ولأن كل مكلف بمهامه لم يبخل عامل النظافة هو الآخر بوقته وفرحته فترك ابناءه واسرته في يوم أحوج ما يكون للجلوس معهم تجتمع فيه العائلة لكنه لبي نداء عمله ولقمة عيشه ليقضي العيد بين القمامة والمخلفات التي تزداد بنسبة 150% عن الأيام العادية لتصير سعادته جزءا من سعادة الآخرين. وأمام لهيب الأفران والحرارة الشديدة التي تصل إلي 75 درجة يقف عمال المخابز ساعات طويلة تصل إلي 15 ساعة في بعض الأحيان تاركين أسرهم يقضون العيد بمفردهم ويحرمونهم من بهجة ¢لمة العيلة¢ في هذا اليوم الذي ينتظرونه من العام للعام. وكما لم يتخل عامل الفرن عن واجبه لم يتخل ايضا عامل المطعم والحلاق والجنايني وفرد الأمن وموظفو وزارة النقل ودواوين المحافظات والأحياء ومجالس المدن عن مهامهم في العيد. من داخل أحد المخابز الكبري بالقاهرة رصدت عدسات الجمهورية عبدالله محمد مرزوق فران يقف أمام سير الخبز ترتفع فيه درجة الحرارة إلي 75 درجة مئوية تعلو وجهه ابتسامة عريضة يقول أعمل يوميا 8 ساعات وفي الأعياد اعمل 15 ساعة متصلة لانتاج أعداد مضاعفة من الخبز لاغلاق اعداد هائلة من الأفران أبوابها خلال تلك الفترة ورغم انني أحرم نفسي وأسرتي من فرحة العيد وبهجته إلا انني أجد سعادة عندما اري الفرحة علي وجوه الآخرين الذين يقصدون الفرن للحصول علي الخبز المطلوب لابنائهم وأحاول تعويض ابنائي بفسحة ثالث أيام العيد. ففي عز الظهر ورغم حرارة الشمس المرتفعة يقف محمود سالم علي - مجند بإدارة مرور القاهرة لتسيير وتنظيم الحركة المرورية بشارع رمسيس لمعرفته الكاملة بأهمية عمله في منع الشلل المروري أو الحوادث. ويقول خالد مندور - بائع عرقسوس - بكورنيش النيل انه ينتظر الاعياد حتي يحقق مكسبا لاسرته التي تتكون من 6 ابناء بمراحل التعليم المختلفة - حيث يصبح الرزق كبيرا في بيع العرقسوس نتيجة لارتفاع درجة الحرارة وعطش الأسر أثناء الاحتفال بعيد الفطر علي كورنيش النيل فيقوم بتحضير المشروب قبلها بيومين ويخرج من بيته في الثامنة صباحا ويعود الثامنة مساء.. ويعتبر أن أفضل ساعات العمل من الظهر إلي العصر لشدة الحرارة. ويضيف ايهاب عاطف - حلاق - يحرص الشباب والكبار والاطفال علي الحلاقة والظهور بمظهر لائق وجديد في العيد الذي يمثل فرحة من نوع خاص لكونه مناسبة دينية حيث يحرص الكثير من الشباب علي طلب ¢قصات¢ جديدة كل موسم وغالبا ما تكون مشابهة لنجوم الفن أو الرياضة المحليين أو العالميين مشيرا إلي أن الزحام علي صالونات الحلاقة ليلة العيد يعد أمرا طبيعيا ويستمر طوال أول أيام العيد وأحيانا يصل إلي المساء. يضيف يحيي محمد - حلاق - ان الاقبال علي محله يزيد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة من شهر رمضان حيث يمتد العمل بالمحل حتي بعد صلاة العيد دون انقطاع مما يشكل ضغطا وارهاقا للعاملين بالمحل خاصة وأن طبيعة عمله تتطلب الوقوف علي قدميه طوال الوقت. مشيرا إلي أن المترددين علي محلات الحلاقة تتراوح أعمارهم بين 13 و20 سنة ويحرص أغلبهم علي طلب قصات الشعر الجديدة والمواكبة للموضة والخاصة بالمشاهير. ويقول رفعت مصيلحي - عامل نظافة - انه يعمل منذ أكثر من 10 سنوات في جمع القمامة من الشوارع في كل أوقات السنة مشيرا إلي أن تواجدهم هام وخاصة في الاعياد لكثرة ما يتركه المواطنين من المخلفات في الأماكن العامة. ويضيف أشرف محمد - عامل نظافة - ان مرتباتنا كعمال نظافة لا تتناسب مع الأوضاع التي نعيشها خاصة مع غلاء الأسعار والظروف المعيشية الحالية. مشيرا إلي أنه يعمل طوال أيام العيد لكي يستطيع توفير نفقات أسرته. يشاركه الرأي عبد الغفار صلاح - عامل نظافة - ويضيف انه سعيد بعمله وخاصة في العيد حيث يري الفرحة في عيون الاطفال. مشيرا إلي أن العمل في العيد صعب للغاية بسبب شدة الاقبال علي الحدائق والمساجد بخلاف تواجد الاطفال في الشوارع. يلتقط طرف الحديث جمعة احمد - عامل نظافة - ويضيف انه لا يوجد أحد من المواطنين يشعر بنا ويساعدنا علي أداء مهامنا وتسهيل مأموريتنا في أيام العيد. لأن الجميع منشغل بالاستمتاع بما لذ وطاب من الحلويات والمشروبات المتنوعة وأصناف المأكولات التي يتم تحضيرها بهذه المناسبة الدينية بينما نسابق الزمن لجمع النفايات. مشيرا إلي أنهم يبذلون جهدا مضاعفا في العيد لتنظيف الساحات والحدائق والمساجد وجمع النفايات المنزلية. نظرا لكثرتها مما يشكل عبئا كبيرا علي عمال النظافة. ويوضح نادي عبد العظيم - فران - انه لا يأخذ إجازة قبل الاعياد والمناسبات لينتج الخبز الذي يحتاجه المواطنون طوال أيام العيد. يضيف عاطف سيد - فران - انه يعمل في يوم وقفة العيد أكثر لانتاج خبز يكفي سكان المنطقة فترة إجازة العيد. ويقول إسلام عبده - عامل بمحل كشري - ان المحل يغلق خلال شهر رمضان وقبل العيد بيومين يتم استدعاء العمال للاستعداد لفتح المحل ليلة العيد. مشيرا إلي أن زبائنه من بعد صلاة العيد يكون أغلبهم من الشباب والاطفال حيث ان طبق الكشري من الاطباق الرئيسية في عيد الفطر. ويوضح عطية عبد النبي - عامل بحديقة صلاح الدين - ان إدارة الحديقة تمنع الاجازات في الأعياد والمناسبات حيث تقوم بمتابعة الزائرين ورفع مخلفاتهم والتنبيه عليهم بعدم قطع أي زهور أخري بالحديقة والاستمتاع بالمشاهدة فقط. يشاركه عبد المنعم عبده - عامل بحديقة الفسطاط انهم يستعدون لاستقبال الزائرين بالعيد قبله بأيام وأن المهمة الأولي هي الحفاظ علي النباتات والاشجار لمنع الاطفال من قطف الزهور وإلقاء القمامة مشيرا إلي أنه يقضي كل أيام العيد في العمل ويعوض اسرته بعد انتهائه بقضاء إجازة معهم.