والحكاية من أولها حكاية أرض اعتبروها الجدود عرض.. واللي اعتدي في يوم عليه.. يا اندفن فيها يا كان مصيره الطرد.. ارض اتزرعت من آلاف السنين.. وأكلنا منها وأكلنا العالمين.. والكل كانوا أيام سيدنا يوسف شاهدين.. وأيام الإقطاعيين.. قالوا ظلمة وأمموها وخلوها ضلمة.. ووزعوها علي الفلاحين.. والعلام المجاني.. حقق الأماني.. ونعمت الأيادي.. وضاعت الأراضي.. والفلاحة بقت كلام فاضي.. والعيشة بقت طين.. وكتروا الخقل وبنوا البيوت مكان الزرع.. والبركة في قانون القرع.. وراحوا ليبيا والخليج والعراق.. واستحلوا الغربة والفراق.. وغابت الأشواق.. وبهت في القلوب الانتماء.. واحتار فيهم الأصيل.. يبني ويكسب ولا يزرع المحاصيل.. وعشان يكسب طوزين في المواسم والمعاد.. وكده كده الزرع بيطرح في الصوبة بالكيماوي.. والسماد.. الأهم يشبع بشر بقي تعدادهم زي الجراد.. ومش مهم الطعامة ولا السلامة.. واتخدعنا بتكنولوجيا السراب.. ولما وجعتنا كلاوينا.. وشوفنا بعيونا الخراب.. عملنا زي النعامة.. وخبينا وشوشنا في التراب.. حتي الموالح والقطن طويل التيلة.. بقت خيبتنا فيهم تقيلة.. وفقدنا كل حيلة.. لجل ما نرجع تاني عيلة.. تحافظ علي الخضرة والنجيلة.. واستسهلنا نشكي من الغلاء ونبكي.. وعن اسعار زمان نقول ونحكي.. وقالوا الميه مش مهمة بينا نزرع الصحرا.. ما هي الفلاحة موضة بطلت واللي محتاجينه بس الفهلوة لدجالين وسحرة.. وصدق المثال اللي قال الغزالة الشاطرة.. فاكرين لما كنا بنربي بالأصول والفتات الفراخ والمواشي.. دلوقتي بنعبي دول ودول بالهرمونات وكله ماشي.. كل واحد فينا بقي مرتشي وفي نفس الوقت راشي.. فاكرين لما كنا بنحب بعض وفينا الشهامة.. والنظرة والابتسامة كانت لغة الملامة.. وازاي بقي الشك والكدب والانتهازية فينا ماركة وعلامة.. في الاكل والعلام.. في البسمة والكلام.. ازاي دي تبقي عيشة من غير سلام.. لأمتي حنفضل نستورد هدومنا وقوتنا.. ونخرب بادينا وبهمة ياناس بيوتنا.. القطر فاتنا ولا لكل لمحطات احنا اللي فوتنا.. هو لما غني سيد اسماعيل.. يا صحرا لمهندس جاي.. كان قصده عشان يزرع كل جميل.. ولا عشان يشرب شاي.. راحت فينا فين العنين وكل ده كانت حكومتنا فين.. لما استوردنا التوم والبصل من الصين.. حنقول ده التطور بقي ولا القدر والنصيب.. ويا تري لامتي حيبقي الوطن فينا غريب.. والله عيب.