غريب أمر المحروسة.. يشكون من كثرة عددنا.. مع إن هناك من يشكو من قلة تعداد السكان. ويلجأون إلي فتح باب الهجرة إليها لجذب الإيدي العاملة ودوران عجلة الانتاج. لأن كل زيادة تصحبها قوي عاملة. وبالتالي العمل والمال. وإلا ما ذكر الله ذلك في محكم آياته بقوله "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" مما يعني أنهما الفخر لكل شعب يريد أن يرتقي ويتفوق علي الآخرين. وحالة ماما أمريكا والقارة العجوز النموذج الأمثل لذلك. الحقيقة كثرة الأعداد السكانية نعمة وليست نقمة. وكان العرب يتفاخرون بذلك وكانت الريادة والقوة والمنعة للقبائل الأكثر عددا. وكانت مصر وبلاد الرافدين أصحاب حضارة امتدت عبر التاريخ بسواعد البنين. مما يعني ان كثرة النسل نعمة وليست نقمة كما نتوهم نحن حاليا. لأننا عجزنا عن استغلال القوة البشرية في التنمية وايجاد فرص عمل لهم تجعلهم منتجين. وليسوا عبئا علي الحكومة التي تصدعنا صباحا ومساءً بذلك. وتخيفنا من مستقبل مظلم إذا لم نطبق نظام تحديد النسل. وتحملنا مسئولية التباطؤ في التنمية. مع أنه دورها الأصيل. وكأن العيب فينا!.. ووصفت الزيادة السكانية بأنها ألغام تعيق كل الجهود أمام طلائع الاصلاح الاقتصادي. صراحة.. دفاعي عن الزيادة السكانية ليس معناه الدعوة لعدم تحديد النسل. وإنما التنظيم له. وحسن استغلال الطاقات المعطلة. مثلما فعلت الدول الأكثر تعدادا في السكان مثل الصين والبرازيل وأندونيسياوالهند والفلبين ويمثلون حوالي 3.3 مليار نسمة أي نصف مكان العالم تقريباً. ورغم ذلك عرفت كيف تستثمر شعوبها وتحولها من عقبة الي ثروة وقفزة لنمو اقتصادي رهيب وضعها في مقدمة الدول. وعلينا في مصر أخذ تجارب تلك الدول كنموذج. مع إن بعض تلك الدول تعيش علي براكين مثل أندونيسيا. ورغم ذلك قهرت المستحيل وصارت من النمور الآسيوية. وصارت الرابع اقتصاديا كأكبر اقتصاد في آسيا مع ان تعداد سكانها حوالي365 مليونا. إلا أنها صارت من الدول المصدرة في فترة زمنية وجيزة فما بال الهندوالصين صاحبنا المليارات من النسمات. للأسف مصر تمتلك كافة مقومات النجاح. فهي دولة ذات حضارة واختصها الله بالخيرات التي لا تحصي. والا ما وصفها في قرآنه بقوله "وأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم" يقصد بني إسرائيل عندما غضب عليهم وأخرجهم من مصر ذات الجنات والعيون والكنوز. ومثل هذه النعم لو وجدت في بلد آخر لكانت أفضل الأمم. ولكن للأسف سوء التصرف وقلة الحيلة. وليس الفساد وحده. لانه وباء يضرب الكثير من الدول. والخلاصة ان كثرة النسل نعمة وليست نقمة أو شماعة تلقي عليها الحكومة فشلها. فالرزق علي الله ولكن مع السعي وإلا ما قال في قرآنه "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق.. نحن نرزقهم وإياكم". فالمسألة ياسادة هي العمل والانتاج. وإلا ما لجأت ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية إلي مصر أيام الراحل عبدالناصر طالبة منه هجرة الشباب إليها والزواج من الألمانيات للتكاثر ولتعويض النقص البشري الرهيب وعندما رفض لجأت الي تركيا التي وافقت لظروفها الاقتصادية الصعبة بعد نفس الحرب. مشكلتنا هي العمل والاخلاص وليس النسل. وهذا ما يسعي إليه السيسي. ** وأخيراً : * نحن أكثر دولة استهلاكاً واستيراداً للغذاء. * أمريكا تهدد كوريا الشمالية بعمل عسكري.. "متقدرش".. * لأن العالم تحكمه القوة.. وكوريا قوية عسكرياً * صرف أصحاب المعاشات لمعاشاتهم في العيد.. أكذوبة! والماكينات لاتكذب. * انتهي العيد.. وبقيت مخلفات ذبح الأضاحي. * إعصار هارفي يضرب اقتصاد أمريكا. * الحمد لله .. ليست عندنا مثل هذه الاعاصير المدمرة.