حذر د.شوقي علام مفتي الجمهورية من المحاولات المستمرة للجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار مصر وتشويه صورتها في الخارج وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين بنشر الشائعات والأكاذيب في المجتمع عبر أذرعها الإعلامية الشيطانية.. مؤكدا أن وعي المصريين قادر علي إحباط مخططات الأشرار. وقال : الجماعات والتنظيمات الإرهابية تلجأ لنشر الشائعات في المجتمع لبث الفتن والبلبلة في نفوس المواطنين ولذلك يجب أن نتعامل مع الشائعات التي تحاول النيل من تماسكنا ودعمنا لجهود قواتنا البواسل في حرب الشرف والكرامة ضد جماعات الارهاب في سيناء وغيرها حتي نطهر أرضنا من هؤلاء الأشرار. وأضاف: الجماعات الإرهابية تلجأ الي نشر الشائعات والأكاذيب ردا علي الضربات الناجحة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة ضد العناصر الإرهابية الإجرامية.. ولذلك علينا أن نرد علي شائعاتهم وأكاذيبهم بمزيد من الدعم والمساندة الشعبية لأبناء البواسل وهم يواجهون أخس خلق الله. كان مرصد الإفتاء للفتاوي الشاذة والمتطرفة التابع لدار الافتاء قد رصد عددا من الشائعات التي تقوم الجماعات الإرهابية بنشرها مؤكدا أنها تنقسم إلي نوعين: الأول: الشائعات الاستراتيجية وهي التي تستهدف ترك أثر دائم أو طويل المدي علي نطاق واسع ويستهدف هذا النوع من الشائعات جميع فئات المجتمع بلا استثناء. الثاني: الشائعات "التكتيكية" وهي التي تستهدف فئة بعينها أو مجتمعا معينا لتحقيق هدف سريع وفوري والوصول إلي نتائج قوية وفورية لضرب الجبهة الداخلية ونشر الفتنة بين أفراد المجتمع. ودعا مرصد الإفتاء أفراد المجتمع إلي عدم الاستماع مطلقا إلي الشائعات والأكاذيب التي تروجها الجماعات والتنظيمات الإرهابية لنشر الفتن والتأثير علي الجبهة الداخلية للمجتمع. مشددا علي أهمية وعي أفراد المجتمع في هذه المرحلة الفارقة التي يمر بها وطننا الغالي. وعن حكم الشرع في تناقل الشائعات والسلوك الإسلامي الصحيح في التعامل معها.. يقول د.علام: لقد تضافرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة علي حرمة المشاركة في نشر الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة من غير أن يتثبت المرء من صحتها. ومن غير رجوع إلي أولي الأمر والعلم والخبراء بالأمور قبل نشرها وإذاعتها حتي وإن تثبت من صحتها. مما يثير الفتن والقلاقل بين الناس. وقد وصف الله سبحانه تعالي ما يسمي الآن بترويج الشائعات بالإرجاف. وهو ترويج الكذب والباطل بما يوقع الفزع والخوف في المجتمع. فقال تعالي: "لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضى وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا". وأصل الإرجاف من الرجف وهو الحركة. فإذا وقع خبر الكذب فإنه يوقع الحركة بالناس فسمي إرجافًا. وقال العلماء إن "الإرجاف التماس الفتنة".وأن المرجفين هم الذين يذكرون من الأخبار ما تضعف به قلوب المؤمنين وتقوي به قلوب المشركين". كما يندرج ترويج الشائعات تحت النهي عن القيل والقال وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ. وَإِضَاعَةَ الْمَالِ. وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ". ويدخل في "قيل وقال( : الخوض في أخبار الناس وحكايات ما لا يعني من أحوالهم وتصرفاتهم فضلا عن الترويج للأكاذيب والأضاليل وما يثير الفتن. فالأسلوب الأمثل في التعامل مع الشائعة إذا وصلت إلي الإنسان هو: التحقق والتثبت وعدم المسارعة في نقلها. ثم بعد التثبت منها عليه أن يرجع في شأنها إلي أولي الأمر والعلم والخبرة. بدلا من المساعدة علي ترويجها. يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقى بِنَبَإي فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةي فَتُصْبِحُوا عَلَي مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".