أنهي منتخب مصر للكرة الطائرة سيدات مشواره في بطولة كأس الأمم الأفريقية رقم 18 والمقامة بالكاميرون في المركز الثالث وحصل علي الميدالية البرونزية أمس الأول وهي نتيجة تعتبر مكسبا وخسارة في نفس الوقت بعد غياب لمنتخبنا عن البطولة القارية في النسخة الماضية عام 2015. حصل منتخب مصر علي الميدالية البرونزية بعد تغلبه علي السنغال الحصان الأسود للبطولة 3-0 بنتائج 25-20 و25-19 و25-23 بينما حقق المنتخب الكاميروني اللقب لأول مرة في تاريخه بالرغم من أنه من أكثر دول القارة مشاركة حيث تغلب علي كينيا ملوك اللعبة في القارة "9 القاب قارية من 18" بثلاثة أشواط نظيفة جاءت نتيجتها 25-22 و25-19 و29-27 ليعلن الفريق عن عصر جديد للكرة الطائرة للسيدات في السنوات الأخيرة بعد وصول الفريق لبطولة العالم 2014 في إيطاليا ثم تأهله ممثلا لقارة أفريقيا في الدورة الأوليمبية الماضية في ريو دي جانيرو 2016 وأخيرا حصوله علي أول لقب أفريقي. وحتي لا يكون الكلام محبطا نبدأ بالإيجابيات التي تحققت وأولها عودة الطائرة النسائية علي الأقل بين فرق القمة في القارة بعد أسوأ فترة مرت بها اللعبة في السنوات الأخيرة بداية من الابتعاد عن اللقب منذ عام 2003 أي 14 سنة كاملة ومرورا بأسوأ ترتيب للمنتخب عبر تاريخه باحتلال المركز الخامس بين 6 منتخبات لعبت في البطولة التي أقيمت في نيروبي عام 2013 وأخيرا الانسحاب من بطولة 2015 وهو الأمر الذي أبعد الكرة الطائرة تماما عن المنافسة. الجيل الحالي أعاد علي الأقل بريق اللعبة في الشهور القليلة الماضية وكانت الإنطلاقة بالصعود غير المتوقع الي نهائي التصفيات الأوليمبية في نفس الصالة بمجمع الألعاب في العاصمة الكاميرونية ياوندي العام الماضي ولولا عدم التوفيق لوصلت مصر للأولمبياد ثم بالعودة للمربع الذهبي بين الكبار في البطولة الأخيرة. الايجابية الثانية هي إنخفاض معدل أعمار اللاعبات وهي مشكلة مزمنة اجتماعية لدينا بقصر عمر اللاعبات وبخاصة بعد الزواج لذلك فإن انخفاض معدلات الأعمار يمنح الفرصة علي الأقل لعناصر الفريق الحالي بالبقاء لأطول فترة ممكنة. واكتسب الفريق الحالي خبرات اللعب في أجواء جماهيرية مشحونة باعتبار أن أغلبهن خضن اللعب في كل منتخبات الناشئات والشابات وبالتالي كان أغلب لاعبي الفريق الحالي ضمن تشكيلة منتخب الشابات تحت 23 سنة في سوفينيا الشهر الماضي. ... وسلبيات أما عن السلبيات فهي جديرة بالذكر في المرحلة الحالية بعد تشكيل مجلس إدارة جديد للاتحاد حتي يقف عندها المجلس الجديد في محاولة للنهوض باللعبة بعد أن تأثرت كثيرا بالمنتفعين في السنوات الأخيرة. المنتخب الحالي لم يستعد الإعداد الجيد بل كان بلا أب لأن أعضاء الاتحاد السابق لم يكن لديهم الوقت للقيام بدورهم في الإعداد الجيد للفريق لسبب بسيط أنهم قضوا شهورا في التفكير في الانتخابات وفي جولاتها التي لا تنتهي ونسوا تماما دورهم الأساسي في قيادة اللعبة فكان سوء الإعداد سببا في عدم تحقيق أهداف الفريق من البطولة. ورغم الحصول علي البرونزية التي تعتبر أفضل مركز يحققه المنتخب منذ الحصول علي اللقب قبل 14 عاما إلا أن الأهداف المطلوبة للبطولة لم تتحقق وكانت في الكاميرون مزدوجة وهي إما تحقيق اللقب أو علي الأقل التأهل صمن منتخبين أفريقيين الي نهائيات بطولة العالم في اليابان العام القادم. ولكن الهدفين لم يتحققا بعد الحصول علي المركز الثالث. وسلبية أخري هي عدم وجود بدائل بالفريق بسبب الضعف الشديد للمسابقات المحلية وهي تحتاج الي نسف شامل من الاتحاد الجديد برئاسة خالد ناصف لأن مسابقاتنا التي لا توجد بها منافسة الا بين ناديين علي الأكثر لا تنجب أبطالا وهو الأمر الذي ظهر جليا بابتعاد مريم متولي للاصابة وندي معوض للدراسة في أمريكا ولم تكن البديلات علي نفس المستوي. الأمر الخطير أيضا هي المجاملات التي أصبحت بالجملة ليس فقط في هذا المنتخب ولكن في كل المنتخبات تقريبا ولن نذكر هنا أمثلة حرصا علي مستقبل اللاعبات ولكن يكفي أن نعلم بأن أولوية الاختيارات هي للقرابة والمعرفة بفلان أو فلان من أعضاء الاتحاد ولم تعد الأولوية للقدرات الفنية للاعبات ناهيك عن دخول فترة الانتخابات والتي دائما ما تنهار معها كل المبادئ ولو تكررت تلك الأمور سنضطر لكشفها علي الرأي العام. المشاكل الفنية أيضا كان لها دور كبير وعلي رأسها عدم استغلال القدرات الفنية وبخاصة في الاستقبال وهي المهارة الأساسية التي يبدأ بها تنظيم الهجوم المبكر لأن فرق السيدات عندنا إن لم تستغل هذه الميزة ستكون العناصر البدنية والقوة العضلية لصالح الأفارقة. وأخيرا لا يمكن أن ننكر دور الجهاز الفني والإداري وهو وإن كان قد بذل قصاري جهده فإن بعض القرارات الفنية في الأوقات الحساسة من المباريات كانت كافية بتغيير النتيجة وبخاصة أن العودة للمنافسة علي اللقب الأفريقي لابد أن يمر بالفوز علي كينياوالكاميرون وهما أقوي المنتخبات الأفريقية الآن في القارة لذلك خسر أمامهما منتخب مصر ولم يحقق اللقب.