واصل المؤتمر الدولي للسياحة الدينية فعالياته بمحافظة جنوبسيناء تحت شعار "سانت كاترين.. ملتقي الأديان السماوية.. هنا نصل معا" والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وبحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور خالد العناني وزير الاثار واللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء ولفيف من السفراء ورجال الدين من مختلف انحاء العالم. بدأت فعاليات اليوم الثاني بمدينة سانت كاترين بمشهد استطاع به مؤتمر السياحة الدينية أن يجسد شعاره "هنا نصلي معا" وذلك من خلال صلاة الجمعة حيث اتجه المسلمون إلي مسجد الوادي المقدس وصلي المسيحيون في كنيسة سانت كاترين. أدي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صلاة الجمعة امس في مسجد الوادي المقدس بمدينة سانت كاترين جنوبسيناء. قال جمعة في الخطبة تحت عنوان "الإسلام دين السلام والإنسانية" من أرض السلام ومن الوادي المقدس نبعث رسالة إلي العالم نؤكد فيها أن ديننا هو السلام وأن رسولنا هو رسول السلام وأن تحية الإسلام هي السلام مشيرا إلي أنه رفعة للسلام جعله الله عز و جل اسما من اسمائه الحسني فهو السلام. اضاف أن الدين الإسلامي هو دين الإنسانية للعيش المشترك بين البشر دون تمييز بين عرق أو طائفة أو ديانة أو جنس مشددا علي ضرورة أن تكون النظرة إلي الإنسان نظرة بعيدة تماما عن التمييز بين شخص وآخر علي أي اساس من اسس التفرقة بل تكون نظرة إنسانية متساوية لأن الأب واحد هو آدم والام واحدة هي حواء. أشار إلي أن الإسلام علم الامة ان تؤمن بالتنوع بين البشر كسنة من سنن الحياة في الارض موضحا أن الدين الإسلامي هو دين قبول الاخر والتنوع بين البشر والرقي واحترام البعض واكد ان ارض الوادي المقدس وما يتواجد بها من تلاحم بين المآذن والكنائس يؤكد سماحة الدين الإسلامي مشيرا إلي أن ملتقي الاديان هو دليل علي السلام والتسامح وقبول الاخر وطيب الارض المصرية. شدد الدكتور جمعة علي ضرورة احترام الحضارة الإنسانية مشيرا إلي أن الفتوحات الإسلامية كانت تحترم وتحافظ علي الحضارة الإنسانية لأنها شاهد علي حضارات الامم ولفت وزير الاوقاف إلي أن الإنسانية السوية هي اساس الانسانية التي دعا لها الاسلام بعيدا عن التطرف والتعصب والشواذ أيضا مؤكدا أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال وشدد علي ضرورة مواجهة التطرف بأشكاله كافة وخصوصا الشواذ والمفسدين لأنهم افسدوا الطبيعة الإنسانية. وقد اشار وزير الاوقاف في خطبته إلي أن من يعمل علي افساد الانسانية عبر تدمير الفطرة الانسانية في إشارة إلي ما يقترفه الشواذ من موبقات ومحاولاتهم نشرها في المجتمعات مؤكدا أن عقاب الله قادم لهم لا محالة لأنهم يعيثون في الارض فسادا. وقد ذكر الدكتور جمعة بالعديد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تدل علي سماحة الإسلام وضرور الاحترام في التعامل بين البشر والبعد عن نشر التطرف والتعصب والشذوذ بكل أنواعه وفي نهاية الخطبة دعا الدكتور جمعة لمصر بالأمن والامان وان يعم السلام والاستقرار مصر وسائر بلدان العالم. وبعد صلاة الجمعة اتجه الجميع إلي الكنيسة في مشهد بعث رسالة للعالم أجمع ان مصر بلد الأمن والامان وان الدين الاسلامي دين المحبة والتسامح حين عانق وزير الاوقاف محمد مختار جمعة الانبا دميانوس مطران دير سانت كاترين مؤكدا أن