في كل مناسبة يتحدث فيها الرئيس.. يحرص علي التأكيد أنه يدرك حجم المعاناة التي يتكبدها المواطن البسيط من الإجراءات الصعبة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.. ويؤكد الرئيس في كل كلماته انه يعلم تماما حجم الألم الذي يسببه لهيب الأسعار الذي اشتعل في كل السلع بلا استثناء.. ولذلك يحرص الرئيس علي توجيه التحية لهذا الشعب الذي تحمل الألم والمعاناة أملا في مستقبل أفضل معيشة كريمة بعد حرمان طويل. ولا خلاف علي أن برنامج الإصلاح كان أمرا حتميا. وأن هذا البرنامج قد تأخر تنفيذه سنوات طويلة وأن كل القرارات والإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة كانت ضرورية سواء بتحرير سعر الجنيه أو إصلاح دعم الطاقة والكهرباء أو فرض ضريبة القيمة المضافة.. وكلها إجراءات صعبة أدت إلي رفع معدلات التضخم وارتفاع كبير في أسعار كل السلع والخدمات.. لكن شجاعة الحكومة وجرأتها علي اتخاذ هذه القرارات والإجراءات الصعبة يجب أن يقابلها في الوقت نفسه إجراءات سريعة تحقق العدالة في توزيع الأعباء وحجم المعاناة بحيث لا يتحمل الفقراء وحدهم عبء الإصلاح.. وبحيث يجني جميع المصريين ثمار هذا الإصلاح. وعلي سبيل المثال مطلوب من الحكومة الآن اتخاذ إجراءات واضحة وحاسمة لمحاصرة التهرب الضريبي ووقف هذا الهدر الرهيب في حقوق الخزانة العامة والذي تعدي 400 مليار جنيه بسبب فشل مصلحة الضرائب في إلزام التجار ومؤدي الخدمات بالتعامل بالفواتير وضم الاقتصاد غير الرسمي وعدم قدرتها علي وضع آلية منضبطة للوصول إلي حجم الإيرادات الحقيقية للمهنيين والفئات الأكثر تهربا من الضرائب كالأطباء والمحامين والفنانين.. ومطلوب من الحكومة أيضا ان تبادر بتفعيل كارت البنزين الذي كلفها مبالغ طائلة حتي لا يستمر الأغنياء والقادرون في التمتع بدعم البنزين بينما يعاني الفقراء من سعر تذكرة المترو وأجرة الميكروباص.. ومطلوب من الحكومة ان تتصدي بحزم لفساد المحليات. سيذكر التاريخ للرئيس عبدالفتاح السيسي إنجازات كثيرة بداية من انقاذ مصر من يد عصابة الإخوان ووصولا إلي بناء دولة قوية عصرية حديثة كما سيذكر التاريخ لحكومة المهندس شريف إسماعيل جرأتها وقدرتها علي تنفيذ برنامج حقيقي للإصلاح الاقتصادي وحتي تنجح في ذلك عليها ان تتجنب الأخطاء وان تسعي لكسب ثقة المواطن البسيط كما فعل الرئيس.