عبر أرباب الأسر المصرية بسلام الأزمة الاقتصادية في عيد الأضحي المبارك بقليل من الأضاحي المذبوحة وكثير من التضحية بما تعودناه في هذا العيد الكبير. إضافة إلي مجهودات الحكومة والقوات المسلحة التي طرحت أرقاما قياسية من لحوم العيد ومستلزماته وقطعت الطريق علي التجار الجشعين المتنمرين لانتهاز فرصة زيادة الطلب علي المعروض تبريرا خادعا لإقدامهم علي المغالاة في رفع الأسعار وتأديب المواطنين علي كثرة شكاواهم من الغلاء. ولكن الفرصة مازالت أمامهم متاحة والعام الدراسي يدق الأبواب بما يتطلبه من مستلزمات نارية الأسعار وأولياء الأمور يقفون وجها لوجه أمام فئة من المجتمع تاهت ضمائرها وتخلت عن انتمائها الوطني ورفعت القيم المادية فوق قيم التكافل والتعاون والرحمة بقدر ما تعمل علي رفع الأسعار وتحويل الحياة المعيشية للمواطنين إلي معاناة يومية لا تستطيع الحكومة تخفيفها مهما قدمت من السلع وفتحت من منافذ التوزيع. ولكنها في الوقت نفسه قادرة علي التدخل الحاسم بفرض تسعيرة جبرية أو تحديد هامش للربح مع فرض رقابة فعالة وحقيقية علي الأسواق وتشديد عقوبة التجار الجشعين والمستغلين والاحتكاريين مهما كانت ضغوط واحتجاجات جماعات المصالح وتجار الغرف المغلقة. حتي لا يضطر المواطن الكادح إلي التوجه لهذه الفئة الباغية ب "عريضة استرحام"!!