أعطي البيان الرباعي المشترك الذي أصدره وزراء خارجية مصر والسعودية والإماراتوالبحرين أمس الأول فرصة كبيرة لقطر و المجتمع الدولي ليتحمل كل منهما مسئوليته عما يحدث من دعم الإرهاب وزعزعة استقرار أمن هذه الدول الأربعة بل ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها. وشدد البيان علي أن موقف الدول العربية يقوم علي أهمية الالتزام بالاتفاقيات و المباديء والمواثيق الدولية. وعلي الرغم من أن البيان لم يصدر قرارات حاسمة فورية إلا أنه أعطي فرصة أخري لقطر كي تتراجع عن موقفها.. فكيف يري الدبلماسيين البيان الرباعي. يري السفير أحمد الغمراوي مساعد وزير الخارجية الأسبق. أن البيان الرباعي متوازن وتناول الموضوع بشكل محترف وأعطي فرصة كبيرة لقطر بأن تعدل موقفها ولم يضيق الخناق عليها وأعطي أيضا فرصة للمجتمع الدولي وخاصة الولاياتالمتحدة بأن تضغط علي قطر حتي تحل مشاكلها مع جيرانها وخاصة الدول العربية الأربعة مشيرا إلي أن هناك رغبة كما أعلنت كل من مصر و الإمارات علي لسان وزير خارجيتهما بأن يكون الهدف ليس إسقاط دولة قطر ولكن العمل علي تصحيح مسار السياسة القطرية وهذا يتطلب إعطاء قطر فرصة للخروج من الأزمة وعدم تضييق الخناق عليها. لذلك كان المقصود من اتصال الرئيس دونالد ترامب بالرئيس السيسي أن يكون هناك نوع من الموضوعية في التعامل مع الأزمة و إعطاء فرصة لقطر للتراجع عن موقفها. يضيف أن البيان الرباعي ألقي بالمسئولية علي المجتمع الدولي و الغرب للخروج من تلك الأزمة خاصة أن الغرب متواطئ بشكل كبير في مساعدة قطر في دعم الإرهاب وخاصة الولاياتالمتحدة حيث كان الرئيس الأمريكي السابق أوباما متعاون مع قطر و الإخوان وخطط إلي زعزعة الحكم في الدول العربية من خلال انتشار الإرهاب و الفوضي الخلاقة و التي بدأت من دعم الإرهاب ومصادرته إلي الدول العربية من خلال قطر. كذلك شجعت أوروبا قطر علي دعم الارهاب حيث استغلت جهات إعلامية وسيادية المال القطري الحرام والذي أغرق خزائن الإعلام الأمريكي و الأوروبي في القيام بدورها المشبوه في المنطقة . بينما الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب حاول أن يخرج من عباءة السياسة الأمريكية للرئيس أوباما وذكر ذلك في بياناته الرئاسية وقت الانتخابات بأنه يرفض الإرهاب ويتعاون من أجل القضاء عليه. وجاء ذلك جليا خلال مؤتمر القمة الإسلامية الأمريكيةبالرياض والذي عقد في مايو الماضي والتزمت فيه الولاياتالمتحدة بمحاربة الإرهاب وستتعاون في الفترة القادمة في تحجيم الدور القطري. يؤكد السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية السابق أن البيان الصادر عن الدول العربية الأربعة أمس تجاوز الرد لقطري إلي ما هو أبعد من ذلك فالهدف الرئيسي من الاجتماع هو الحد من النشاط الإرهابي داخل الوطن العربي والقضاء علي ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله وتحقيق ما لم يتحقق حتي اليوم من توافق دولي للتعامل مع ظاهرة الإرهاب وحشد عدد أكبر من دول العالم في هذه المواجهة . أوضح أن الإجراءات الأولية التي اتخذت في بداية الأزمة قوية جدا ولم يمر عليها غير أسبوعين وهي مدة غير كافية حتي يظهر أثرها ويجب الانتظار بعض الوقت حتي تظهر نتائج المقاطعة العربية لقطر. ما حدث بالأمس أنه تم تجاوز الرد القطري ومخاطبة المجتمع الدولي للقيام بالأدوار المطلوبة منه لمواجهة موضوع تمويل الإرهاب. وتم الاتفاق خلال الاجتماع الرباعي بأنه ستتوجه الدول الأربعة إلي المنظمات الإقليمية و الدولية للبحث في دور قطر ومسؤليتها عن الفوضي التي حصلت في المنطقة وانتشار الإرهاب في أوروبا وسيحدث ذلك من خلال منظمات الأممالمتحدة و مجلس التعاون الإسلامي والتعاون الخليجي و الجامعة العربية. أضاف أن الاجتماع الرباعي سبقه اجتماع مدراء الاستخبارات في الدول الأربعة واتفقوا علي ضرورة تبادل المعلومات و التحرك خلال المرحلة القادمة لاتخاذ خطوات متقدمة للتعامل مع ملف الإرهاب . فالاجتماع الرباعي يمكن وصفه بأنه كان ناجحا ومكملا للاجتماع الأول و ثابت فيه الحكمة و علينا الانتظار حتي تفرز التدابير السابق الإعلان عنها عن أثرها فهي تشكل أكبر ردع لقطر . يري السفير سيد أبو زيد مساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية والشرق الأوسط أن الموقف القطري يدعو إلي الأسف فبدلا من أن يستجيب لمطالب الدول العربية الأربعة مصر و السعودية و البحرين و الإمارات نجده سادرا في غيه بإصداره ردا سلبيا علي المطالب ال13 التي تقدمت بها هذه الدول. فالموقف القطري غير منطقي علي الإطلاق. وما تطالب به الدول الأربعة هو توقف قطر عن مساندة الإرهاب وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وهي مطالب مشروعة أما الرد السلبي لقطر هو مسألة لا تتماشي مع المنطق وليس لها إلا مدلول واحد بأنها مستمرة في دعم الإرهاب والتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية. يضيف أن الدول العربية عليها أن تستمر في تشديد العقوبات و الإجراءات التي اتخذتها منذ بداية الأزمة حتي ترضخ قطر للمطالب العربية المدروسة بدقة فائقة وهذه المطالب سبق أن أشير إليها في اتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي 2014 حيث تعهدت وقتها قطر مع الدول الخليجية علي توقف دعمها للإرهاب وذلك بعدما قامت كل من السعودية و البحرين و الإمارات بسحب السفراء من قطر لمدة 8 شهور. وكان قرار عودة العلاقات إلي سابق عهدها يتضمن التزام قطر بمبادئ الرياض والتي خالفتها أيضا ولم تلتزم بها و نكثت عهدها بعد ذلك.