القدسية الموجودة في هذا المكان لم تحدث لأي مكان اخر بما في ذلك بيت الله الحرام. فجاء التقديس الذاتي بالتجلي فالبقعة الوحيدة علي الكرة الارضية التي خلقها الله وكلم البشر متجسدين في شخص سيدنا موسي عليه السلام. اضاف جمعة أن هذا المكان جاء مقدسا بالخلق حيث قال الله عز وجل مخاطبا سيدنا موسي "أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوي". مشيرا إلي أن هذا المؤتمر رسالة واضحة لدحض الإرهاب وارسال رسالة طمأنة للسائحين في جميع دول العالم بأمن وامان المقصد السياحي المصري الذي يحظي بمقومات عديدة وانماط متنوعة علي رأسها السياحة الديني. اشار وزير الاوقاف إلي أننا وطن واحد ونسيج واحد ولم يستطع أي عنصر يتكلم باسم الدين التفرقة بيننا أو تصدير اي صورة مغايرة لسماحة الدين الاسلامي. اكد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء أن تلك البقعة المطهرة لابد أن تشهد العديد من المشروعات التي تتناسب مع قدسية هذا المكان لتكون القبلة الأديان السماوية الثلاثة ولعل وجود المسجد والكنيسة هنا يعكس سماحة أرض سيناء بصفة خاصة وسماحة الشعب المصري بصفة عامة. مشيرا إلي أن المحافظة بالتعاون مع وزارات الأوقاف والاثار والسياحة سوف تقوم بالإعداد لعدد من المشروعات التي تحول الوادي المقدس كأكبر مزار للسياحة الدينية علي مستوي العالم يقصده جميع الاديان السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية. قال محافظ جنوبسيناء إن ذلك سوف يضاعف اعداد السائحين الوافدين إلي مصر عدة مرات ويحول الدولة المصرية إلي رمز للتعايش السلمي بين كافة الاديان كنسيج واحد في وطن واحد. من ناحية أخري اشاد المشاركون في ملتقي الاديان السماوية بما تملكه سيناء من اثار ومزارات دينية متنوعة ونادرة تؤكد التعايش السلمي بين اتباع الاديان السماوية علي ارض مصر علي امتداد كافة العصور جاء ذلك خلال الجولة السياحية التي قام بها وفود الملتقي من عدة دول عربية واجنبية لدير سانت كاترين وسط سيناء تلك المدينة التي تمثل الاديان السماوية بمشاركة وزير الاوقاف الدكتور محمد مختار جمعة والدكتور اسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب ومحافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة. اكد وزير الاوقاف في تصريح صحفي أن سانت كاترين تمثل قمة التسامح والتعايش بين الإنسانية جميعا وتؤكد عظمة الحضارة المصرية وان سيناء هي مهبط الاديان ومعبرا للأنبياء مشددا علي ان الشعب المصري نسيج واحد ولن يستطيع اي احد او جماعة إرهابية أن تنال من تماسك ووحدة شعب مصر الذي استلهم الوحدة بين ابنائه منذ آلاف السنين مبينا أن الاثار والمزارات في سيناء والتي تجمع بين المسيحية والإسلام ومنها دير سانت كاترين تؤكد ذلك التوجه من جانبه وجه اسامة العبد رسالة إلي العالم من دير سانت كاترين تؤكد ان مصر هي بلد الأمن والحضارة والتعايش بين كافة الحضارات والاديان مناشداً جميع دول العالم ان يأتوا إلي سيناء ليتعرفوا بأنفسهم علي تلك الحضارة التي توحد بين ابنائها وقام المشاركون في الملتقي بزيارة دير سانت كاترين والمسجد الفاطمي المجاور للكنيسة الاثرية للقديسة كاترين والشجرة المباركة. كما التقي وزير الاوقاف مع المطران انطونيوس المسئول عن دير سانت كاترين حيث اكد الجانبان وحدة ابناء الشعب المصري مسلمين ومسيحيين ورفضهم لكل اشكال الارهاب.