مسافة كبيرة بين ما يقدمه الإعلام الرسمي والخاص. وما قدمه مؤتمر الشباب الاخير في الاسكندرية.. المسافة تحسب ما بين السماء والارض.. فنيا نحن نتحدث عن لوحتين: الأولي بالابيض والاسود وغامضة في خلفيتها شبح يهدد. والثانية بالألوان الزاهية يتسيدها الازرق الصافي وهو يداعب الاحمر الناري وفي القلب الرئيس حاضر يعلق ويستمع للرأي الاخر بصدر رحب ودون غضب.. والحديث منهمر مثل شلال ينحدر من القمة الي القاع . ما بين الجرأة والالتزام والاحترام وما بين التقاعس وافتقاد الاولويات. في مؤتمر الشباب الرابع. كما في المؤتمرات السابقة. اغلب الشباب في كامل حيويته لبق وصريح وحالم ومقتحم والضيوف يتحدثون امام الرئيس في مناطق محظورة تناولها أو الاشارة لها في الاعلام. والرئيس يوضح ويضحك بكل اريحية.. تشعر للوهلة الاولي أننا أمام مشهد لمصر التي نحلم بها. المعلومات متدفقة بشفافية. والجسور ممتدة. والثقة متبادلة والرأي يواجه الرأي الاخر بكل احترام وموضوعية. في الاشهر الاخيرة لعب الاعلام دور "القطة العمياء" في بعض القضايا مثل الاسعار واحداث الوراق ويخجل من الاشارة لانتخابات رئاسية مستحقة في العام المقبل. ووضع روابط الاولتراس وشغب الملاعب.. لكن في جلسة "اسأل الرئيس" كان سقف الحرية مرتفع فقد ناقش الرئيس كل الممنوعات من صعوبة الحياة الي حرية المصريين في التصويت بالانتخابات الرئاسية الي حق عودة المشجعين لمدرجات كرة القدم.. رد علي سؤال لؤي الذي لم ير حسب كلامه أي تحسن منذ عامين ضاحكا: "طيب يا لؤي ماشي. يعني مشوفتش حاجة حلوة خالص" ثم استطرد الرئيس في شرح ما حدث من انجازات.. واجاب علي سؤال: "هو ليه احيانا الخطابات بتكون زعلان فيها أو غاضب؟" فرد ضاحكا: "لا عمري ما أزعل منكم أبدا ولا بتعصب ولا حاجة. أنا مش زعلان منكم أبدا. حد يزعل من أهله. أنا زعلان علي حالنا". الأهم انه في الوقت الذي يخجل الاعلام من الحديث عن الانتخابات الرئاسية العام المقبل. دعا الرئيس في نفس الجلسة. الشعب المصري الي النزول في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وانتخابات من يرونه مناسبا. مؤكدا ان هذا اليوم سيتحدد فيه مصير الدولة. مضيفا: "لازم تكون ارادتنا بإيدينا. انزلوا ومتستكتروش علي مصر يوم. انزلوا عشان تقولوا إحنا اللي جبنا ده. انما مين اللي هتجبوه دي بتاعتكم انتم. بس بعد ما الرئيس ييجي متقولوش كنا في الساحل ومنزلناش انتخبنا ومش عاوزين ده". الذروة كانت في جلسة صناعة الدولة الفاشلة.. آليات المواجهة بحديث نهي النحاس مدير النادي الاعلامي للمعهد الدنماركي المصري للحوار. التي قدمت ورقة هامة وراقية عن حالة الاعلام للمعهد الدنماركي المصري للحوار. التي قدمت ورقة هامة وراقية عن حالة الاعلام المصري قائلة: "ان الدولة تفقد وعي مواطنيها في اللحظة التي تغلق فيها القنوات والمواقع المنتمية لمنظومة الاعلام الوطني.. وقالت والرئيس يستمع في اهتمام: ان "الانظمة السياسية تري أحيانا أنها يجب ان تضحي بحرية الاعلام في سبيل تدعيم الدولة. وهو الامر الخاطئ.. وإن أكثر ما يضر بالدولة هو عدم تدعيم منظومة الاعلام الحر. لان ذلك يجعل المجتمع مستباحا أمام الرسائل الاعلامية الاخري. والتي تأتي من دول ليست صديقة لمصر وتسعي لاغراض سيئة. ربما تهدد أمنها". السؤال العام الان: هل توجد في المسافة بين تناولات الاعلام ومؤتمرات الشباب بوابات حراسة وتفتيش تمنع الافكار الجادة وتهدد الرأي المخالف أم ان الامر وهمي ولا وجود له الا في مقولة "ملكي أكثر من الملك"؟