يحمل يوم الثامن من أكتوبر. الذي يوافق المواجهة المرتقبة لمنتخبنا القومي مع ضيفه منتخب الكونغو في التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم المقررة بروسيا العام المقبل. ذكري طيبة مازالت عالقة بأذهان الجماهير المصرية رغم مرور 28 عاماً علي أحداثها. ففي مثل هذا اليوم من عام 1989. في الساعة السابعة مساء "نفس توقيت مواجهة الكونغو". كانت الجماهير المصرية تقف علي أطراف أصابعها وهي تتابع أمام شاشات التليفزيون لقاء منتخبنا القومي مع مضيفه المنتخب الجزائري في ذهاب الدور الأخير للتصفيات المؤهلة لمونديال إيطاليا .1990 نجحت الكتيبة المصرية التي كان يقودها المدير الفني الراحل محمود الجوهري في ذلك الوقت في اقتناص تعادلاً سلبياً بطعم الفوز من أنياب منتخب الجزائر. الذي كان يضم وقتها أفضل نجوم الكرة في القارة السمراء في مقدمتهم الثنائي رابح مادجر والأخضر بللومي. وهو ما سهل من كثيراً من مهمة منتخبنا القومي في لقاء العودة الذي جري باستاد القاهرة يوم 17 نوفمبر من نفس العام. الذي شهد فوز منتخب الفراعنة بالهدف الشهير الذي سجله النجم حسام حسن. ليغتال أحلام منتخب الجزائر في الصعود للمونديال للنسخة الثالثة علي التوالي. جاءت إقامة موعد مباراة الكونغو. التي ربما ستكون حاسمة في تأهل المنتخب المصري للمونديال للمرة الثالثة في تاريخه. في ذكري مباراة الجزائر. لتجعل الجماهير المصرية تشعر بقدر كبير من التفاؤل حول قدرة الفريق في تحقيق نتيجة إيجابية أخري أمام الكونغو. ربما ينتزع منتخبنا القومي. الذي يتصدر المجموعة الخامسة بالتصفيات برصيد تسع نقاط. بطاقة التأهل للمونديال الروسي حال فوزه علي نظيره الكونغولي. متذيل الترتيب برصيد نقطة واحدة. والذي تلاشت آماله في الصعود. شريطة تعثر منتخب أوغندا. صاحب المركز الثاني بسبع نقاط. في لقائه مع ضيفه المنتخب الغاني. الذي يحتل المركز الثالث بخمس نقاط. يوم السبت المقبل. تستعرض "الجمهورية" ذكريات نجوم منتخبنا السابقين الذين خاضوا المباراة التي جرت بمدينة قسنطينةالجزائرية. حيث قدموا روشتة النجاح للجيل الحالي لمنتخب الفراعنة الذي يسعي لتكرار إنجازهم الخالد الذي تحقق منذ 28 عاماً. ربيع ياسين: تصفيات 90 و2018 متشابهة.. ولا بديل عن التأهل أكد ربيع ياسين نجم جيل التسعينيات أن ذكريات تأهل المنتخب لمونديال إيطاليا حملت الكثير من المواقف التي تشابه الذكريات التي يمر بها منتخب مصر قبل مواجهته المرتقبة مع الكونغو. أضاف أن منتخب 90 كان لديه مباراة فاصلة مع الجزائر.. مؤكداً أنه شاهد اهتماماً غير مسبوق من الجميع بداية بالدولة وبالدعم الكبير الذي كان يلقاه المنتخب من المسئولين بتسهيل كل الأمور أمامه وهو ما يحدث الآن.. وأضاف أن تدريبات الفريق كان يحضرها أعداد غفيرة وغير مسبوقة لدعم اللاعبين بالاضافة إلي تأكيده علي دور الإعلام في بث الثقة في نفوس اللاعبين ومنحهم الطاقة الإيجابية. مشيراً إلي أنه كان هناك رغبة من جميع اللاعبين من أجل تحقيق الحلم الذي كان ينتظره الملايين. وأوضح أنه ينصح لاعبي المنتخب قبل مواجهة الكونغو بالتحلي بالتركيز والهدوء والثقة.. مشيراً إلي أن الفريق أمامه فرصة ذهبية خاصة أن مستقبله يتحدد بأقدامه وليس بأقدام الآخرين. الكاس ينصح نجومنا: إياكم والاستهتار العبوا للفوز علي الكونغو دون النظر لغاناوأوغندا عادت الذكريات مع الكابتن أحمد الكاس صاحب الأداء الراقي مع المنتخب عندما قال.. كان هدفنا واضح تماماً وهو الوصول لكأس العالم.. وعندما عرفنا أننا سنواجه منتخب الجزائر بدأ الكابتن الجوهوي رحمه الله يعدنا نفسياً كما قام بتحفيظنا أداء المنتخب الجزائري وأسلوب لعبه. وعندما وصلنا إلي المطار هناك تم استقبالنا بشكل رائع.. لكن في أول مرة لنا بقسنطينة حضر حوالي 5 آلاف مشجع جزائري وأخذوا يسخرون منا كنوع من الإرهاب للتأثير علي معنوياتنا فقام الكابتن الجوهري بجمعنا وقال.. أحسن شئ فعلوه أنهم فتحوا الأبواب للجماهير لكي تتعودوا علي الوضع الذي سيقابلكم في المباراة.. وهنا يصبح من المهم أن تتماسكوا في أول ربع ساعة وتفرضوا أسلوب لعبنا. وقال الجوهري هنا سوف تكتسبون المزيد من الثقة ويتوقف الجمهور وقد ينقلب علي فريقه.. لابد أن نتكيف مع هذا الوضع. وبالفعل بدأنا المباراة