شريف عبد الحميد أشجان محمود أحمد توفيق يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة إلي باريس خلال الاسبوع الجاري يلتقي خلالها بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيث يعقد الرئيسان قمة ثنائية بقصر الاليزيه. ومن المنتظر ان يبحث الرئيسان سبل تعزيز التعاون الوثيق بين البلدين في مجالات مختلفة سواء السياسية او الاقتصادية او العسكرية بالاضافة الي القضايا الاقليمية والدولية وفي مقدمتها مكافحة الارهاب. التقت "الجمهورية" الدبلوماسيين والسياسيين الذين أكدوا علي أهمية زيارة الرئيس السيسي لباريس وانها تفتح آفاقا واسعة للتعاون في كافة المجالات وان الزيارة تتم علي قاعدة من العلاقات الطيبة بين البلدين القابلة للنمو والتي يسودها تفاهم واحترام متبادل. في البداية قال السفير نبيل بدر رئيس الجمعية المصرية للامم المتحدة السابق ان زيارة الرئيس السيسي لفرنسا بصفة خاصة هي زيارة ذات اهمية خاصة وهذا التقدير ينبني علي الظروف الدولية التي تحيط بالزيارة ثم الموقف في المنطقة العربية وفي منطقة المتوسط التي تجمعنا مع فرنسا وهي محل اهتمام مشترك . وكذلك علي مستوي العلاقات المصرية الفرنسية سواء بالنسبة لخلفياتها وما تمثله من اساس مهم يمكن البناء عليه او ايضا للموقع المتميز لفرنسا في اطار الاتحاد الاوروبي في المرحلة الحالية هي والمانيا خصوصا بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد . الملف الثنائي واضاف ان الملف الثنائي بين مصر وفرنسا حافل بالامكانيات فالموضوع الاقتصادي والاستثمارات المشتركة متاحة ومفتوحة وقد تصل الاتصالات الي اسهام فرنسي في مشروعات كبري مثل مشروع المترو. اما العلاقات الثقافية فهي علاقات تاريخية تحتاج الي مزيد من الدعم مرحب به من كلا الطرفين. واشار الي ان اوجه العلاقات الثنائية الاخري في المجال العسكري والبحث العلمي والتعاون الزراعي مفتوحة ومتاحة ولاشك ان لمصر ملفات جاهزة في هذه الامور. واكد ان هذه الزيارة تتم علي قاعدة من العلاقات الطيبة بين البلدين القابلة للنمو والتي يسودها تفاهم واحترام متبادل واعتراف فرنسي بالدور المصري الحيوي في المنطقة وقدرة مصر وضرورة تعزيز قدرتها دعما لهذا الدور . أوضح أن هناك قضايا مشتركة وفي مقدمتها محاربة الارهاب واهمية ان يتوصل الطرفان المصري والفرنسي الي رؤية مشتركة تحدد اطارا عالميا يمكن العمل من خلاله فلا يمكن القبول بمجرد ادانة عامة للارهاب بينما الواقع قد يتناقض او يشكك في مدي جدية هذا التناول بل في ظل مصلحة مشتركة تجمع بين الجميع وتعاني منها مصر وفرنسا فينبغي الاتفاق علي صيغة عالمية يمكن من خلالها المتابعة والتقييم وايضا فرض الجزاءات الدولية في حال ثبوت تورط اطراف في اعمال منافية لدعاوي مكافحة الارهاب. أشار إلي أن هناك قضايا اخري مثل موضوع المناخ العالمي واتفاقيته ورئاسة مصر للمجموعة الافريقية في موضوع الحفاظ علي المناخ . والتطورات في الموقف الامريكي التي وصلت الي حد رفض الاتفاقية واهمية تنسيق الجهود بما يتفق ومصلحة الطرفين والصالح العالمي. وهناك بالتاكيد قضايا مثل الهجرة غير الشرعية وما يمكن ان يحققه التنسيق المصري الفرنسي سواء في جانبه التعرضي او في دعم اقتصاديات الدول المصدرة لهذه الهجرات الي اوروبا وتعاني منها فرنسا وغيرها. وقال انه وفي الاطار القريب بالنسبة لمشاكل المنطقة والجوار المتوسطي فهناك اهمية التنسيق المصري الفرنسي في التطورات داخل ليبيا موضحا ان فرنسا كانت قد دعت للقاء ضم المشير خليفة حفتر ورئيس الحكومة الليبية فايز السراج واتفق علي خطة للعمل بما في ذلك اجراء انتخابات في ليبيا . مؤكدا علي فاعلية الدور الذي تلعبه مصر في هذا الملف وعلاقاتها بالاطراف