اللي ما يشوفش من الغربال يا عم كوبر يبقي.. لا مؤاخذة أعمي!! جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.. عفواً جاءت نتائج العودة لفريقي الأهلي والزمالك في رابطة الأبطال الأفريقية مغايرة تماماً لما كنا جميعاً نتوقعه.. كانت 48 ساعة حزينة علي الكرة المصرية.. خسر الأهلي فجر الأربعاء بتوقيت القاهرة أمام الوداد المغربي بهدفين.. ولأنهما أهل القمة وما "حدش" فيهما أحسن من حد فقد لحق الزمالك بالأهلي وخسر أمام اتحاد العاصمة بنفس النتيجة 2/صفر.. وبالطبع كانت "سهراية" حمراء وأخري بيضاء قمة في "العكننة" علي الجماهير ومسئولي الناديين والفضائيات واتحاد الكرة وخاصة السادة المسئولين عن منتخبنا الوطني لأن كلا الفريقين يضمان أكثر من 80% من تشكيلة منتخبنا الوطني وكما نقول في أمثالنا الشعبية ضربتين في الرأس توجع.. ياريت كانتا ضربتين بل ثلاثة لأن منتخب عم كوبر هو الآخر فتح مزاد القهوة الكروية السادة وخسر في تونس في افتتاحية مبارياته في تصفيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة بالكاميرون والهزيمة بمفردها كان من الممكن أن نتقبلها ولكن العرض الضايع المايع الذي قدمه نجوم منتخب مصر أمام المنتخب التونسي كان أقل بكثير من مستوي مباريات الدورات الرمضانية أو حتي مباريات الكرة الشراب في الشوارع الخلفية!! ناقوس الخطر من هنا يمكنني القول من واقع مباراتي الأهلي والزمالك في المغرب والجزائر ومن قبلهما مباراة المنتخب في تونس أن سمعة الكرة المصرية علي المحك ولابد من أن ننتبه إلي الأخطاء التي أدت لظهورنا بهذا المستوي خلال ثلاثة لقاءات خارجية!! ولابد أن اعترف أن الأهلي بعيداً عن اتهامات تحكيمية استحق الهزيمة لأنه لم يفعل أي شيء للفوز.. اكتفي بالدفاع في الشوط الأول ونجح في غلق منطقة الصندوق ولم تكن له أي خطورة تذكر.. حتي نسينا خلال متابعتنا لأحداث اللقاء أن فاتهم حصة تدريبية في امتحانات الثانوية عفواً في عرف اللعبة الشعبية اسمها الهجمات المرتدة التي تشكل خطورة بالغة في مثل تلك المباريات ويستغلها الفريق الذي يدافع بمهارة فائقة ليخطف منها أي أهداف.. ولكننا لم نشاهد أي هجمة مرتدة أو حتي مشروع هجمة!! استمر نفس الحال في الشوط الثاني حتي اتخطف الأحمر بهدف ودادي.. دربكة وكعبلة.. وآثار التوتر والقلق داخل المستطيل وعلي دكة البدلاء.. ولأول مرة ربما في تاريخ الأهلي لم تسنح للاعبيه فرصة حقيقية واحدة علي مدي المباراة من داخل الصندوق.. باستثناء الفرصة اليتيمة التي أضاعها كريم نيدفيد في الدقائق الأخيرة.. والتي كان من الممكن أن تعدل من النتيجة لتصبح 2/1 لأن الوداد أحرز بسهولة وبخطأ دفاعي صريح هدفه الثاني واستطاع أن يسيطر علي أحداث الشوط الثاني تماماً.. الأهلي لم يكن في حالته علي الاطلاق.. بل لو كانت المباراة قبل الإفطار ولعبوا وهم صائمون لما ظهروا بهذا المستوي.. وسبحان مغير الأحوال من حال إلي حال لأن الأهلي قبلها بثلاثة أيام قدم مباراة جيدة نسبياً أمام سموحة القوي وفاز عليه برباعية وتألق أكثر من نجم منهم صالح جمعة الذي يغرق في المحلية ومؤمن زكريا الذي تفرغ للاعتراض والمشاكسة وآخرون كانوا في حالة غير الحالة.. الأهلي سيكون قادراً علي التعويض ومازالت لديه الفرصة رغم أنه صعب المهمة علي نفسه وبدلاً من أن يعلن تأهلهم من كازابلانكا سيضطر لمواصلة كفاحه حتي آخر مباراة في التصفيات سواء لعب علي المركز الأول أو الثاني لأن كافة الخطط "اتلخبطت" بوجود ثلاثة أندية الأهلي والوداد وزناكو الزامبي يتنافسون.. والرابع هو القطن حصالة المجموعة!! هناك فرق بين الأحمر والأبيض!! خلال لقاء الزمالك واتحاد العاصمة لابد أن نعترف بحقيقة أن الزمالك خسر بشرف في هذا اللقاء المكهرب.. وكان ندا للفريق الجزائري بل وشكل خطورة بالغة علي بطل الجزائر خاصة في الشوط الثاني وضاعت بالفعل فرص محققة للتسجيل والزمالك خاسر بهدف وانقذ حارس المرمي المتألق أكثر من أربع فرص منهما تسديدتان لشيكابالا غاية في الروعة.. حظ الزمالك بالفعل عجيب وغريب ففي الوقت الذي كان علي موعد مع إحراز هدف التعادل مني مرماه بالهدف الثاني وفشلت كافة محاولاته الهجومية لإحراز أهداف ولكنه بالفعل قدم مباراة طيبة أثارت الفزع والرعب في قلوب جماهير اتحاد العاصمة.. ومازلت أكرر أن نجم مثل شيكابالا يمتلك مهارات فنية تفوق الكثيرين في منتخب مصر الحالي ولا أملك سوي القول لمستر كوبر اللي ما يشوفش من الغربال يبقي أعمي لا مؤاخذة!! هناك أسماء كثيرة تفرض نفسها علي المنتخب ولكنها تأتي في المرتبة الثانية أمام هذا النجم الكبير الذي واصل عروضه الممتازة وأداءه الراقي وللأسف الحظ لا يخدمه أو يخدم الفريق بأكمله!! في ضوء المباريات الثلاث الدولية الأخيرة لابد أن يعيد مستر كوبر بالفعل حساباته تجاه بعض الأسماء المحلية أو حتي المحترفين بعدما وضح أن هناك تفاوتاً في الأداء وتذبذباً واضحاً من الممكن أن يعيدنا لنقطة الصفر مرة أخري.. ولا أتحدث عن كأس الأمم الأفريقية ولكنني أتحدث عن تصفيات المونديال التي لن ينفع معها إعلانات كفتة وفتة ولحمة راس.. وأتمني أن تكون وجبة المخ البانيه أو حتي المسلوق هو الوجبة الأساسية بدلاً من الكفتة اللي جابت المنتخب للوراء وأثرت بالطريقة الدفاعية الكوبرية علي أداء نجوم الأهلي والزمالك!! وأخيراً لابد أن يدرك القائمون علي اتحاد الكرة أن نظام بطولة الدوري من 18 فريقاً ستجعلنا نتقهقر للوراء سنوات وسنوات ولن أكون مبالغاً لو قلت إنها ستقضي علي البقية الباقية من متعة وحلاوة المنافسات بين الأندية.. ولابد ألا يزيد عدد أندية الدوري الممتاز علي 14 نادياً إذا أردنا أن نلعب وسط الكبار في أفريقيا أو أي بطولات كبيرة!!