رغم كل الصعوبات والعقبات والمعاناة والظروف الاقتصادية التي تعانيها البلاد فإن مصر الأزهر ليست كأي بلد.. ورغم أنها ليست مهبط الوحي ولا كعبة المصلين إلا أنها مع كل ذلك الحارسة الأولي للدين والعقيدة وأزهرها قبلة المئات بل الآلاف من الدارسين.. ولذلك فإنها عندما تدعو إلي مؤتمر للشئون الإسلامية فإن علماء الدين في العالم يتسابقون ليس لحضور المؤتمر فقط وإنما لمعرفة المزيد من الحلول الإسلامية الصحيحة لمشاكل المسلمين من المنابع الأصلية والسليمة للدين. التقت "الجمهورية" بالعديد من هؤلاء العلماء الضيوف الذين اختلفوا في بعض الرؤي إلا أنهم اتفقوا في شيء واحد أن مصر الأزهر هي قبلتهم المفضلة لتعلم الدين الإسلامي. الشيخ رستم عفوري نائب مفتي أوكرانيا يقول جئنا للقاهرة بوفد يترأسه الشيخ أحمد تميم مفتي أوكرانيا لحضور المؤتمر والاستزادة من العلوم الإسلامية في بلد الإسلام الذي قال مصر هي قبلتنا العلمية الوحيدة تقريباً التي يتعلم أبناؤنا الدارسون من خلالها مبادئ العقيدة والفقه والشريعة. سألته كيف؟ أجاب: المسألة لم تبدأ الآن ولكن بدأ تعاملنا مع مصر والأزهر منذ سنين.. ولذلك فنحن لدينا الآن جامعة إسلامية.. كان الفضل في إنشائها والتدريس فيها للأزهر ومصر.. الجامعة تضم أربع كليات للشريعة وأصول الدين والدراسات الإسلامية والدعوة والأزهر يمدنا بما نحتاجه من العلماء في كل هذه التخصصات إضافة إلي ذلك فإن كثيراً من الذين تعلموا في الأزهر يعملون لدينا وعاظاً في المساجد. التمويل والمساجد سألته: كم مسجداً في أوكرانيا؟ أجاب: إنني لا أتذكر العدد بالضبط ولكننا نقوم ببناء المساجد في المدن والقري وكلما توسعنا في ذلك احتجنا وعاظاً ولذلك كانت الجامعة الإسلامية في أوكرانيا التي تخرج كل عام المئات من هؤلاء الوعاظ في التخصصات المختلفة وتعتمد في مناهجها علي الأزهر الشريف. سألته: هل توجد أي عقبات في بناء المساجد أو شروط مثلاً؟ أجاب: لا توجد أي عقبات.. بمجرد توافر التمويل نقوم فوراً ببناء المساجد. سألته: ومن أين يأتي التمويل؟ أجاب: نعتمد علي أنفسنا في هذا الخصوص فالتمويل داخلي من أبناء البلد ولا يوجد لدينا تمويل خارجي. سألته: إن أوكرانيا لديها بعض المشاكل الآن مع روسيا فماذا تفعلون في ظل القوميات المختلفة والرؤي المتباينة لكل منها؟ أجاب: نحن لا ندخل في هذه المشاكل ولا علاقة لنا بها ونحاول أن نتجنب الجدل في مثل هذه الأشياء ولذلك فإنه يوجد انسجام بين كل هذه القوميات ونعتبر العبث في تراث أي قومية تطرفاً يؤدي إلي الإرهاب ونقاومه ليستمر الانسجام بين المسلمين في هذه البلاد. سألته: كم عددهم؟ أجاب: حوالي مليونين من 42 مليوناً عدد سكان أوكرانيا. سألته: هل توجد لديكم مذاهب إسلامية مختلفة وما هي؟ أجاب: لدينا الشافعية والأحناف ونسير علي منهج الأشاعرة والماتريدية.. ولا نجبر أحداً علي اعتناق مذهب معين خاصة أن أوكرانيا عندما دخلها الإسلام في نهاية القرن الثامن لم يكن سيفاً ولا حرباً ولا غزواً وإنما دخلها دعوة وقدوة عن طريق التجار والعرب الذين نشروا الإسلام بسلوكهم وحسن معاملتهم وتعلم الناس منهم مبادئ وقيماً جديدة لم يعرفوها إلا في الإسلام. سألته: هل يوجد بين المسلمين علماء في علوم أخري غير الدين؟ أجاب: نعم لدينا علماء في الطب والهندسة وغيرها. الأزهر في أوغندا الشيخ منير يوسف عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية في أوغندا جاء ضمن وفد أوغندي يترأسه الشيخ شعبان رمضان ميجا مفتي أوغندا يبدأ حديثه عن مصر والأزهر ويقول إن الأزهر يمدنا بالعلماء والوعاظ وقارئي القرآن الكريم خاصة في شهر رمضان المبارك.. كما أننا نحصل علي منحة كل سنة من الأزهر لإرسال طلاب أوغنديين يتعلمون في الأزهر الدين الإسلامي من مصادره الأصلية. كم عدد المسلمين في أوغندا؟ أجاب: أن نسبة المسلمين في أوغندا تبلغ 35% علماً بأن الشعب الأوغندي يبلغ 50 مليون نسمة. وكم عدد المساجد هناك؟ أجاب: لدينا 11 ألف مسجد بالإضافة إلي أننا نقوم ببناء مدارس إسلامية نعتمد في مناهجها علي الأزهر الشريف. هل توجد مشاكل عندكم خاصة ببناء المساجد؟ لا توجد أي مشاكل سواء كان ذلك خاصاً بالمدارس أو المساجد أو المستشفيات. ماليزيا ومصر الدكتور ذو الكفل بن محمد البكري مفتي الولايات الاتحادية بماليزيا يقول إننا نسير مع الأزهر في منهجه الوسطي الصحيح للدين الإسلامي ونتعاون مع الجميع لإقامة السلام ونبذ العنف والتطرف وأبناؤنا الماليزيون يأتون إلي القاهرة لدراسة العلوم الإسلامية في الأزهر الشريف.. كما أن الأزهر يرسل إلينا أساتذة ايضا ليدرسوا لأبنائنا التعاليم الإسلامية الصحيحة. هل هناك شروط معينة للعمل بالوعظ؟ لا نسمح للوعاظ باعتلاء المنابر بمجرد تخرجهم بل لابد من التدريب علي الفتوي والخطبة ونحن نستعين في ذلك ايضا بمصر حيث نرسل إلي دار الإفتاء والأزهر الأئمة الجدد للتدريب علي كيفية الإفتاء والمعرفة حتي لا يتعرض علماؤنا لمواقف تهز ثقة الجماهير فيهم.. لذا دار الإفتاء المصرية تدرب علماءنا علي الفتوي وكيفية الاستماع إلي الأسئلة واستخلاص الإجابة من مصادرها السليمة سواء ما يتعلق منها بالنواحي الفقهية أو العقائدية. سألته عن مدي اهتمام المسلمين في ماليزيا بمشاكل المسلمين في العالم خاصة ما يحدث في فلسطين ومنع الأذان؟ أجاب: إن موقفنا يتناغم دائماً في هذا الخصوص مع مواقف الأزهر الشريف علي اعتبار أنه القادر علي بلورة الموقف الإسلامي الصحيح في مثل هذه القضايا الكبيرة. كازاخستان بعد الشيوعية الشيخ سانسيبر نباي قربان نائب رئيس دار الإفتاء بكازاخستان يقول إن كازاخستان خرجت من الحكم الشيوعي السوفيتي في أوائل التسعينيات وعدد المساجد بها 65 مسجداً بعد تدمير العديد من المساجد.. والآن نحن لدينا 3 آلاف مسجد بالإضافة إلي جامعة إسلامية اسمها نورمبارك نسبة إلي الرئيس الأسبق حسني مبارك الذين يرجع له الفضل في إنشائها من خلال وزارة الأوقاف.