1⁄4 نظريات الاقتصاد في كل بلاد الدنيا تقول بالحرف الواحد إذا ارتفعت أسعار سلعة ما بسبب ارتفاع العملة الصعبة فإن أسعارها تنخفض تلقائيا إذا ما حدث وتم خفض تلك العملة.. العقل والمنطق يقولان ذلك.. ولكن في مصر حدث خلال الفترة الأخيرة قفزة غير مسبوقة في كل الأسعار حتي ولو لم يكن للعملة الصعبة "الدولار" دخل بها.. وكانت الحجة الجاهزة لكل التجار والمستوردين الارتفاع "المخيف" لسعر الدولار اضافة إلي "تعويم" الجنيه.. وبناء عليه زادوا في الأسعار علي "مزاجهم" دونما حسيب أو رقيب.. وكان المواطن "الغلبان" ضحية هذه الحفنة من التجار والمستوردين هنا العتاب علي الأجهزة الرقابية التي تركت الحبل علي الغارب لهؤلاء التجار.. حيث تفرض التسعيرة للسلعة الواحدة في اليوم الواحد أكثر من مرة فتري لها سعراً في الصباح وآخر في الظهيرة وثالثاً في المساء. فهل هذا معقول في ظل هذه الظروف التي يعاني منها الشعب.. ثم وهو الأهم هل إلي هذه الدرجة غاب الضمير وصرنا ننتهز الفرصة لنرفع من سعر السلعة بطريقة تفوق الخيال.. حتي وصلنا علي سبيل المثال لا الحصر بسعر "البيضة" لأكثر من مائة وخمسين قرشا. وقس علي هذا أموراً كثيرة.. من سلع ضرورية لا يمكن للمواطن بحال من الأحوال ان يستغني عنها.. ورغم ذلك ارتفعت اسعارها بصورة مبالغ فيها. 1⁄4 خلال الأيام القليلة الماضية انخفضت اسعار الدولار ما بين الأربعة والستة جنيهات.. وتفاءل الجميع خيرا بهذا الانخفاض وقلنا جميعا.. ما دام قد حدث انخفاض لتلك العملة "اللعينة" فحتما ولابد أن يكون لهذا الانخفاض مردود ايجابي علي اسعار السلع والخدمات ومن ثم يتم تخفيض كل الأسعار التي ألهبت "جيوبنا" خلال الفترة الماضية.. الغريب في الأمر.. أن أسعارنا التي ارتفعت خلال فترات ارتفاع سعر الدولار.. وتعويم "الجنيه" كان المبدأ عندها ثابت بمعني أن ما ارتفع من أسعار لا يمكن أن ينخفض تحت أي ظرف من الظروف وبالتالي ظلت اسعار السلع حتي الضروري منها علي ماهي عليه.. وهنا لنا أن نتساءل.. اذا كانت الحجة في السابق ان ارتفاع الدولار كان السبب رفع سعر السلع.. فلماذا لم تنخفض إذا حين انخفض سعر الدولار ولماذا لم تتدخل القيادات المسئولة وخاصة الرقابية منها لوقف هذه المهزلة التي تشهدها الاسواق المصرية.. وإلي متي نظل هكذا .. أليس من المنطقي مع انخفاض سعر الدولار أن نري سلعة يستطيع أن يقتنيها متوسط الحال قبل الغني.. يا سادة انظروا لحال المواطن وكيف صار لا يشتري من السلع إلا النزر اليسير هذا من جهة ومن جهة أخري هل وجود السلع في مخازن "الحيتان" إياهم ألا يحدث ركود لديهم علاوة علي أن بعض السلع قد تفقد الصلاحية خلال فترة زمنية معينة وبالتالي يأتي ذلك بالخسارة علي "محتكر" تلك السلعة خاصة إذا كانت من المواد الغذائية.. نصيحة.. اتقوا الله في هذا الشعب.. فالقليل من المكسب الحلال يبارك الله فيه.. فكونوا مع الصادقين قولاً وعملاً. كلمة أخيرة: صباح الخميس الماضي وتحديدا في محطة مترو المعادي.. حدث مؤسف بكل ما تحمل الكلمة من معني.. طفل صغير لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره ذاهب لمدرسته وشكله العام يوحي برقة الحال والبؤس معا.. أراد ركوب المترو ليصل إلي مدرسته ولم يكن يحمل تذكرة.. ما أن اقترب من ماكينة العبور حاول الدخول.. حتي بادرته إحدي العاملات بشركة الأمن الخاصة بصفعة علي وجهه لدرجة جعلت من أصابعها الخمسة "علامة" بارزة علي وجه هذا الطفل.. المشهد في حد ذاته أثار مشاعر المواطنين الذين تواجدوا وشاهدوا المنظر.. احترام القانون لازم وضروري.. ولكن أن يكون رد الفعل من هذه "العاملة" اللا مسئولة يسيء لكل أفراد هذا الجهاز الحيوي "هيئة المترو" تري ألم يكن من الممكن منع الطفل دون هذا الاعتداء غير الآدمي.. وهل يرضي السادة مسئولو محطة المعادي ماحدث صبيحة الخميس الماضي انتظر رداً يعيد لهذا الطفل كرامته التي أهدرتها العاملة غير المسئولة.. وشكراً.