** علي غرار فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي.. قررت أن أتعامل مع آخر تذكرة مترو في جيبي بالسعر القديم 75 قرشا للنصف تذكرة وأن احتفظ بها في جيبي وألا أسلمها حال خروجي من محطة المترو.. لم أتمالك نفسي وأنا أمسك بالتذكرة والتي ستفارقني إلي الأبد بعد أن عاشت معي سنوات طويلة وأصبحنا عشرة.. وبعد أن أخرجتها من جيبي نظرت إليها وأنا أودعها ووجدت الدموع تكاد تنهمر من عيني بل ووجدت التذكرة تتثاقل في يدي وتخشي أن أتركها للعامل الذي يقف علي ماكينة التذاكر بعد أن تعطلت معظم الماكينات وأصبح التعامل اليدوي هو البديل وطبعاً أمام سيل الركاب لا يتمكن الموظف من السيطرة علي التذاكر ووجدت الكثيرين يعبرون الماكينة بدون ترك تذاكرهم وأنا الذي أترك تذكرتي يومياً خلال خروجي فقررت ألا أتركها في هذا اليوم لاحتفظ بها معي للذكري بعد أن سمعتها تناديني وترجوني ألا أتركها علي الماكينة وتذكرني بعشرتنا القديمة.. وعلي الفور لم أستطع إلا أن ألبي طلبها وطلبي في نفس الوقت بعد أن باغتتنا الحكومة "كالعادة" برفع سعر التذكرة ولم تترك لنا فرصة للوداع بعد أن صمت آذانها عن كل المقترحات البديلة عن زيادة السعر سواء من الخبراء أو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب وفضلت الحل الأسهل والأسرع وهو اللجوء لجيوب الغلابة. ** وبالفعل عبرت الماكينة ومعي التذكرة في جيبي ولم أجد من يسألني عنها وهو ما شجعني علي عدم إخراجها من جيبي إلا بعد أن خرجت بعيداً عن المحطة فأخرجتها من جيبي لأجد ملامح السعادة ترتسم عليها وتكسوها كما أنني شعرت بنفس الاحساس وهو السعادة لعدم فراقها وبعد أن صعدت بها إلي مكتبي بجريدة الجمهورية وضعتها أمامي علي المكتب وأخذت أنظر إليها وحاولت الحديث معها من جديد إلا أنها لم ترد علي لأنها شعرت أنها لم تعد ذات قيمة وأنني سأضعها داخل درج مكتبي للذكري فتحولت التذكرة إلي جثة هامدة وتحول درج مكتبي إلي قبر تم دفنها فيه للأبد.. أما أنا فلم يعد أمامي إلا الذكري مع التذكرة فأخرجها كلما اشتقت إليها لألقي نظرة عليها مثل الصور الفوتوغرافية للأعزاء وأعيدها إلي مكانها من جديد.. بعد أن استسلمت لقرار الحكومة وبدأت بداية جديدة مع التذكرة الجديدة بضعف ثمن القديمة. ** سألت أحد الأصدقاء في ماسبيرو عن المواطن الذي تقدم ليحصل علي معاش تكافل وكرامة ووجد اسمه معيناً في ماسبيرو منذ سنوات طويلة دون أن يدري وهل هذه الواقعة حقيقة أم خيال فأجابني بأن هناك حالات فساد كثيرة في ماسبيرو ودلل علي ذلك بأن موازنة الاتحاد الشهرية 220 مليون جنيه تصرف من وزارة المالية منذ سنوات وبرغم خروج عدد كبير من الموظفين للمعاش إلا أن المبلغ مازال يصرف كما هو بدون نقصان فأين تذهب هذه الأموال؟! وبدوري أنقل السؤال لمسئولي ماسبيرو.. فهل من مجيب! يرضي مين؟ ** حدث ما حذرت منه في هذا المكان من مطالبتي لمحافظ القليوبية بضرورة إعادة النظر في نقل سوق النعناعية بشبين القناطر وبالفعل تم نقل السوق لإخلاء المكان المقابل للمقر الانتخابي للنائب محمود بدر وأدي ذلك إلي إلقاء مواطن لنفسه وتبعته ابنته من الدور الثالث لمجلس المدينة بعد أن علموا بعدم وجود أسمائهم في الباكيات المخصصة للسوق الجديد بل وتم عمل حالة طوارئ من قوات الأمن علي مدار الساعة لعدم عودة الباعة للسوق القديم وهو ما أدي إلي إرهاق شديد للقوات شغلها عن دورها وعملها الأساسي وكل ذلك من أجل راحة النائب فهل هذا معقول؟!