لم أقتنع بكل قرارات اتحاد الكرة التي قام خلالها بإجراء تعديلات علي لوائح الدوري الممتاز بشكل لا يمت بصلة للصالح العام. في الوقت الذي جاءت فيه تلك القرارات كلها لترقية كل الأطراف حتي لو كان ذلك علي حساب الكرة المصرية ومستقبلها المتمثل في إفراز لاعبين للمنتخبات المختلفة. اتحاد الكرة قرر بنظام جلسات العرب إرضاء كل الأطراف حتي يسكت الجميع من الهجوم عليهم وفي المقابل غضوا البصر تماماً عن مصالح الكرة المصرية. أول القرارات الصادمة التي لم يتفق عليها أي رأي فني هي زيادة رقعة اللاعبين غير المصريين إلي 6 بدلاً من 3 لاعبين فقط برفع عدد الأجانب إلي 4 لاعبين بجانب فتح المجال للتعاقد مع لاعبين من فلسطين وسوريا باعتبار تلك الجنسيات مصرية وبالتالي يرتفع العدد الإجمالي المتوقع إذا ما استعان كل ناد بحصته من الأجانب إلي 108 لاعبين في 18 نادياً يضمها الدوري الممتاز وهو عدد ضخم يقلل فرص اللاعبين المصريين في الظهور في الأندية ويقضي تماماً علي فرص الناشئين أيضاً. وأذكر هنا مثالاً بقرار سابق لاتحاد الكرة منذ 12 عاماً عندما كان مسموحاً بضم حراس المرمي الأجانب ووقتها كان الدوري 14 نادياً فقط واستعان منها 8 بحراس أجانب ليصبح المتاح للمنتخبات المختلفة 6 حراس فقط يتم الاختيار بينهم وكانت تلك أزمة كبيرة تخلص منها اتحاد الكرة بعدها بعامين بمنع احتراف الحراس الأجانب في مصر. والآن دخل اتحاد الكرة في مشكلة جديدة تقلل من فرص الناشئين بفتح المجال لأربعة لاعبين أجانب بجانب السوريين والفلسطيين. وبدلاً من أن تنفق الأندية علي اللاعبين الواعدين من الناشئين وتدفع بهم في التشكيل الأساسي راحت تتهافت علي اللاعبين الأجانب من كل الجنسيات لضم العناصر الجاهزة علي طريقة "شراء العبد ولا تربيته". المشكلة أن أغلب الأجانب المنضمين من المهاجمين وهو الأمر الذي يعني بشكل خاص تقلص الفرص أمام ظهور مهاجمين جدد في وقت وصلنا فيه إلي حد صعوبة اختيار مهاجم واحد صريح لمنتخب مصر في طريقة كوبر الدفاعية المملة خلال تصفيات المونديال الحالية. والمركز الآخر المهدد في الكرة المصرية هو زيادة عدد اللاعبين الأجانب في مركز لاعب الارتكاز بعد ظهور نخبة كبيرة من اللاعبين المتميزين من الأجانب قبل البوركيني سعيدو سامبوري في الداخلية وإيميكا إيزي النيجيري في الإنتاج والثاني ستيفن إنجونجا والأوغندي حسن واساوا في الجيش وغيرهم. هذا الانتشار سيزيد من أزمة المصريين في هذا المكان الذي يعتبر أكثر المراكز حيوية في كرة القدم الحديثة. للأسف اتخذ اتحاد الكرة قرارات كلها ضد الصالح العام ومن أجل عيون الأندية التي طلبت تلك التعديلات. ناهيك عن ترك الحبل علي الغارب أمام الأندية للتعاقد مع أي عدد من اللاعبين وهو الأمر الذي ظهر بشكل مبالغ فيه وصل إلي إضافة 24 لاعباً للقائمة خلال موسم واحد وهي واقعة لا تحدث في أي ناد في العالم إلا في عهد اتحاد البيزنس.