مأساة يومية يعيشها طلاب المدارس بالوادي الجديد بسبب الانقطاع الدائم للكهرباء عن مدارسهم نتيجة للقرار الخاطيء لوزارة التربية والتعليم التي ألزمت جميع مدارس المحافظة بعدم تجاوز قيمة فاتورة الكهرباء عن 100 جنيه شهريا لترشيد الاستهلاك وتقليل النفقات الأمر الذي أدي إلي توقف جميع الانشطة التعليمية والثقافية والفنية المرتبطة بالتيار الكهربائي وفي مقدمتها السبورات التفاعلية بالفصول الدراسية التي تعطلت نهائيا عن العمل بعدما انفقت عليها الدولة ملايين الجنيهات وتحولت بسبب هذا القرار الغريب إلي نصب تذكارية تشهد علي الفشل الاداري. تسببت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في الغاء حصص المعامل والحاسب الآلي والتربية الفنية والموسيقية علاوة علي توقف نشاط الاذاعة المدرسية الصباحية لعدم وجود مصادر كهربائية لتشغيل الميكرفونات والسماعات الخارجية وهو ما اثر بالسلب علي اكتمال العملية التعليمية والحالة النفسية للطلاب.. ناهيك عن تعرض جميع مدارس المحافظة لمخاطر السرقة خلال الفترات المسائية نتيجة للظلام الدامس وعدم وجود حراس للأمن في غالبيتها حيث بلغت نسبة العجز في عمال الخدمات المعاونة والأمن والحراسة بمدارس الوادي الجديد اكثر من 73%. تقول سارة عادل طالبة بمدرسة نجيب محفوظ الثانوية للبنات بالخارجة ان انقطاع التيار الكهربائي عن المدارس اصاب العملية التعليمية بالشلل التام خاصة ان جميع وسائل التعلم الحديثة مرتبطة بالتيار الكهربائي ولا غني عنها مشيرة إلي توقف السبورات التفاعلية عن العمل منذ تطبيق القرار والعودة للسبورات العادية والطباشير علي الرغم من انها وسيلة هامة وحديثة للتعلم كانت تتيح للطالب ان يكون ايجابيا داخل الفصل ومتفاعلا مع معلميه وزملائه لما تملكه من امكانيات هائلة لا تتوافر في السبورات العادية وفي مقدمتها عرض الصور والتجارب والفيديوهات العلمية والملفات والخرائط والاشكال الهندسية والافلام الوثائقية بصورة سهلة ومبسطة تجذب الطالب للمدة العلمية وتسبب القرار في تأجيل الامتحانات الشهرية أكثر من مرة لتعذر تشغيل ماكينات تصوير الاسئلة في الوقت الذي يمنع فيه نهائياً تصوير الامتحانات بالمكتبات الخارجية حفاظا علي سريتها. اضافت سندس مخلوف طالبة بالثانوية العامة بالخارجة ان اجهزة الحاسب الآلي بالمدارس تحولت إلي جثة هامدة لعدم قدرة المدارس علي تشغيلها والاستفادة منها نتيجة للانقطاع الدائم للتيار الكهربائي مما يعد اهدارا متعمدا للمال العام مشيرة إلي أن حصص الانشطة والمجالات خاصة الموسيقي والتربية الزراعية تم تجميدها. قال محمد علي يماني موجه بالتربية والتعليم وعضو مجلس الأمناء ان تقارير المتابعة الميدانية تؤكد دائما ان مدارس المحافظة من أفضل مدارس الجمهورية من حيث انتظام وحضور الطلاب حتي آخر يوم دراسي وتختفي بها نهائيا ظاهرة الغياب الجماعي لكن للأسف سوف يتسبب انقطاع التيار الكهربائي إلي تحويل تلك المدارس إلي طاردة. يقول الدكتور محمد خليل نصرالله رئيس مجلس أمناء مديرية التربية والتعليم بالمحافظة ان قرار تحديد مبلغ ثابت لفاتورة الكهرباء بالمدارس قرار خاطيء جدا ويجب اعادة النظر فيه فورا فما بالك ان يكون هذا المبلغ 100 جنيه فقط وهو مبلغ زهيد جدا لا يتناسب مع العملية التعليمية الحديثة التي تعتمد بشكل اساسي علي الكهرباء في جميع مراحلها وللأسف المشكلة تعود لقرار رئيس الوزراء باستخدام العدادات الذكية بالمدارس بدون تخصيص بند في الموازنة للانفاق عليها وتسبب القرار في توقف كثير من الانشطة التعليمية الهامة.