دائما ما تشكل الأخطاء التحكيمية جزءا من مباريات كرة القدم. وما حدث من خطأ تحكيمي فادح خلال مباراة مصر المقاصة والزمالك التي انتهت بفوز الفريق الفيومي بهدف نظيف. عقب تغاضي الحكم الدولي جهاد جريشة عن احتساب ركلة جزاء للزمالك بعدما لمست الكرة يد أحمد سامي مدافع المقاصة داخل منطقة جزاء فريقه. ما هو إلا حلقة من مسلسل طويل لأخطاء الحكام التي أثارت الجدل بسبب لمسات اليد غير المحتسبة. ولم تكن مثل تلك الأخطاء قاصرة فقط علي المباريات المحلية فحسب. بل شهدتها أيضا العديد من المباريات الدولية. خاصة في بطولات كأس العالم. وكذلك في التصفيات المؤهلة إليها. ولعل الهدف الشهير الذي سجله الأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا في مرمي منتخب إنجلترا في كأس العالم بالمكسيك عام 1986. يعد ضمن أشهر الأهداف التي أحرزت بسبب الأخطاء التحكيمية الفادحة. وفي المباراة التي جمعت المنتخبين الأرجنتيني والإنجليزي في دور الثمانية لمونديال المكسيك. تلقي مارادونا تمريرة أمامية. ليجد نفسه مضطرا لاستخدام يده للحاق بالكرة قبل أن يصل إليها بيتر شيلتون حارس مرمي منتخب إنجلترا آنذاك. ليسدد الكرة بيده وتتهادي نحو المرمي الخالي من حارسه. ويحتسب الحكم التونسي علي بن ناصر. الذي أدار المباراة. الهدف وسط احتجاج لاعبي المنتخب الإنجليزي. وينتهي اللقاء بفوز منتخب الأرجنتين بهدفين مقابل هدف واحد. ليستكمل مسيرته في البطولة بنجاح ويتوج بها للمرة الثانية في تاريخه. وأحدث هذا الهدف ضجة هائلة عقب المباراة. خاصة بين وسائل الإعلام الإنجليزية والأرجنتينية. فبينما أبدت صحافة الأرجنتين فخرها به. مشيرة إلي أنه بمثابة الثأر من الإنجليز خاصة في ظل النزاعات السياسية والعسكرية التي وقعت بين البلدين "حرب الفوكلاند". فإن صحافة إنجلترا أعربت عن حسرتها وخيبة أملها من احتساب الهدف. وشنت هجوما لاذعا ضد علي بن ناصر. محملة إياه مسئولية الخسارة ووداع العرس العالمي. وبعد مرور عدة سنوات علي الواقعة. أطلق مارادونا تصريحه الشهير. الذي قال فيه "يد الرب أحرزت الهدف. لأن الرب أراد ذلك ولأن الحكم لم يرها". ولم تمر سوي أربعة أعوام علي تلك الحادثة. وفي النسخة التالية للمونديال. التي أقيمت بإيطاليا عام 1990. أثار مارادونا الجدل مجددا خلال مباراة منتخب بلاده مع الاتحاد السوفييتي في مرحلة المجموعات بالبطولة. ومنع مارادونا هدفا مؤكدا لمصلحة المنتخب السوفييتي. بعدما تعمد لمس الكرة بيده من علي خط المرمي. وبدلا من قيام حكم المباراة باحتساب ركلة جزاء للاتحاد السوفييتي وطرد النجم الأرجنتيني. أشار باستمرار اللعب. لينتهي اللقاء بفوز منتخب التانجو بهدفين نظيفين. محققا انتصاره الأول في البطولة. قبل أن يشق طريقه نحو المباراة النهائية للمونديال. وفي مونديال 2002 الذي جري بكوريا الجنوبية واليابان. منحت لمسة يد مماثلة المنتخب الألماني بطاقة التأهل للدور قبل النهائي للبطولة علي حساب منتخب الولاياتالمتحدة. وخلال مباراة للمنتخبين في دور الثمانية للمونديال الآسيوي. تعمد تورشتن فرينجس مدافع منتخب الماكينات لمس الكرة بيده قبل عبورها خط المرمي دون أن يراها حكم اللقاء. حينما كانت النتيجة تشير لتقدم المنتخب الألماني بهدف نظيف. لتحرم تلك اللمسة المنتخب الأمريكي من إدراك التعادل. وربما التأهل للمربع الذهبي للمرة الأولي في تاريخه. وقادت يد النجم الفرنسي المعتزل تيري هنري منتخب بلاده لحجز بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا عام .2010 واستخدم هنري يده اليسري لترويض إحدي الكرات خلال مباراة المنتخب الفرنسي مع ضيفه منتخب أيرلندا في إياب الملحق الفاصل المؤهل للنهائيات. قبل أن يمرر كرة عرضية إلي زميله ويليام جالاس سجل منها هدف الصعود لمنتخب فرنسا الذي فاز 2/1 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.. ولكن المشاركة الفرنسية في المونديال الجنوب أفريقي لم تسر علي نحو جيد. بعدما ودع منتخب الديوك البطولة مبكرا من مرحلة المجموعات دون أن يسجل أي انتصار.. وسار الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي علي نهج مواطنه الأسطورة مارادونا. عقب استخدامه ليده أيضا في إحدي مباريات فريقه برشلونة في بطولة الدوري الإسباني عام .2007 وعلي ملعب "كامب نو" معقل برشلونة. تأخر الفريق الكتالوني بهدف نظيف أمام جاره اللدود إسبانيول. قبل أن يدرك التعادل عن طريق ميسي. الذي سجل هدفا يدويا في المباراة التي كانت مفصلية في حسم لقب المسابقة آنذاك. ولكن نقطة التعادل لم تكن كافية لحصد برشلونة للبطولة في هذا الموسم. ولم تكن الكرة الأفريقية بمنأي عن مثل تلك الأخطاء التحكيمية. ومازالت الجماهير المصرية بصفة عامة. والأهلاوية علي وجه الخصوص. تتذكر الهدف الشهير الذي سجله النيجيري مايكل إينرامو مهاجم الترجي التونسي بيده في مرمي شريف إكرامي حارس الأهلي. خلال مباراة الفريقين في إياب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا عام .2010 وعقب انتهاء مباراة الذهاب بفوز الأهلي بهدفين مقابل هدف واحد. منح هدف إينرامو اليدوي تذكرة الصعود للفريق التونسي نحو نهائي البطولة. غير أن لعنة هذا الهدف واصلت مطاردتها للترجي الذي تلقي خسارة مذلة 6/1 أمام مازيمبي الكونغولي الديمقراطي في مجموع لقائي الذهاب والعودة للنهائي.