يملك أهله مدفنا.. فلما توفيت دفنت في مدفنها فظن الناس انها دفنت في مدافن الصدقة.