كلها وسعيها الي تجميع القوي الليبية بما يمهد الطريق لاعادة بناء ليبيا الموحدة والقادرة علي استعادة عافيتها الاقتصادية والسياسية وايضا مكافحة الارهاب. اضاف ان القضية الفلسطينية وهي القضية المركزية فلفرنسا موقف يتبني تنظيم مؤتمر دولي بحكم ان قوة الدفع الامريكية لم تحقق السلام المنشود انما هذا الجهد لا يتعارض مع الجهد الامريكي بل يرحب بمشاركة امريكية نشطة . موضحا ان استمرار القضية دون حل غير ممكن ويعرض السلم والامن الدوليين للخطر فضلا عن عدم امكان ارجاء القضية الي ما لا نهاية. أشار إلي أن الملف السوري يحتاج الي نقاش اكثر تفصيلا فمصر تلعب دورا في الوقت الحالي. والتقريب بين الاطراف يعني ان المرحلة القادمة تستدعي وضع اساس مشترك يمكن ان يدرسه الطرفان المصري والفرنسي خصوصا المرحلة الانتقالية ومكوناتها وقد طرأت تطورات علي الموقف الفرنسي في اتجاه التعامل مع الواقع الموجود علي الارض والحكومة السورية خلال المرحلة الانتقالية. اوضح ان مشاكل المنطقة بصفة عامة ايضا تتعرض للتدخلات الايرانية والتركية ومناقشة الرؤية المصرية الفرنسية في هذا الشأن. الاصلاح الاقتصادي ومن جانبه أكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن زيارة الرئيس السيسي إلي فرنسا لها عدة أهداف من بينها التعرف علي الرئيس الفرنسي الجديد وان يكون هناك حوار مباشر معه واستعراض التطورات في مصر سواء خطة الإصلاح الاقتصادي أو مكافحة الإرهاب أو المشروعات المقامة علي محور قناة السويس ودعوة فرنسا للمشاركة فيها ودعم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين والعمل علي زيادة تدفق أعداد السائحين الفرنسيين إلي مصر ومناقشة التعاون في مجال الأثار والجانب العسكري خاصة بعد شراء مصر لعدد 2 حاملات طائرات هليكوبتر من فرنسا وفرقاطة وطائرات رافال. أضاف السفير رخا أن الرئيسين المصري والفرنسي سوف يناقشا موضوع مكافحة الارهاب . أوضح انه بالنسبة للقضايا الإقليمية فمن المتوقع أن يناقش الجانبان الملف الليبي خاصة أن هذه القضية تعتبر أمناً قومياً لمصر وبالنسبة لأوروبا فالملف الليبي له أهمية كبيرة لدي أوروبا كما أنه عقد منذ فترة لقاء بين الرئيس الفرنسي ماكرون والمشير خليفة حفتر ولكنه لم يسفر عن أي نتائج إيجابية لحل المشكلة الليبية . وبالنسبة للوضع في سوريا. قال السفير رخا ان فرنسا من ضمن دول التحالف الدولي ضد داعش وتعاني من الإرهاب علي أرضها كرد فعل علي مشاركتها في التحالف الدولي فمن المتوقع ان يناقش الجانبان مستقبل الحل في سوريا خاصة أن مصر بدأت التدخل في سوريا لتخفيف الاشتباكات في بعض المناطق في جنوبدمشق والبلدان متفقتان علي أن المشكلة في سوريا ليست متمثلة في الرئيس بشار الأسد ولكن في كيفية المحافظة علي وحدة الأراضي السورية . أوضح أن الملف اليمني أيضا سيكون محل نقاش بين الجانبين وكذلك الوضع في العراق وكيفية المشاركة في إعادة الإعمار في كل من العراقوسوريا وبالطبع سيكون للملف الفلسطيني نصيب هام من المباحثات بين الزعيمين خاصة أن فرنسا متفقة مع مصر في ضرورة حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. علاقات متميزة ومن جهته أكد السفير أحمد الغمراوي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن العلاقات المصرية الفرنسية متميزة علي جميع المستويات سواء السياسية أو الاقتصادية او التجارية او الثقافية او العسكرية وان البلدين تربطهما علاقات امتدت لسنوات طويلة. أضاف الغمراوي أن زيارة الرئيس السيسي إلي فرنسا تعد الأولي منذ تولي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطة والشعب الفرنسي مهتم كثيرا بهذه الزيارة وباستقبال الرئيس المصري والدور القيادي الذي يلعبه في