يمتلك نفساً راضية تلمس قلب الأشياء صنعت جسراً أوصلة لقلوب الأوفياء من المصريين.. عف اللسان.. طيب القلب.. مسلم معتدل اختصه الله بصفات المؤمنين "أشداء علي الكفار رحماء بينهم" صدق الله العظيم والرحماء في الدنيا يرحمهم الله "والله يختص برحمته من يشاء" أحب المصريون.. طريقته في الحديث معهم.. فما يخرج من القلب يدخل القلب.. لا يتكلف ولا يفتعل.. فارتفعت جدران الثقة والقبول بينه وبينهم.. فهو إن قال فعل. بجانب شباك سيارة الأم وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي ابن بار محب ومتواضع ينظر بعيون تمتليء عرفاناً بالجميل لمن أنجبت وربت وزرعت القيم والأصول ورعت كل ذلك برحمتها ومحبتها.. يري في كل أم مصرية قدمت شهيداً أو ما تملك من مال وحلي للوطن أماً له يضع علي رأسها قبلة الوفاء "واخفض لهم جناح الذل من الرحمة.. وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً" صدق الله العظيم. وجاءت وقفته الثانية بجانب سيارة "مني" فتاة الإسكندرية المكافحة التي أهداها لها من حر ماله.. وقف يفتح لها الباب بنفسه لتبدأ حياة كريمة تودع فيها شقاء سنين طويلة كانت تجر فيها عربة بضاعتها بنفسها. بينه وبين الأطفال تسقط الحواجز دائماً وتترجم لغة الجسد حنواً متأصلاً في النفس.. يجفف دموع أبناء الشهداء وتفيض عيونه بالدمع والاصرار علي الثأر لمن فقدوا السند والظهر يفتح ذراعيه بتلقائية ليقفز الصغار ويلقوا برءوسهم علي الكتف الذي يحمل كثيراً من أجل الوطن. مع أم كل شهيد يقتسم الحزن ويقدم العهد بالثأر هدية ويعد بأن يكون الابن الذي يرعي ولا يخلف عهده أبداً. يحب المصريين ولا يتحدث معهم من برج عاجي لا يتعالي علي البسطاء بقلب الإنسان التقط الداء حين وقف وسط الأمواج المتلاطمة ليمسك بدفة السفينة تقدم بشجاعة وحسم وقال لجنوده.. نحن فداء للمصريين.. ندفع عنهم الثمن فالمصريون يحتاجون من يحنو عليهم. لم ينس المصريون "وروداً حمراء" حملها بعد أيام قليلة من تسلمه قيادة الوطن لأم مصرية وابنتها وقف حول سريرها في المستشفي يضمد الجراح ويقدم الاعتذار.. فركت نساء مصر عيونهن غير مصدقات.. أعاد الرجل لهن كرامتهن جميعاً. وتلقفن وعده بأن يلقي المتحرش وكل متحرش بعظيمات مصر جزاءه.. وقد كان بعد أن وضع ملف "أمن المواطن" علي رأس أولوياته. ولأنه لا ينسي الجميل.. دعا كل مسئول علي أرض مصر بأن يرعي المرأة المصرية ويكفل لها حياة كريمة تمكنها من الحصول علي حقها في الوصول لأرقي درجات السلم الوظيفي منهن التي خرجت للميادين في الثورة ورقصت فرحاً أمام لجان الانتخابات بالنجاة والأمل في المستقبل ولم تتوان لحظة في العمل والانجاز من أجل الوطن.. وقبل كل ذلك هي التي صانت الأسرة في لحظات الشك والريبة. في خطابه يوصي زوجها وأبنائها بها ليقدموا يد المساعدة لها ضارباً المثل بنفسه ومؤمنا بقول رسولنا الكريم "خيركم.. خيركم لأهله" صدق رسول الله.. لذا تحتسبه قلوب الانقياء من المصريين بالخير.. فقد كان خيراً لأهله ووطنه وشركاءه في الإنسانية.