بعد مرور عام علي انتخاب الرئيس دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية ليصبح الرئيس ال 45 للبلاد يرصد الدبلوماسيون والسياسيون أهم الأحداث والقرارات التي اصدرها الرئيس ترامب والمتعلقة بالشرق الأوسط وتأثيرها علي المنطقة العربية وكذلك علاقته بمصر حيث يرون ان عدم التوسع في بناء المستوطنات الاسرائيلية وعدم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس كان له أثر ايجابي كبير في علاقة ترامب بالقادة العرب ومع ذلك فهناك قلق من عدم وجود حل حاسم للقضية الفلسطينية حتي اليوم ومؤكدين ان هناك توافقا في الرؤي في بعض السياسات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس ترامب وان الأخير لا يتدخل في الشأن المصري باعتباره شأنا داخليا. حل الدولتين يقول السفير سيد أبوزيد مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية انه بالنسبة لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الشرق الأوسط والقرارات التي اتخذت فلا يوجد في تصريحاته ما ينم عن انه عازم علي ايجاد حل للتسوية النهائية لجوهر النزاع في الشرق الأوسط وهو القضية الفلسطينية ولكن المقابلة الصحفية التي أجراها خلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة تحدث ترامب بالطريقة التي تنم عن انه لا يمانع في وجود دولتين أو دولة واحدة إذا توافقت عليها الاطراف وهذه الاجابة كان لها رد فعل سلبي ازاء المسئولين في المنطقة لأنهم يعتبرون وجود دولتين هو الحل المنطقي لانهاء النزاع في الشرق الأوسط وتصريحات ترامب التي تلت ذلك أكدت رغبته في احلال السلام في الشرق الأوسط. يوضح أبوزيد ان الولاياتالمتحدة أرسلت مبعوث خاص لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي وتحدث معه بشكل خاص عن المستوطنات الإسرائيلية لأن إسرائيل كانت قد بدأت تتوسع في إنشاء مجموعة من المستوطنات في القدس وهو الأمر الذي من شأنه عرقلة عملية السلام في المنطقة والتصريحات التي صدرت بعد ذلك تؤكد ان نتنياهو وغرينبلات مبعوث ترامب لشئون الشرق الأوسط لم ينجحا في التوصل إلي اتفاق فيما يتعلق بالبناء في المستوطنات وتم ارجاء اتخاذ القرار حول الموضوع وأكدت وقتها الولاياتالمتحدة انها لم تكن مرتاحة للتوسع في إنشاء المستوطنات ومع ذلك لا يبدو حتي الآن ان هناك نية علي الأرض لعمل خطوات في المستقبل لانهاء هذه القضية ولكن ما قيل علي لسان المسئولين الأمريكيين انه قبل نهاية العام سيتم عقد اجتماع فلسطيني إسرائيلي باشراف الرئيس ترامب وننتظر الخطوات التي ستتخذها الادارة الأمريكية لتحقيق شيء ملموس علي الأرض. تسوية شاملة ويوافقه الرأي السفير هاني خلاف يقول ان أهم الاحداث التي تمت خلال العام الأول من ادارة ترامب هي ارجائه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس وهو ما رأه المحللون وقتها انه تراجعا عن وعوده الانتخابية ولكنه كان يهدف من ذلك عدم اثارة القادة العرب وكان ذلك في يونيه الماضي ولكنه علي الرغم من ذلك في ديسمبر 2016 وخلال اجتماع في مجلس الأمن في نهاية عهد الرئيس أوباما صوت فيه مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع قرار يعتبر تاريخيا يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وصوت لصالح القرار 14 دولة فيما امتنعت الولاياتالمتحدة عن التصويت دون ان تستخدم حق الفيتو عبر وقتها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن رفضه لعدم استخدام واشنطن لحق الفيتو تجاه قرار أممي يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ووقتها أجريت اتصالات بين المسئولين في ادارة ترامب والمسئولين المصريين وتم الاتفاق علي ضرورة اتاحة الفرصة للادارة الأمريكية الجديدة للتعامل مع القضية الفلسطينية لتحقيق تسوية شاملة وربما الزيارات العدة التي أجريت بين المسئولين في مصر والولاياتالمتحدة كان لها اثر كبير في ذلك. يوضح خلاف انه إذا نظرنا لقرارات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن التراجع الأمريكي عن الاتفاق النووي مع ايران نجد انه بذلك يستعدي ايران ويجعل حركتها أكثر عصبية في المنطقة أما بالنسبة لمواقفه تجاه كوريا الشمالية فمن المتوقع ألا يكون لذلك تأثير كبير علينا بخلاف المقاطعة المطلوبة دوليا لكوريا الشمالية لمساندة الولاياتالمتحدة في قراراتها ومن غير المتوقع نشوب حرب بين الدولتين في ظل التهديدات المتبادلة بين الجانبين ولكنه علي العموم تهديد موجه لروسيا والصين. ارتباك وعدم وضوح الرؤية تري الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية ان سياسة الرئيس الأمريكي ترامب اتسمت خلال العام المنصرم بالارتباك وعدم وضوح الرؤية وكان العامل الاقتصادي الدافع الرئيسي للكثير من خطواته في منطقة الشرق الأوسط وهو ما كان له انعكاسات خطيرة علي المنطقة وعلي الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها ضاربة المثل بموقفه من الأزمة القطرية وعدم اتخاذ موقف حاسم وتستكمل ان موقف ترامب تجاه مصر أفضل حالا من سابقه أوباما ولكنه مقتصر علي الدعم اللفظي كتصريحات مساندته للقاهرة في مواجهتها للإرهاب ولكنها لم تترجم علي أرض الواقع من خلال خطوات فعلية. تعزيز العلاقات مع القاهرة ويعتبر الدكتور حسن سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان تقييم سياسات أي رئيس لابد ان تشمل فترة حكمه بالكامل لكن المؤشرات تؤكد وجوب تقارب بين الرئيس الأمريكي ترامب والمصري عبدالفتاح السيسي قد يكون دافعه الرئيسي حرص الادارة الأمريكية علي تعزيز العلاقات الاقتصادية مع القاهرة والتي تشهد اصلاحات اقتصادية كما ان ترامب وضع حدا للتدخل الأمريكي في الشأن المصري وان كانت بعض اجنحة الادارة الأمريكية تحاول الضغط علي مصر مثل اثارة ملف حقوق الإنسان. ويتابع د.سلامة ان ترامب مهتم بالشأن الداخلي الأمريكي وكونه رجل أعمال في المقام الأول فهي تسيطر عليه هذه الشخصية وتؤثر علي تعاملاته ازاء السياسات الخارجية للولايات المتحدة.