لا تستطيع كل وسائل الاعلام المقروءة أو المرئية أو مواقع التواصل الاجتماعي في العالم كله أن تقنعني بأن مصر تعرف الفتنة والطائفية والارهاب ولابد أن هناك يداً خفية وراء ما يحدث. والذين يقولون ذلك هم أبناء سفاح ولم يرتوا من خصب مصر الأبدي.. ولم يشربوا من شريانها النيلي. ان من يقول ذلك لم يكن مصريا في يوم من الأيام ولم يقرأ تاريخها أبدا. مصر في رباط الي يوم الدين ولهذا يتربص بها المتربصون. قرأنا في كتب التاريخ أن الأنبياء وجدوا الأمن والأمان في بلدنا فمصر مهد "إدريس" النبي الذي وفي حتي قيل انه هو "أوزوريس" الإله المصري.. وقيل انه هو الذي علم المصريين القراءة والكتابة وكان من أهل النوبة وحبا وكرامة لهذا النبي يسمي أهل النوبة أولادهم باسم إدريس. مصر كانت مهجر ابراهيم الخليل. واسماعيل. ويعقوب. ويوسف بن يعقوب وأثني عشر سبطا من بني اسرائيل. لقد ولد فيها موسي وهارون ويوشع بن نون ودانيال وأرميا ولقمان. "كتاب "فضائل مصر وأخبارها وخواصها لابن زولاق" مكتبة الأسرة 1999". وكان بها من الصديقين والصديقات: مؤمن آل فرعون الذي ذكر في القرآن واسمه "حزقيل" وكان بها وزراء فرعون الذين وصفهم الله عز وجل بالعقل وفضلهم علي قوم "النمرود بن كنعان". وأخرجت مصر من الأفاضل "سحرة فرعون" الذين أحضرهم لموسي وكان عددهم أثني عشر ألفا آمنوا كلهم في ساعة واحدة. ولا يعلم من آمن في ساعة واحدة أكثر من هذا. كما كان في مصر من الصديقات "آسية امرأة فرعون. وأم اسحاق ومريم ابنة عمران. وماشطة بنت فرعون. كما أهدت مصر للبشرية "هاجر" المصرية أم نبي الله اسماعيل أب العرب. و"مارية القبطية" بنت شمعون من حملت للنبي محمد صلي الله عليه وسلم بالولد وهو ابراهيم عليه السلام. وغيرهم الكثير أمثال نبي الله "لوط" كما قال ذلك ابن عساكر في تفسيره لأن "رحمة" زوجة أيوب كانت بنت منشابن يوسف عليه السلام فيمكن انه دخل مصر بسببها. ودخلها "لقمان الحكيم" ودخلها "الخضر" عليه السلام بل وقيل أن "شيث بن آدم" عليه السلام دخل مصر. مصر أرض الحضارة منذ مهد الحضارة لم تعرف الفوارق أبدا والدليل علي ذلك.. عزيز مصر "فوتيفار" يشتري يوسف عليه السلام عبدا ويطلب من امرأته أن تكرم مثواه عسي أن ينفعهم أو يتخذوه ولدا. وفي محنته شهد شاهد من أهلها ليوسف.. وما كان في دولة في العالم غير مصر. أن يشهد شاهد بالحق وينصر عبدا من بني اسرائيل علي سيدته امرأة عزيز مصر. هذا الصديق تعلم في بيت من أكرم بيوت مصر حتي بلغ أشده فأعطته الثقافة المصرية حكما وعلما حتي أصبح عزيز مصر ووزير اقتصادها. تحكي كتب التفاسير اختبار فرعون ليوسف في اللغات وعلم الحساب والادارة والتجارة فكان اختيار للكفاءة والقدرة علي اجتياز السنوات السبع العجاف. تربي موسي في بيت فرعون وتعلم في بيوت الحكمة في مصر وصار كاهناً من كهانها وهو الطفل الذي انتشلته امرأة فرعون من اليم فربته في كنفها.. ولم تكن تدري انه أختير لتبليغ رسالة السماء حتي حوار فرعون مع موسي كان حوارا حضاريا "ألم نربك فينا طفلا". عندما خرج موسي من مصر كان متهما بالقتل وعندما عاد جاء بمعجزته وأحضر له السحرة اعتقادا انه ساحر. اعتقد الجميع أن موسي ساحر ولأن السحرة من بيت متحضر ووجدانهم الديني عميق آمن السحرة برب موسي عندما أدركوا أن المعجزة فوق طاقة البشر. يقول ابن عبدالحكم المؤرخ: كان عددهم هم وعرفاؤهم. مائتي ألف وأربعين ألفا. وهذا ان دل فانما يدل علي رقة قلوب أهل مصر. هذه هي مصر واحة الأمن والأمان وكما تقول الحكمة الشعبية القديمة. سبقت مصر بقاع العالم.. فان مصر عظيمة.. ولو جاء عن مصر لم يتسعها العالم.