عمت فرحة غير مسبوقة العاملين بهيئة المحطات النووية لإنتاج الكهرباء والهيئات النووية الأربع الأخري لإطلاق العمل بالمشروع النووي في الوقت الذي طالب فيه علماء الطاقة النووية باعتبار 11 ديسمبر عيداً وطنياً للطاقة النووية واعتبار الرئيس عبدالفتاح السيسي الراعي الحقيقي للبرنامج النووي الذي رأي النور في عهده بعد حوالي 50 عاماً من الأزمات والعوائق. أصدرت النقابة العامة للعاملين بالمرافق برئاسة الدكتور عادل نظمي بياناً رحبت فيه بتوقيع الاتفاق النووي بين مصر وروسيا معتبرة ذلك أحد أهم علامات الاتجاه الصحيح للمستقبل لما يمثله هذا المشروع من طموحات ومزايا علمية واقتصادية وبيئية للمجتمع.. كما رحب الدكتور حلمي فهمي رئيس نقابة العاملين بالطاقة الذرية والمتحدث باسم نقابات العاملين بالهيئات النووية بتوقيع الاتفاق مؤكداً علي الجهود التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق هذا الحلم. قال الدكتور يسري أبوشادي خبير الطاقة بالأمم المتحدة وكبير مفتشي الوكالة الدولية "الاسب" إن التوقيع علي محضر عقود الضبعة بأربعة وحدات حيز التنفيذ تحقيق لحلم تمناه المصريون منذ خمسين عاماً. وأن التعاون بين مصر وروسيا بدأ مع بناء مفاعل انشاص عام 1961 وهو الأول في العالم العربي والشرق الأوسط.. واليوم تعود العلاقات بين روسيا ومصر إلي أوجها. أضاف أن الطاقة الكهربائية التي ستولدها وحدات الضبعة ستوفر 10% من إجمالي الطاقة المنتجة في مصر ويعتبر العقد الروسي المصري لبناء محطة الطاقة النووية واحداً من أفضل العقود التي أعرفها بين أمثاله من العقود الموقعة مع الدول النامية. حيث إن القرض الروسي لبناء المحطة سيمتد حتي 30 عاماً والدفعة الأولي منه لن تسدد إلا بعد تشغيل جميع وحدات المحطة وهو ما يعني أن مصر لن تعاني من أي أعباء مالية بسبب المشروع.. كما أن الإيرادات من تشغيل وحدات طاقة الأربعة للمحطة النووية خلال إجمالي فترة التشغيل بأكملها ستتجاوز التكلفة الإجمالية للبناء عدة مرات. أشار إلي أن خبرة شركة "روساتوم" تمتد لسنوات طويلة في مجال الصناعات النووية وأن تكنولوجيا المفاعلات في روساتوم تعتبر التكنولوجيا رقم واحد في العالم بعد أن تم تطوير أحدث تكنولوجيا روسية لمفاعلات الطاقة النووية "VVER-1000 وVVER-1200" مع الأخذ في الاعتبار سنوات الخبرة الطويلة في تشغيل هذا النوع من المفاعلات. وتعتبر تكنولوجيا VVER-1200 والتي سيتم استخدامها في محطة "الضبعة" من أحدث الأجيال 3« وأخذت في الحسبان جميع خبرات الصناعات النووية المتراكمة. أشار عبدالعاطي سالمان رئيس هيئة المواد النووية الأسبق إلي أن هذا حدث هام جداً بالنسبة لمصر. حيث سيتم تنفيذ عدة مشاريع ضخمة في مجالات الصناعة والزراعة وبناء المدن الجديدة وستحتاج البلاد إلي مزيد من الطاقة الكهربائية من أجل استمرار التنمية وستصبح الكهرباء المولدة في محطة الضبعة للطاقة إضافة هامة إلي حسابات الطاقة في مصر. ومن المهم ملاحظة أن الطاقة النووية تعتبر مصدر طاقة مستقر "نظيف" وآمن لا ينتج انبعاثات من المواد الضارة بالبيئة وتعتبر محطة الضبعة هي مستقبل أنظمة السلامة النووية وأن موقع المحطة يتوافق مع جميع متطلبات السلامة الدولية. قال الدكتور محمد منير النائب السابق لرئيس المحطات النووية إن تنفيذ العقود بشأن بناء محطة الضبعة يمثل نجاحاً في إتمام عملية المفاوضات الطويلة كما أنه ستكون للمحطة أهمية كبيرة لمصر سواء من حيث تزويد البلاد بالكهرباء أو من حيث خلق فرص العمل. إضافة إلي ذلك فإن بناء محطة الطاقة النووية سيعزز تنمية الصناعات الأخري وذلك بسبب مشاركة المؤسسات الصناعية المحلية في المشروع والتي ستزداد حصتها في المشروع تدريجياً. أوضح الدكتور إبراهيم العسيري كبير مفتشي الوكالة الدولية الأسبق ورئيس قسم الطاقة النووية بالجامعة الروسية ستكون محطة الضبعة أول محطة للطاقة