بكل صدق وأمانة ووضوح وجسارة.. ألقي الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة تاريخية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 72. وعندما يتكلم رئيس مصر.. يستمع العالم بكل اهتمام واحترام.. فمصر دولة قوية ذات موقع استراتيجي خطير يتحكم في قلب العالم.. صانعة السلام في منطقة الشرق الأوسط.. وفي الوقت نفسه. تواجه بمفردها مخاطر الإرهاب نيابة عن العالم أجمع. فيما تشق طريقها بثقة نحو التقدم والتنمية. محتضنة الأمة العربية كشقيقة كبري تتجه نحو الوحدة والتكامل.. وتقود في الوقت ذاته القارة الأفريقية السمراء نحو كلمة سواء وحل نزاعاتها الداخلية سلمياً. واستغلال ثرواتها بالشكل الأمثل الذي يعود علي أهلها بالخير والفائدة. بخبرة وحنكة واقتدار.. حدد الرئيس خمسة محاور رئيسية للخروج من الأزمات العنيفة والصراعات التي تهدد سلام العالم.. أول هذه المحاور: أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم علي مبادئ المواطنة والمساواة وسيادة القانون وحقوق الإنسان وتتجاوز محاولات الارتداد للولاءات المذهبية والطائفية أو العرقية أو القبلية. كما أن طريق الإصلاح يمر بالضرورة عبر الدولة الوطنية ولا يمكن أن يتم عبر انقاضها. وهذا هو جوهر سياسة مصر الخارجية. المحور الثاني: نداء للشعب الفلسطيني بعد أن نجحت مصر في توحيد صفوفه. أن يستغل الفرصة لقبول التعايش مع الآخر أي "الإسرائيليين" في أمان وسلام. وأيضاً نداء للإسرائيليين.. فمصر لديها تجربة رائعة معكم منذ أكثر من 40 سنة. يمكن أن تتكرر من أجل سلام وأمان الجميع. ثالثاً: لا يمكن تصور وجود مستقبل للنظام الإقليمي أو العالمي بدون مواجهة شاملة وحاسمة مع الإرهاب. لاستئصال جذوره.. وملاحقة من يدعمه ويموله ويوفر له منابر سياسية أو إعلامية أو ملاذات آمنة. المحور الرابع: أن القضاء علي جذور مسببات الأزمات الدولية ومصادر تهديد الاستقرار العالمي يمر بالضرورة عبر تفعيل مبدأ المسئولية المشتركة متفاوتة الأعباء بين أعضاء المجتمع الدولي لتضييق الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الدول المتقدمة والنامية. تعميق الثقة في مصر وعلي هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي عدة لقاءات مع زعماء دول العالم. من بينهم الملك عبدالله بن الحسين عاهل المملكة الأردنية ورئيس الوزراء الياباني شينزو أبي وسكرتير عام الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريس.. وغيرهم من قادة العالم. حيث تم بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والتعاون الثنائي. وسبل تسوية النزاعات الإقليمية الحالية. امتدت اللقاءات للرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس حيث تم التأكيد علي مواقف قبرص الداعمة لمصر في مختلف المحافل الدولية والإقليمية.. وبحث موقف المشروعات المشتركة بين البلدين. والتطورات الملموسة في إطار آلية التعاون الثلاثي مع اليونان. كما التقي الرئيس مع رئيس غانا: نانا أكوفوادو وبحث معه التعاون في شتي المجالات واتفقا علي عقد اللجنة المشتركة قريباً لتعميق التعاون المشترك. وحمل لقاء الرئيس مع رئيس رومانيا كلاوس يوهانسي عنوان "تشجيع الاستثمار" في ظل علاقات ثنائية متميزة وعميقة الجذور. عمرها 111 عاماً.. اتسمت بالتنسيق والتشاور وتفعيل اتفاقيات تعاون في مجالات التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات. وخلال اللقاء أعرب الرئيس الروماني عن تقديره لمصر ودورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب. وأشاد بما حققه من استقرار وتنمية. وفي لقاء المصارحة والمكاشفة.. استقبل الرئيس السيسي في مقر إقامته بنيويورك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. تناول اللقاء سبل إحياء عملية السلام. حيث أكد الرئيس السيسي الأهمية التي توليها مصر لمساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين. ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تقديره لدور مصر المهم في منطقة الشرق الأوسط وجهودها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار والسلام. قمة القمم وفي لقاء تاريخي الأربعاء الماضي التقي الرئيس السيسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. أتسم اللقاء بالود والحرارة وأعرب الرئيس الأمريكي خلاله عن تقديره لرئيس مصر. وأشاد بالعلاقات المتميزة بين البلدين. مؤكداً حرص بلاده علي تطوير هذه العلاقات. كما أكد الرئيس الأمريكي علي أهمية العمل علي تعزيز توافق الرؤي ودفع العلاقات بين البلدين بهدف تحقيق المصالح المشتركة للشعبين. ومن جانبه أكد الرئيس السيسي أهمية العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة. مشيراً إلي أهمية قيام الجانبين بالعمل الدؤوب والمستمر للحفاظ علي هذه العلاقات انطلاقاً من الاقتناع بمردودها الكبير والمهم علي مصالح البلدين. بالإضافة للتنسيق المستمر لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وفي مجال مكافحة الإرهاب لما يمثله من خطر داهم علي استقرار المنطقة. وقد أشاد الرئيس ترامب بنجاح مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. جذب الاستثمارات حرص الرئيس خلال تواجده في نيويورك علي استقبال عدد من رجال الأعمال. ومديري الشركات الأمريكية والعالمية وصناديق الاستثمار في عشاء عمل لتعزيز وتحفيز الاستثمارات الأمريكية بهدف تحقيق نقلة نوعية للاقتصاد الوطني. قال الرئيس خلال اللقاء: إن الشعب المصري تفهم القرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها للتعامل مع الاختلال الهيكلي المزمن في الاقتصاد المصري. بهدف توفير مستقبل أفضل. استعرض الرئيس خطط الحكومة للنهوض بالاقتصاد وتوفير مناخ جاذب للاستثمار. منوهاً بالمدن الجديدة ومحور تنمية قناة السويس وغيرها من المناطق اللوجستية والصناعية الواعدة في ضوء ما تتمتع به مصر من إمكانات كبيرة في توليد الطاقة من الشمس والرياح. فيما أعرب رجال الأعمال والمصارف الأمريكيون عن تقديرهم لما يجري في مصر من إصلاحات اقتصادية واسعة. معربين عن رغبتهم في دعم وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والولاياتالمتحدة. مصر.. في قلب الرئيس كشف حوار الرئيس السيسي مع الإعلامي الأمريكي شون هانيتي لقناة فوكس نيوز الأمريكية عن أن الإنسان المصري البسيط في قلبه. حينما قال بتأثر شديد: "لا لا يبقيني مستيقظاً بالليل سوي المواطن المصري البسيط. الذي نبذل الجهد لرفع مستوي معيشته. فلدينا 93 مليون نسمة علينا حمايتهم جميعاً". الحوار كان الثاني بين الطرفين. حيث عبر المذيع عن سعادته باللقاء الثاني بالرئيس. بعدما كانا قد التقيا من قبل عام 2015. تزنيت كلمات الرئيس بالصدق والوضوح. عندما أكد أن الحكومة المصرية تحترم مواطنيها ومثلما تهتم أمريكا بحماية مواطنيها فإن مصر تفعل نفس الشيء في المنطقة التي تشهد عدم الاستقرار وانتشار الأفكار المتطرفة. تناول اللقاء جهود مصر وتحقيقها نجاحات كبيرة في الحرب ضد الإرهابيين في سيناء. مشيراً إلي أن استئصال الإرهاب يتطلب وقتاً. لتواجد هؤلاء الإرهابيين وسط المدنيين. ووصف السيسي علاقة مصر بالسعودية ودول الخليج بأنها علاقة أخوة وليست صداقة. وردد أن "أمن الخليج من أمن مصر وأمن العرب من أمن مصر".. وأوضح أن واقع المنطقة يختلف مع الإمكانات.. ورغم ذلك فالعرب قادرون علي تحقيق أمنهم. تحدث الرئيس عن الشعب الليبي. فقال إنه يجب ألا يبقي هذا الشعب أسيراً للجماعات المتطرفة وأنه يجب دعم الأخوة في ليبيا عن طريق دعم الجيش الليبي. وعندما أشاد المذيع بدعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني. أوضح الرئيس أن هناك أيديولوجيات يتبناها البعض ونتج عنها ما نراه اليوم في العالم من إرهاب وتطرف. والتي تعتبر قراءة خاطئة للإسلام. والشر لا يتمثل في الفكر المتطرف فقط ولكن أيضاً في المنظمات المتطرفة. ويجب علينا أن نواجه ذلك في العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره. وحول ضرب الإرهابيين في ليبيا للثأر لمقتل 21 قبطياً هناك. قال السيسي: "نحن كقيادة مصرية مسئولة عن شعب بأكمله لم يكن بمقدورنا أن يغمض لنا جفن وأن نترك تلك الليلة تمر بدون أن نثأر لهم". تصحيح فوري لم تترك رئاسة الجمهورية خبراً منشوراً عبر وكالة رويترز العالمية يفتقر إلي الدقة يمر مرور الكرام.. فقد أوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة أن ما نشرته الوكالة حول برنامج المساعدات الأميكية لمصر غير دقيق. مؤكداً أن المساعدات الأمريكية لمصر قائمة. وطالب بمراجعة دقيقة للبيانات الصادرة من الجانب الأمريكي بهذا الشأن.