بالسيناريو الذي وضعه الكابتن الجوهري وتجاوزنا رهبة وحمي البداية وكنا الأفضل وأضعنا فرصاً للتسجيل. وقال.. لقد رفض الكابتن الجوهري وقتها اقامتنا في فندق 5 نجوم وطلب الإقامة بفندق صغير.. وبالفعل توجهنا لفندق بعيد لكن أصوات الجماهير ظلت تطاردنا وسرعان ما تعودنا عليها. لقد قام الكابتن الجوهري بتحفيزنا والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة وكأننا محترفون حتي موضوع التغذية واختيار أنواع الأكل وتفتيش الغرف.. كما كان يجمعنا الحب والترابط الذي كان ينعكس بشكل ايجابي علي أداء المنتخب في الملعب. وعن النصائح التي يقدمها الكاس لمستر كوبر واللاعبين قال.. لابد من احترام الفريق المنافس تماماً حيث لا مجال للاستهتار حتي لو كان يتذيل المجموعة لأن عواقب الاستهتار وخيمة.. صحيح قد نكون قلقين علي النتيجة.. لكن التركيز التام علي مباراة الكونغو بصرف النظر إلي ما ستسفر عنه مباراة أوغنداوغانا هو الطريق للوصول إلي المونديال. ولعلنا نأخذ العبرة عندما استهتر منتخب غانا بنظيره الكونغولي فتعادل معه وكاد يخسر.. فكرة القدم لا تعرف المستحيل.. ونحن أمام عبر كثيرة أقربها الأهلي الذي تجاوز الترجي في تونس بعد تعادله في برج العرب.. وأيضا فوز برشلونة علي باريس سان جيرمان بالستة بعد أن خسر بالأربعة في لقاء الذهاب. أتمني أن يفعل كوبر الطريقة الوحيدة التي يلعب بها وهي 4/2/3/1 ويمنح اللاعبين المزيد من الحرية وفق الانضباط التكتيكي.. فهو الأدري بلاعبيه وقدراتهم. واختتم الكاس كلامه قائلاً.. نحن قريبون بفضل الله ثم احترامنا للمنافس وتركيزنا الكامل.. فالكرة في ملعبنا ومصيرنا في أيدينا ولا يجب أن نتركه في أيدي الآخرين. جمال عبدالحميد يسترجع الذكريات: حصلنا علي 20 ألف جنيه مكافأة التأهل أطالب كوبر برأس حربة صريح.. واحترام الخصم لا تزال الذكريات عالقة في أذهان الجيل المونديالي والشارع المصري.. وفي هذا السياق يقول جمال عبدالحميد كابتن المنتخب في مونديال إيطاليا ..90 ذهبنا للجزائر ونحن نعلم أننا نواجه منتخباً قوياً يضم أفضل لاعبي القارة السمراء علاوة علي حظوظ منتخبات شمال إفريقيا في المواجهات مع منتخبنا.. وفي نفس الوقت كان الإصرار يغلفنا من كل جانب علي الوصول لكأس العالم مهما كانت التضحيات والعقبات.. ولم يغب اسم مصر عن أعيننا ولا إسعاد الجماهير التي تتشوق الوصول لكأس العالم.. فكان التركيز لدي اللاعبين في أعلي مستوي له لدرجة أن جماهير الجزائر واللاعبين فوجئوا بالمستوي الذي ظهر عليه المنتخب.. بل وكنا الأفضل في مباراة قسطنطينة وأضفنا فرصاً ترتقي إلي أهداف رغم انتهاء المباراة بالتعادل السلبي. ويقول كابتن مصر أيضا.. لم يكن بيننا في ذاك الوقت يوم 8 أكتوبر عام 1989 لاعب واحد محترفاً لكن الفريق كان يتمتع بالأداء الجماعي والتجانس والانسجام بين خطوطه وأيضا اللياقة البدنية العالية والتحضيرات النفسية التي كان يهتم بها الكابتن محمود الجوهري رحمه الله.. فكان التعادل خارج ملعبنا بمثابة المفتاح السحري لوضع قدم لنا في المونديال حيث هيأ لنا السبل لكي نحقق الفوز باستاد القاهرة يوم 17 نوفمبر في حضور أكثر من 120 ألف متفرج داخل الاستاد ومثل هذا ذا العدد خارجه. وأتذكر أيضا أننا حصلنا علي شهادة استثمار المجموعة "ب" بمبلغ عشرين ألف جنيه مكافأة الوصول للمونديال.. يتم صرفها بعد ستة أشهر.. ولم نحصل علي أي مكافآت بعد التعادل مع هولندا وأيرلندا في المونديال. وعن النصائح التي يقدمها جمال عبدالحميد للجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر واللاعبين قال.. أول شيء يجب أن يعلم الجميع أننا محظوظون بإقامة مباراة غاناوأوغندا قبل لقاءنا بالكونغو.. وبالتالي لو فازت غانا أو تعادلت نحتاج إلي الفوز بأي نتيجة لتحقيق الحلم والوصول لكأس العالم بصرف النظر عن نتيجة مباراة الجولة الأخيرة أمام غانا. لذلك أتمني من مستر كوبر أن يلعب بطريقة متوازنة بعيدة عن الدفاع الكامل والهجوم غير المحسوب.. وأيضا يلعب برأس حربة صريح. وعن أوجه التشابه بين جيل 90 والجيل الحالي أقول.. إن شهر أكتوبر هو شهر الانتصارات "وشه" حلو علينا.. في 1989 قطعنا نصف المشوار للمونديال وفي 8 أكتوبر 2017 سوف نقطع المشوار كله بإذن الله ونصل كأس العالم بروسيا.