اتفق السياسيون والاقتصاديون وخبراء الأمن أن جولات الرئيس عبدالفتاح السيسي المكوكية لدول الخليج تعزز دور مصر في المنطقة وريادته للشرق الأوسط وقدرتها علي مواجهة التحديات التركية والإيرانية في المنطقة علاوة علي العوائد الاقتصادية من تلك الزيارات المتتالية وجذبها لرؤوس الأموال الخليجية للاستثمار في مصر وإقامة المزيد من المشروعات التنموية. يقول د.طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: الزيارات المتتالية التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي أعادت مصر لريادة المنطقة العربية وأذابت جبال الثلوج التي أصابت العلاقات المصرية الخليجية إبان عهد الإخوان علاوة علي خبرة مصر التاريخية في إدارة العديد من الملفات المتعلقة بمحاولات تركيا وإيران التدخل في شئون الدول العربية والشرق الأوسط حيث استطاعت مصر وأد جميع المخططات في مهدها قبل زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة. وهنا يتعين علي مصر لعب الدور الريادي بالمنطقة ودعم هذه الدول بمزيد من التعاون والترابط السياسي والاقتصادي كما أن هناك تحديات تواجه الأمن القومي العربي وعلينا دور مباشر لحماية أمن المنطقة القومي لذا لابد من التنسيق المباشر بين مصر والدول العربية وتأكيد حضورها لمواجهة تلك التحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة. ويري د.جهاد عوده أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان أن زيارات الرئيس لمنطقة الخليج بداية من السعودية والإماراتوالكويت وأخيراً البحرين يتضح أننا نعيش عصر التسويات الكبري للشرق الأوسط فغداً تسوية سياسية في ليبيا وكذلك تسوية الاستانة تحت رعاية روسياوتركيا لحل القضية السورية وتسوية اليمن وهنا يجب علي مصر الاستعداد لما سيحدث بالمنطقة وعليها لعب دور بارز وواضح وإعادة ترتيب أوراقها لوجود مصالح مشتركة بجيرانها بالمنطقة كما أن هناك زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي ترامب ويتعين علي دول الخليج ومصر الاستعداد لها لتأثيراتها علي المنطقة بأكملها. ويوضح اللواء ممدوح الكدواني الخبير الأمني أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي حالياً لدول الخليج العربي هامة وحيوية وبمثابة إحياء لقوة العرب في الوقت الذي نجد فيه الوضع العربي الحالي متأزم في وقت تعاني العراق الشقيقة من شبح التقسيم كما أن جميع الشواهد تؤكد أن عملية تقسيم سوريا وشيكة في ظل صراعات الدول العظمي الولاياتالمتحدةوروسيا علي تقسيم التورتة إضافة إلي الصراعات الأخري بليبيا واليمن موضحاً أن المساس بوحدة هذه الدول العربية سيؤثر لتأتي تلك سلبياً علي المنطقة العربية بأكملها ومنها أيضا دول الخليج العربي والسعودية لتأتي تلك الزيارات لتوحيد الرؤي العربية في مكان واحد واتجاه واحد للعرب في ظل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة بعد إعلانه نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة التي تعتبر جزءاً من دولة فلسطين العربية المحتلة إذن الموقف في الفترة الحالية يحتاج إلي وقفة صلبة تحسباً لأي اعتداء من خارج المنطقة العربية تحتاج جبهة عربية قوية تجاه التيارات المختلفة التي تقف ضد وحدة العرب واتحادهم ضد التقسيم أو التخطيط والتعاون لمحاربة الإرهاب. وعن العائد الاقتصادي لتلك الزيارات يؤكد الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدي الاقتصادي المصري بجامعة القاهرة دول الخليج عندها استثمارات ضخمة لوجود البترول بالمنطقة لذا قامت بعمل صناديق سيادية حماية للأجيال القادمة علي أن يتم استثمار تلك الأموال حيث إن السعودية تمتلك 2 تريليون دولار بعد بيع أرامكو والكويت لديها 340 مليار دولار وكذلك الإماراتوالبحرين كما أن مصر أثبتت أنها من أفضل الدول في الاستثمار عقب الانهيار الاقتصادي الذي لحق بأوروبا وأمريكا نتيجة الأزمة المالية العالمية وضاعت 50% من أموال الاستثمارات العربية بعد إعلان حوالي 83% من بنوك أوروبا إفلاسها لذا يجب إعادة توجيه أموالهم لمصر لوجود إجراءات جيدة لحماية الاستثمار خاصة أن قانون البنوك يحمي الودائع لديها وهي ثاني عائد استثماري علي مستوي العالم وبالتالي تعتبر فرص الاستثمار بمصر الأفضل في العالم. ويقول محمد زيدان عضو مجلس الجمعية المصرية للاقتصاد بكل تأكيد زيارة الرئيس لدول الخليج سواء السعودية والإمارات أو الكويتوالبحرين حالياً هامة ولها أبعاد اقتصادية أهمها زيادة حجم الاستثمارات ومنها فتح مشروعات جديدة وعملاقة لرجال أعمال بعد أن تضاعف حجم هذه الاستثمارات إلي حوالي 50 مليار جنيه لتزيد عجلة التنمية والدخل القومي للبلاد وتخفيض أسعار السلع في ظل تعديل قانون الاستثمار لإتاحة الفرصة للمستثمرين لإنهاء جميع الإجراءات بمنتهي السهولة لأي مشروع يتم إقامته بعيداً عن البيروقراطية. ويضيف زيدان أن هناك بعداً سياسياً وأيضا لزيارة الرئيس للدول العربية لتقوية المنطقة خاصة بعد اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة فهناك تنسيق عربي وتشاور في ظل المؤتمر الإسلامي المرتقب الذي سيحضره ترامب والرئيس عبدالفتاح السيسي وعلي ذلك فهذه من أهم الزيارات الحالية للرئيس لاحتواء أزمات الدول العربية. أما البعد الأمني للزيارات يخص حماية الحدود العربية من أي اعتداء سواء من داعش الإرهابية وخلافه وللحد من تهريب الأسلحة للجماعات المتطرفة.
