من قلب القلعة الحمراء في الجزيرة وعلي مسافة مئات الكيلو مترات في اتجاهات مختلفة . امتدت الدعاية الانتخابية للمرشحين علي مقاعد مجلس الإدارة في الانتخابات المقبلة والمقررة في 30 نوفمبر الحالي لتجعل هذه الانتخابات بمثابة "انتخابات "القرن" لنادي "القرن". للوهلة الأولي . يعتقد كل من يقترب من أطراف القاهرة سواء من طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي أو من طرق السويس والعين السخنة وغيرهما من الطرق المؤدية إلي قاهرة المعز وضواحيها في مدينة نصر والتجمع وغيرها أنه أمام انتخابات علي رئاسة الولاياتالمتحدة نظرا لحجم الانفاق المبالغ فيه والذي تشير بعض المصادر إلي اجتيازه مئات الملايين. بالطبع . يحظي النادي الأهلي بمكانة في قلوب الملايين من عشاقه ومحبيه في كل مكان تجعل الجلوس علي عرش القلعة الحمراء حلما يفوق أي تصور.. ولهذا دخل المال بقوة في اللعبة الانتخابية ولعب دورا هائلا في اشتعال المعركة الانتخابية بين المرشحين علي مختلف المقاعد خاصة هؤلاء المتنافسين المنتمين لقائمتي الكابتن محمود الخطيب والمهندس محمود طاهر رئيس الحالي. بعد أكثر من 15 عاما علي وفاة المايسترو صالح سليم أشهر من ترأس النادي واجتهد في الحفاظ علي مبادئه وقيمه . يبدو هذا الإنفاق ببذخ بعيدا بشكل كبير عن نهج المايسترو رغم تسابق معظم المرشحين علي تأكيد حرصهم علي مبادئ وقيم الأهلي والمايسترو الذي لم يسع من قبل للانفاق علي حملاته الانتخابية واعتمد علي شخصيته "الكاريزمية". صراع مالي تباين حجم الانفاق بين قائمتي طاهر والخطيب لكن ظل إجمالي المبالغ المرصودة للحملتين أكبر مما يتخيله كثيرون لصراع علي مجلس إدارة النادي.. وبات التنافس علي الدعاية بين الجبهتين بمثابة صراع بين تحالف رأس المال الذي يمثله طاهر والشعبية الكبيرة التي يحظي بها الخطيب في انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات. بالطبع . تشير كل المؤشرات والظواهر إلي أن قائمة طاهر هي الأكثر إنفاقا حيث تمتد دعاية كل هذه القائمة علي الملصقات و"البانرات" الضخمة في كل مكان علي الطرق والكباري وحول وداخل مقرات النادي الثلاثة في الجزيرة ومدينة نصر والشيخ زايد بخلاف وسائل أخري لجأ إليها تحالف رأس المال منها شاشات عرض عملاقة في العديد من الميادين والطرق ومنها الشاشة القائمة في مدخل مدينة السادس من أكتوبر علي بعد كيلومترات قليلة من فرع النادي بالشيخ زايد علما بأن إيجار الشاشة الواحدة يوميا يبلغ عدة آلاف من الجنيهات إضافة لمقطع فيديو مصور لعدة دقائق يتحدث عما قدمه مجلس الإدارة الحالي بقيادة طاهر علي مدار السنوات الثلاث الماضية علما بأن بث هذا الفيديو تليفزيونيا سيتكلف مبالغ طائلة.. كما تمتد الدعاية عبر وسائل الإعلام المختلفة المقروءة منها والمسموعة والمرئية. تباين واختلاف تشير بعض المصادر المقربة من حملة طاهر إلي أن الميزانية المرصودة تجاوزت 150 مليون جنيه وهو ما يتناسب مع حجم الدعاية المتناثرة في كل مكان وتشير مصادر عديدة إلي أن جزءا من هذه التكلفة جاء من رجال أعمال أصدقاء لطاهر أو أعضاء قائمته ومن شركات كبيرة ذات صلة بالنادي حاليا أو أشخاص وشركات. الجدير بالذكر أن بعض المتابعين ربط بين مساندة عدد من رجال الأعمال لطاهر والبند العاشر في لائحة الأهلي الخاصة التي لم تطبق لكنها من الممكن أن تحكم النادي في المستقبل حال إقرارها من قبل عمومية النادي في وقت لاحق... ويتيح هذا البند الاستثمار في مجال كرة القدم من قبل جهات من خارج النادي دون إيجاد ضوابط تضمن هيمنة النادي علي هذا القطاع. دعم ذاتي في المقابل . تركزت معظم اللافتات والملصقات الخاصة بحملة الخطيب حول وداخل المقرات الثلاثة للقلعة الحمراء إضافة لبعض الإعلانات في الصحف.. وتشير بعض المصادر المقربة من حملة الخطيب إلي أن الميزانية المرصودة لا تزيد علي 11 مليون جنيه وهو ما يقل كثيرا عن ميزانية الحملة المنافسة علما بأن معظم هذه الميزانية تأتي من بعض أعضاء القائمة كما يساهم باقي أعضاء القائمة بالجزء الباقي... فيما يشبه الجمعية وتعتمد قائمة الخطيب بشكل كبير علي التواجد المكثف بين أعضاء النادي لاسيما وأن معظم أعضاء القائمة من الوجوه المألوفة لدي أعضاء النادي سواء لتواجدهم من قبل في مجلس الإدارة مثل الخطيب نفسه والعامري فاروق المرشحة لمنصب نائب رئيس النادي وخالد الدرندلي المرشح لأمانة الصندوق وخالد مرتجي ورانيا علواني وإبراهيم الكفراوي ومهند مجدي أو لمسيرتهم الناجحة مع النادي سابقا مثل جوهر نبيل نجم كرة اليد السابق أو للتواجد المكثف بين الأعضاء مثل طارق قنديل ومحمد الدماطي ومحمد الجارحي ومحمد سراج. بعيدا عن التفاوت الهائل بين ميزانية الحملتين . أصبح هذا الإنفاق ببذخ علي الدعاية الانتخابية مثار العديد من الأسئلة والاستفسارات والقيل والقال بين أعضاء الجمعية العمومية للنادي من جهة وبعض المتابعين لانتخابات الأهلي من خارج القلعة الحمراء من جهة أخري حيث يكفي إجمالي ما رصدته القائمتان والمرشحون المستقلون للدعاية الانتخابية لإنشاء فرع النادي الجديد في التجمع الخامس أو لاستكمال جزء كبير من أعمال الانشاءات في فرع زايد كما أن ما رصدته الشركات الداعمة للقائمتين كان من الممكن توجيهه ليكون نواة لبناء استاد الأهلي الذي لا يزال مشروعا "مع إيقاف التنفيذ" رغم ما قيل عنه قبل موعد كل جمعية عمومية للنادي خلال السنوات الثلاث الأخيرة.. وردد البعض داخل النادي في الأيام القليلة الماضية أنه من الضروري تعديل قوانين ولوائح الأندية في المستقبل لمراعاة هذا الوضع من خلال وضع سقف لحجم الدعاية الانتخابية للمرشحين أسوة بما حدث من قبل في الانتخابات السياسية.