رسم السياسات ووضع المرأة المصرية في مكانة بارزة وجعل لها دوراً قيادياً يماثل المرأة الفرنسية واهتمامه بفئة الشباب ووضع القوانين التي تؤهل الشباب لإشراكه في الحكم المحلي وعمل المؤتمرات الخاصة بالشباب لتحفيزه وتأهيله والتعرف علي مشاكله. أوضح الغمراوي ان اللقاء المرتقب بين الزعيمين من شأنه أن يزيد التعاون بين الجانبين في كافة المجالات خاصة العسكرية والاقتصادية بالإضافة إلي التعاون في المجال البرلماني والتعليم خاصة أن فرنسا لديها تأثير مهم في الثقافة ومصر بها الكثير من المدارس الفرنسية وهناك خريجون كثر تعلموا في جامعات فرنسية ومنهم د. بطرس غالي وغيره ممن احتلوا مراكز قيادية في مصر والعالم. وحول الموقف الفرنسي من القضايا العربية قال الغمراوي أن فرنسا تؤيد بشدة القضية الفلسطينية وبالنسبة للأوضاع علي الساحة العربية فإن فرنسا تنأي بنفسها عن هذه المشاكل خاصة أنها تأثرت بالإرهاب ومهتمة بالتعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب وترغب في الاستفادة من الخبرات المصرية في هذا المجال خاصة أن مصر هي أول من رفعت راية مكافحة الإرهاب. وعانت فرنسا من الإرهاب بشدة في الفترة الأخيرة . أوضح ان الرئيس الفرنسي السابق شارك في افتتاح قناة السويس الجديدة. وانضمت قطع عسكرية فرنسية حديثة للاسطول وشاركت قطع عسكرية بحرية فرنسية في استعراضات مصرية . ومن جانبه قال السفيرابراهيم الشويمي مساعد وزير الخارجية الاسبق ان زيارة الرئيس السيسي لباريس مهمة رغبة في استمرار العلاقة المتميزة بين البلدين. أضاف أن مصر تربطها بفرنسا علاقات جيدة خاصة وان فرنسا كان لها موقف متميز في الاتحاد الاوروبي منذ 30 يونيو . اشار الي ان هناك تعاونا مصريا فرنسيا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية . تنسيق مصري فرنسي وشدد علي ان هناك تنسيقاً مصرياً فرنسياً في موضوع مكافحة الارهاب وان فرنسا عانت من الارهاب مشيرا الي ان التنسيق معها امر مهم جدا لمكافحة هذه الظاهرة التي تهدد العالم . مصالح مشتركة ومن جهته يقول الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان مصر وفرنسا تربطهما علاقات قوية وزيارة الرئيس السيسي المرتقبة لباريس هي الاولي بعد تولي ماكرون لمقاليد السلطة وتتسم بأهمية كبيرة حيث تتولي فرنسا والمانيا قيادة الاتحاد الاوربي في المرحلة القادمة لذا لابد من تعزيز العلاقات معهما لتحقيق المصالح المشتركة موضحا ان القاهرةوباريس لديهما تعاون مشترك في ملف مكافحة الارهاب وعدد من الملفات الدولية والاقليمية . ويتابع : ان تعزيز العلاقات بين البلدين ترجم في صفقات عسكرية ساهمت في دعم القوات المسلحة وقد شارك الرئيس السابق في حفل افتتاح قناة السويس مما يعكس متانة وقوة هذه العلاقات متوقعا ان يناقش الرئيسان ملف القضية الفلسطينية وخاصة ان باريس عقدت مؤتمرا حول السلام وتحاول احياء المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وهو ما تسعي اليه مصر ايضا لذلك لابد من وجود تنسيق. ويستكمل: من المتوقع ايضا مناقشة الملف الليبي والسوري فمصر ممثلة للشرق الاوسط ولها رؤي واضحة لحل الازمات وتسعي للتنسيق مع فرنسا لايجاد تسوية للازمات. ومن جانبها تري الدكتورة نهي بكر استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية ان فرنسا من اوائل الدول الداعمة لثورة 30 يونيو وهي عضو مؤثر في الناتو والاتحاد الأوروبي وتعزيز العلاقات معها يخدم مصالح مصر ويساهم في حل الكثير من ازمات المنطقة مشيرة الي ان اهم الملفات التي قد تطرح خلال الزيارة هي قضايا منطقة المتوسط ففرنسا ومصر أعضاء في الاتحاد من اجل المتوسط سواء مواجهة الجريمة المنظمة او غيرها من القضايا التي تهم الطرفين.