انقسامات وحروب طائفية ومواجهات إرهابية ومشاكل اقتصادية تعاني منها الدول العربية جعلتها تقف كالمتفرج مكتفية بالتنديد والشجب والإدانة للقرارات والانتهاكات الأمريكية الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الذي انقسم علي نفسه هو الآخر. لم يكن الانقسام والتفتت العربي الحالي سوي مخطط أعدته القوي العظمي لإضعاف الجبهة العربية واحتلال المقدسات الدينية داخل فلسطين وعدم الاعتراف بها كدولة مستقلة ونقل السفارة الأمريكية للقدس.. خاصة ان الدول العربية حالياً في أسوأ وأضعف حالاتها.. فالدول المعادية للوحدة العربية نجحت في تفتيت الشعوب العربية والصف العربي حتي تنشغل كل دولة بمشاكلها الداخلية التي لن تنتهي حتي أصبحت الشعوب العربية تعيش في دول بلا حكام. وحكام بلا دول. وبالتالي فإن الأمة العربية لا تملك الآن سوي عبارات الشجب والإدانة التي تجيدها وتحفظها عن ظهر قلب وتعد من أهم وسائل الاعتراض والاحتجاج عندنا وعلي شعوبنا العربية أن تتحمل تبعات هذه الوسيلة التي لا نملك ولا نفهم سواها لمواجهة ما يحاك ضدنا حتي أصبحنا أصحاب ظاهرة صوتية فقط وهو الحد الأقصي لرد الفعل العربي الآن. أما المواجهة الحقيقية لمثل هذا القرار "الترامبي" وغيره من القرارات المهمة التي تتعلق بمصير الأمة العربية والإسلامية فنحن نفتقدها تماماً وكذلك حكامنا من قبلنا حينما وضعوا ثقتهم الكاملة في حكمة وقدرة وإخلاص رئيس أمريكا الأهوج الذي أيقن أننا شعوب تجيد لغة الكلام والصريخ والعويل فقط عند كل مصيبة أو كارثة تحدث. وفي ظل هذا القرار الأمريكي الكارثي أين ذهبت صواريخ فتح وحماس والجماعات الجهادية من أنصار بيت المقدس وغيرها مما يحدث من إسرائيل في حق القدس قبلة المسلمين الأولي؟! أعتقد أنهم تركوا العدو الصهيوني يعيث في فلسطين احتلالاً وطغياناً وظلماً ويسعون هم في مصر قتلاً وإرهاباً وتخريباً لكن المصريين وجيش المصريين لهم ولغيرهم بالمرصاد. إن الأمة العربية دعاة سلام لا استسلام والسلام لابد له من قوة تحميه في ظل عالم لا يؤمن إلا بالقوة سياسياً وعلمياً واقتصادياً وثقافياً وهذا يتطلب اتحاداً عربياً قوياً في شتي المجالات يحسب له حسابه أمام العالم أجمع الذي لا يعرف إلا لغة القوة ولا مكان فيه للضعفاء أو المستسلمين لأن ديننا دين العزة والكرامة ولا تأتي العزة والكرامة والمجد بالكلام والشعارات وإنما بالمواقف الجادة والاعتماد علي النفس في إنتاج غذائنا حينما نكون أحراراً وأصحاب قرار وكلمة. ** في النهاية تبقي كلمة: إذا كنا نريد لأنفسنا نحن العرب العزة والكرامة خاصة بعد القرار الأمريكي الظالم فلابد من اتخاذ قرارات شجاعة منها: أولاً: قطع العلاقات الدبلوماسية فوراً مع أمريكا وإسرائيل. ثانياً: إيقاف إمدادات النفط والغاز وإلغاء كل العقود المبرمة وطرد كل رعايا تلك الدول العاملين في المجال النفطي. ثالثاً: سحب كل الأموال العربية المودعة في بنوك أمريكا وإسرائيل. رابعاً: مقاطعة المنتجات الأمريكية المنتشرة في الأسواق العربية وتجميد صفقات السلاح التي تتخذ من الدول العربية سوقاً رائجاً لها والاتجاه إلي الدول الداعمة لقضايا العرب مثل روسيا وفرنسا والصين وألمانيا وكوريا هذا إذا كنا نريد أن نكون أحراراً.