النووية في شمال أفريقيا ومن شأنها تنمو السياحة ويوعي الجمهور حول فوائد ومزايا الطاقة النووية وأن شركة روساتوم هي واحدة من أكبر الشركات في مجال الطاقة النووية وسوف تكون قادرة تماماً علي تزويد مصر بكل ما يلزم من مساعدة في جميع جوانب المشروع. قال إنه تم الانتهاء من توقيع العقود الخاصة بالمشروع والتي تتضمن التصميم والإنشاء وتأمين توريد الوقود النووي والخدمات الاستشارية للتشغيل والصيانة وإدارة الوقود المستنفد ويستخدم مشروع المحطة مفاعلات نووية من الجيل الثالث طبقاً لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا ويحتوي هذا الجيل علي تصميم آمن ومقاوم لخطأ المشغل أي "العامل البشري" ويزيد عمر المحطة علي 60 عاماً ولها قدرة غير مسبوقة علي مقاومة الحوادث الضخمة فيمكنها أن تتصدي لاصطدام طائرة وزنها 400 طن وسرعتها 150 متراً في الثانية وتمتاز المفاعلات النووية أيضاً بالتشغيل الآمن دون أي تأثيرات سلبية علي البيئة المحيطة به كما تضمن هذه المفاعلات عدم التسرب الإشعاعي عن طريق الفلاتر والحواجز المتعددة وتحتوي علي نظام التحكم الآلي الحديث. أضاف: يوفر هذا المشروع عدداً من المزايا الاجتماعية والاقتصادية والحضارية حيث إنه يوفر حوالي عشرة آلاف فرصة عمل جديدة لشباب المحافظة خلال فترة التشييد التي تمتد إلي قرابة ثمان سنوات فضلاً عن ما لا يقل عن 4 آلاف فرصة عمل أخري بعد التشغيل وسيترتب علي المشروع رواجاً اقتصادياً وسياحياً سيكون له عظيم الأثر بعد تشغيل المشروع علي منطقة الضبعة ومحافظة مطروح بكاملها. جذب الكوادر العلمية من الداخل والخارج.. للضبعة شاكر: مزايا عديدة للعاملين بالطاقة النووية.. خلال 3 شهور يعقد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة مؤتمراً صحفياً خلال أيام للإعلان عن تفاصيل الاتفاق المصري الروسي لإقامة أول محطة نووية بالضبعة والخطوات التالية لتوقيع الاتفاق والإجراءات الأخري التي تنفذها مصر لتنفيذ برنامجها النووي الذي يتضمن بناء سلسلة من المحطات النووية لتنويع مزيج الطاقة والوقود. عقد أمس خبراء الطاقة الروس والمصريين عدة اجتماعات بحضور الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية لإنتاج الكهرباء للتنسيق وللإعداد للمرحلة القادمة وما يستلزمها من الحصول علي التصاريح المطلوبة من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية وتجهيز خطة إعلامية توعوية بشأن الأمان وسلامة المحطات النووية. علمت "الجمهورية" أن هيئة المحطات النووية لإنتاج الكهرباء بدأت أمس عقب توقيع الاتفاق النهائي العمل لتعديل اللوائح والقواعد بالهيئة لجذب الكوادر العلمية الوطنية في الداخل والخارج لتدعيم العاملين في الهيئة والبرنامج النووي لزيادة المرتبات والحوافز الحالية بما يتماشي وخطوات تنفيذ البرنامج النووي حيث سيتم إقرار حوافز ومزايا صحية ومالية واجتماعية للعاملين تنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية الذي صدر الأسبوع الماضي متضمناً تعديلات للقانون النووي وإنشاء هيئة جديدة ومن المقرر الانتهاء من هذه الإجراءات خلال أقل من 3 شهور من الآن ليبدأ العمل بها فور فتح الباب لتعيينات جديدة. كما بدأت الهيئة أمس إعداد خطة التدريب لكوادرها الفنية والبشرية في روسيا وإعداد جداول المسافرين وفقاً لنصوص الاتفاق الموقع بين الجانبين وتحديد الأعداد المقرر سفرها وفقاً لبدء العمل في المشروع ومراحل تطوره. أكد المهندس محمد كمال رئيس نقابة العاملين بهيئة المحطات النووية لإنتاج الكهرباء أن هناك اتصالات للتنسيق مع الجانب الروسي بشأن العمالة والخطوات التالية وستكون العمالة المصرية ملازمة للعمالة الروسية في جميع مراحل العمل مؤكداً أن الهيئة في احتياج لتدعيم كوادرها بما يتناسب وحجم البرنامج النووي الذي يشمل الضبعة وغيرها من المواقع التي تم تخصيصها لهذا البرنامج.