كارثة جديدة تعرضت لها مصر بتصادم قطارين في الإسكندرية والتي أودت بحياة العشرات من الأبرياء وتسببت في الكثير من الإصابات بالإضافة إلي الخسائر المادية.. الاهمال من أشخاص لا يقدرون قيمة الحياة يعتبر السبب الرئيسي في هذه الحادثة.. قطار متوقف لفترة من الوقت بسبب عطل فني ويحاول المتخصصون إصلاحه لاكمال طريقه وفجأة وبدون أي مقدمات يصطدم من الخلف قطار يسير بسرعة جنونية بعدما قام سائقه ومساعده بالقفز من عربة القيادة لعدم استطاعتهما ايقافه وتفادي القطار المتعطل.. وفيات وإصابات حرجة ويكفي ان مستشار وزير النقل المهندس مصطفي السيد تعرض لأزمة قلبية انهت حياته عندما شاهد الدماء وأشلاء الجثث والمصابين. هذه الحادثة لن تكون الأخيرة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات العاجلة والسريعة التي تضع حداً لهذا النوع من الكوارث أولها التحقيق الشامل لكشف ملابسات الحادث ودور برج المراقبة الذي يقوم بإبلاغ القطار بكل تفاصيل طريقه لكي يتفادي أي مشكلة كما يجب معاقبة أي مسئول عن هذه المأساة التي حصدت أرواح الكثير من الضحايا. الهيئة القومية لسكك حديد مصر تحتاج إلي تطوير شامل في الفترة المقبلة لتلافي مثل هذه الحوادث الكارثية وعلي الحكومة العمل بتخطيط واضح ورؤية مستقبلية لتحديث مختلف قطاعات هذه الهيئة الحيوية التي تقدم خدمات لا يمكن الاستغناء عنها كما يجب إنشاء هيئة مستقلة لإدارة الأزمات تتعامل مع هذه الحوادث بشكل علمي.. تدرس نتائج التحقيق وتتخذ القرار الأمثل لتجنب هذه الكوارث مسقبلاً. العنصر البشري يجب ان يتم تقليص دوره بشكل كبير في حركة القطارات هيئة السكة الحديد وتخصيص ميزانية محددة لادخال التكنولوجيا الحديثة في مختلف قطاعات المجال كما فعلت كل دول أوروبا حيث قامت بتحديث البنية التحتية بشكل كامل لهذا القطاع الهام واستخدمت التكنولوجيا المتطورة لتقليل اخطاء العنصر البشري التي قد تسبب الكثير من الحوادث ونري الآن بعض القطارات تعمل في أوروبا بدون سائق. حوادث القطارات تحدث في كل انحاء العالم كخروج عن القضبان وتصادمات محدودة ولكن الفارق بيننا وبين هذه الدول هو كيفية إدارة الازمات والتعامل مع هذه الحوادث والاستفادة منها لتصحيح الاخطاء وتعديل المسارات باستخدام التكنولوجيا وبشكل يمنع تكرار حدوث مثل هذه الكوارث مستقبلاً خاصة ان التقنيات المتطورة في هذا المجال تستطيع ايقاف القطارات إذا لم يلتفت سائقها لإشارات وتحذيرات برج المراقبة أو من وجود أي خلل أو عمليات إصلاح طارئة. كفانا دماء وأشلاء وخسارة في الأرواح بسبب اهمال بعض الاشخاص والمسئولين الذين يجب معاقبتهم بدون تهاون بعد تحقيق متخصص وعادل يكشف كل ظروف هذه الحادثة التي أدمت جميع قلوب المصريين.. علينا الاستفادة من هذه الكوارث بتحديد الأولويات لعملية إصلاح شاملة وعاجلة للبنية التحتية لهيئة سكك حديد مصر.. الإقالة لبعض المسئولين لن تكون الحل ولكن خطة تطوير شاملة ومتابعة مستمرة وصيانة دائمة وتكنولوجيا متطورة هي المنظومة الأمثل لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المميتة.