لم تكن الرياضة بمنأي عن القرار الذي اتخذته مصر والسعودية والإمارات واليمن وليبيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية وإغلاق حدودها مع قطر. علي خلفية قيام الدولة الخليجية بدعم التنظيمات الإرهابية المتشددة وزعزعة استقرار المنطقة. وأثيرت التكهنات مجدداً بشأن استضافة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. خاصة بعدما أعرب راينهارد جريندل. رئيس اتحاد الكرة الألماني عن اعتقاده بأنه لم يعد من المستبعد من الناحية المبدئية مقاطعة البطولة بعد التطورات الأخيرة التي طرأت علي الساحة الدولية. في المقابل. أعلن الفيفا أنه علي اتصال مستمر باللجنة المنظمة لكأس العالم 2022 بقطر. رغم أنه لم يعلق بشكل مباشر علي الأزمة الدبلوماسية الحالية. وأثارت عملية اختيار قطر لاستضافة المونديال العديد من القضايا المثيرة للجدل. لاسيما بعد ثبوت تقاضي عدد من مسئولي المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي رشاوي من أجل توجيه تنظيم البطولة لقطر. إبان رئاسة السويسري جوزيف بلاتر للمنظومة الكروية الأكبر في العالم. قبل أن يتم عزله من منصبه بسبب قضايا الفساد. ولم تقف المشاكل المتعلقة بتنظيم قطر لمونديال 2022 عند هذا الحد. بعدما نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً الشهر الماضي كشفت من خلاله استمرار معاناة العمال الأجانب في مواقع بناء المنشآت الخاصة بالبطولة. وشدد التقرير علي أن العمال مازالوا يعانون من الإيذاء والاستغلال من قبل المسئولين عن الشركات العاملة في تشييد وتجديد ملاعب المونديال. وتسبب إعلان المملكة العربية السعودية قطع علاقتها بقطر في قيام نادي أهلي جدة بفسخ عقد الرعاية الذي أبرمه مع الخطوط الجوية القطرية. ليصبح النادي الثاني الذي تفقد الشركة القطرية رعايته بعد فريق برشلونة الأسباني. الذي فضل عدم تمديد التعاقد معها. بعدما وقع عقد رعاية جديد مع شركة "راكوتن" اليابانية. الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية والاتصالات. لمدة أربعة أعوام بدءاً من الموسم المقبل. امتد تأثير الأزمة الدبلوماسية علي مجموعة قنوات "بي إن سبورتس" القطرية أيضاً. بعد الاستقالة التي تقدم بها نجم الكرة المصرية السابق أحمد حسام ميدو من العمل كمحلل مع الشبكة. وسط توقعات بموجة أخري من الاستقالات. خاصة من قبل المحللين والمعلقين السعوديين والإماراتيين. من جانبه. دعا الاتحاد المصري لكرة القدم أسرة الكرة المصرية إلي وقف التعامل مع القنوات الرياضية القطرية علي الفور. في إشارة واضحة إلي "بي إن سبورتس" وهو ما دفع قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك لمقاطعة القناة القطرية. وفي الإمارات. حجبت شركتا "اتصالات" و"دو" قنوات بي إن سبورتس بالكامل من قائمة خدماتها. بعد التطورات الأخيرة. وتمثل الآلة الإعلامية القطرية. سواء في السياسة أو الرياضة. واجهة مهمة للبلد خلال السنوات الماضية. ومصدراً حيوياً لنقل التوجهات القطرية إلي العالم. من جانبها قررت اللجنة المنظمة لبطولة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 23" عقد اجتماع طارئ لمناقشة وضع الدورة التي كان من المقرر إقامتها في قطر خلال الفترة من 22 ديسمبر حتي الخامس من يناير المقبلين. وتبحث اللجنة نقل البطولة إلي الإمارات. حسبما أفادت وسائل إعلام سعودية. خاصة بعد قرار عدد من الدول الخليجية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. التي تستضيف عدداً من الاتحادات الخليجية والعربية منها الاتحاد الخليجي لكرة القدم.