السماحة عند رسول الله منهج رشيد. يمقت العنف والقسوة والإرهاب والتخريب والبطش والطغيان. ويأمر بالدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة. والجدال بالتي هي أحسن. والتنبيه علي حجج الله وآياته السمحة. ويؤكد أنه لا إكراه في الدين. ولا اعتداء علي حقوق غير المسلمين. فهي سماحة شريفة. فريدة نفيسة. تملك الخلق العالي. والمسلك المستقيم. وتعطي غايات سامية للحياة الإنسانية. وترفع قيمة الإنسان. وتحفظ عواطف الحب المشترك. والود الشائع. وهي تتسع لكل شيء وتشمل المؤمن والكافر والأعداء المحاربين فنجده صلي الله عليه وسلم يغضب حين مرّ في إحدي غزواته فوجد امرأة مقتولة. فقال: "ما كانت هذه لتقاتل".. وينهي عن قتل النساء والشيوخ والصبيان ومن لا مشاركة له في القتال. ونجده أيضاً يوصي بمعاملة أسري غزوة بدر معاملة كريمة. ويقول: "استوصوا بهم خيراًَ" مما جعل بعض الصحابة يعطونهم الخبز إيثاراً وإكراماً مع أنهم يعيشون علي التمر فقط قانعين باليسير وذلك خلق رحيم منح السكينة والأمن ودفع دعوة الإسلام لتسري في قلوب بعضهم ويدخلوا في دين الله مبجلين سماحة سيد المرسلين. وموقرين رحمته وسمو دعوته ولم يقف الأمر عن هذا الحد. فقد جعل المصطفي صلي الله عليه وسلم ناساًپمن الأسرة تقوم بتعليم غلمان المدينة القراءة والكتابة بدلاً من الفداء. وهذه آية من آيات السماحة تشهد بأن سيد المرسلين أول من وضع حجر الأساس في إزالة الأمية وإشاعة القراءة والكتابة وإبراز سبق الإسلام في مجال التعليم. وسماحة الإسلام لا تسمح بنزعات عنصرية أو نعرات جنسية وتنبذ ضرب العدل أو إهانة التسامح وتوفر ضمانات الرعاية والوفاء وتحمي كل الحقوق والأخوة والمواطنة لهما التكريم والاحترام. فلا استعلاء ولا تعصب ولا بغي وإنما سعي إلي المحبة والصفاء وتمسك بالمعاني الكريمة ولا تطاول وتكبر وترفع قبيح بل أخذ بالعفو وأمر بالعرف والإعراض عن الجاهلين استجابة لرب العالمين وتوجيهه السديد الذي يقول: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين".